رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من هو الخادم الكنسى ؟ " بقلم الأب متى المسكين " الخادم الكنسى ليس مجرد خادم درس العلوم الكنسية ونجح فيها بامتياز حسب الدرجات المرصودة ، أو من الدور الثانى ، أو بعد تعثرات كثيرة وملاحق ، لأن روح الكنيسة لا يُدرس بل يُسقى " كلكم سُقيتُم روحا واحدا " ( 1 كو 12 : 13 ) ، و "فكر المسيح " ( 1 كو 2 : 16 ) لا يُستمد من الكتب ، وبالتالى لا يمكن طرحه حيا فى مناهج وتجزئته على علوم ، بل هو مستمد من المسيح أولا ومن المسيح أخيرا ودائما . وفكر المسيح هو روحه " الكلام الذى كلمتكم به هو روح وحياة" ( يو 6 : 63). صحيح أنه ينبغى أن يكون من خلال معلم وكتاب وينبغى أن يكون له شهادة ، ولكن لن يكون ذلك بدون شخص المسيح الحى. الخادم الكنسى إذن لا يمكن أن تزكيه مجرد شهادة مكتوبة ، بل تُزكّيه شهادة حية من داخل الكنيسة . المذبح نفسه يشهد له لأنه يعرفه تماما كإنسان يطوف حوله دائما غاسلا قلبه وفكره وجسده بدموعه وبدم المسيح . الأوانى المقدسة تشهد له وليديه الطاهرتين التى تلفها وترتبها بوقار كثير. خورس الكنيسة يشهد له لأنه جزء حى فى هارمونى التسبيح ، مكانه معروف فى الصف ، وجهه يشيع الثقة فى المسيحيي ن ، الكاهن يعتمد على وقفاته الصحيحة وصيحاته المتقنة ، الشعب كله يعرف دخوله وخروجه كعمود مضئ متحرك يشيع الفرح والرضى فى قلوب المصلين ، ليالى الأعياد تزدهر بتسبيحه وبمعرفته لكل مناسباتها بإتقان وفهم من مردات مناسبة ، وقراءات محفوظة ، وألحان مخصوصة ، وطقوس ذات معانى وبهاء ومجد. الخادم الكنسى إذن لا تُزكّيه معرفة الكتب الكثيرة أو التعليم الكثير ، ولكن يُزكيه روح المسيح الذى يستقيه كل يوم من الكنيسة فى الصلاة وفى الأسرار وفى التسابيح و من صوت المسيح المقروء فى الأنجيل بخوف ورعدة ووقار الحضرة الإلهية. الخادم الكنسى إذن ، لا يُزكيه الوقوف على المنابر دون أن يزكيه أولا مكانه فى خورس المرتلين و إتقانه التسبيح والخدمة بفهم وحكمة الروح ، تُزكيه وقفاته الخاشعة أمام المذبح رافعا الصليب ، خادما الأقداس ومُتناولا القُدسات . أو كيف يمكن للخادم أن يعرّف الناس بالمسيح وهو لم يستق من روحه ؟ وهل يمكن للخادم أن يدّعى لنفسه خدمة المسيح وهو لم يخدم بيته ولا عرف كيف يخرج ويدخل أمامه؟ الخادم الكنسى لا تُزكيه قراءاته فى كتب الشرق أو الغرب واقتباساته من كل هب و دب وبكل اللغات ، وهو لا يعرف أن يقرأ كتب الكنيسة ويجهل لغتها ويتهيب مواقفها ويتهرب من صلواتها ، وكأنما ليس له فى الكنيسة مكان إلا المنبر الذى يتدرب عليه خارج الكنيسة ويختلس الطريق إليه ، لا من بابه الرسمى بل كمن يتسلق الأسوار ويدخله من الشباك. الخادم الكنسى لا يُزكيه صوته الحسن ومعرفته الفذة بتراتيل هذا عددها و أوزان كثيرة غربية بروتستانتية غريبة عن أذن الكنيسة لم تعرفها ولم تتعود عليها ولا تستغيسها ، لها معانى جيدة ولكن روحها مستوردة لا تربط السامع بكنيسته ولا تبنى النفس على التأصل فى تراثها ، بل تسرق الروح لتطرحها على أعتاب كنائس الغرب تلتقط الفتات من موائد أوزانها وطرائقها أولا بأول ، مع أن خزائن الكنيسة تحوى المئات من الألحان المبدعة التى باتت حزينة مهملة كعُملة ذهبية قديمة تنتقل من خزانة إلى خزانة. الخادم الكنسى لا يُزكيه تحضير الدروس والإتقان فى اختيار الآيات وطرائق الإيضاح وتسديد خانات الحضور والتناول ، ولكن تُزكيه حياته داخل الكنيسة ومحبته لها و غيرته عليها و إيمانه بها وممارسته لكل طقوسها وتشبُّعه بتاريخها وقديسيها و إحساسه أنه جزء حى فيها . أبونا متى المسكين |
24 - 08 - 2013, 09:48 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: من هو الخادم الكنسى ؟ " بقلم الأب متى المسكين "
شكرا على المشاركة المثمرة
ربنا يفرح قلبك |
||||
25 - 08 - 2013, 08:53 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: من هو الخادم الكنسى ؟ " بقلم الأب متى المسكين "
شكراً أختى مارى على مرورك الجميل |
||||
26 - 08 - 2013, 08:48 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | |||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: من هو الخادم الكنسى ؟ " بقلم الأب متى المسكين "
الخادم الكنسى إذن لا تُزكّيه معرفة الكتب الكثيرة أو التعليم الكثير ، ولكن يُزكيه روح المسيح الذى يستقيه كل يوم من الكنيسة فى الصلاة وفى الأسرار وفى التسابيح و من صوت المسيح المقروء فى الأنجيل بخوف ورعدة ووقار الحضرة الإلهية. موضوع جميل جداً من روائع الأب متى المسكين شكراً أخي العزيز على مواضيعك المتنوعة والجميلة، تحياتي وأحترامي والرب معك يباركك ويبارك حياتك وتعبك في أعمالك وخدمتك المباركة ربنا يفرح قلبك وأهل بيتك على طول بنعمته وسلامه ومحبته الدائمة والمجد لربنا يسوع المسيح...آمين |
|||
08 - 09 - 2013, 08:14 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: من هو الخادم الكنسى ؟ " بقلم الأب متى المسكين "
شكراً أخى بيدو على مرورك الجميل
|
||||
|