أكد مصدر أمني بوزارة الداخلية المصرية أن الحادث الإرهابي الذي أسفر عن مقتل 25 مجنداً من جنود الأمن المركزي مُدَّبر ومُعدّ له مسبقاً على غرار حادث خطف الجنود المصريين بنفس المنطقة قبل ثلاثة أشهر. وأوضح المصدر أن المجندين كانوا بملابس مدنية وعائدين بشكل فردي من إجازاتهم، وأقلّت سيارتا ميكروباص أجرة 28 مجنداً منهم في طريقهم للمعسكر، وعند إحدى النقاط في الطريق واجهتهم عناصر إرهابية واستوقفت السيارتين، وأنزلت الجنود بالقوة بعد التهديد بالسلاح، وأوقفتهم صفاً واحداً، وفتحت عليهم النيران، ما أدى إلى مقتل 25 منهم، وإصابة ثلاثة، بينما لاذ المهاجمون بالفرار. وأكد أن الأجهزة الأمنية تكثف من جهودها لكشف المتورطين في الحادث الإرهابي، مشيراً إلى أنهم ينتمون لجماعات تكفيرية. ويطرح خبراء أمنيون وسياسيون العملية للتشريح والتحليل بحثاً عن دوافع الإرهابيين لارتكاب هذه الجريمة البشعة وتداعياتها وعلاقتها بما يجري من أحداث عنف وصراع سياسي، وأكدوا حتمية انتصار مصر على الإرهاب في نهاية المطاف. رقصة الديك المذبوح بعد "رابعة" ويشير اللواء عبدالرحمن الفيل، الخبير الأمني، إلى أن ما يحدث في سيناء من قبل جماعة الإخوان الشياطين والملاعين - على حد وصفه لجماعة الإخوان - هو رد فعل على فضّ الاعتصامات لمؤيدي الرئيس. وأضاف لـ"العربية.نت": "إن ما حدث هو رد فعل طبيعي من الجماعة, التي تستعين بحماس، بعد فشلها في تحقيق هذا بشكل واسع في قلب القاهرة، فبدأت تكثف جرائمها في سيناء. فهم يصرّون على إراقة الدماء من الأبرياء حتى ولو كانت دماء أفراد من الجيش عائدين من إجازة أو في راحة، فهم لا يريدون إلا مزيداً من الدم والعنف". وقال: "هذا يُظهر ما بداخل الجماعة، وما تفعله الآن جماعات الإخوان هو رقصة الديك المذبوح، فهم يلفظون أنفاسهم ويقطرون آخر نقطة دم من جسدهم". ويؤكد اللواء الفيل أن الشارع المصري أصبح غير قابل لأن تعيش هذه الجماعة وسطه خاصة بعد هذه العمليات الإجرامية المتتالية. تخطيط سابق وتربّص بالجنود ويختلف الدكتور صبحى عسيلة، الخبير بمركز "الأهرام للدراسات الاستراتيجية" مع الرأي السابق، ويؤكد لـ"العربية.نت" أن جريمة قتل جنود رفح والتي حدثت صباح الاثنين، ليست رد فعل على فضّ الاعتصامات، أو رداً على خطاب الفريق السيسي، كما يقال، لأن مثل هذه العمليات الإرهابية تستغرق وقتاً طويلاً في التخطيط والتحضير. ويستطرد عسيلة بأن الإرهاب دائماً يعمل على أهداف محددة يريدها, ولذا فإن العمليات على شاكلة هذه الجريمة الإرهابية، لابد أن يسبقها تخطيط وترتيب ومعرفة بمواعيد عودة الجنود من إجازاتهم مثلاً أو موعد نزول الإجازات وتربّص بهم. أسرى الأعداء وبث الرعب ويشير عسيلة إلى أن طريقة قتل هؤلاء الجنود تعبر عن غلّ وحقد وكراهية تجاه الجيش المصري وقائده، حيث يظهر الجنود صفاً واحداً مقيدي الأيدي، ويقفون وكأنهم أسرى، وتم قتلهم من الخلف بعد توثيق أيديهم، في مشهد غير مألوف إلا مع أسرى الأعداء. ويرجح أن تكون طريقة القتل بهذا الشكل مقصود بها الرد على خطاب السيسي وتحديه، وتصدير صورة للرأي العام بأن هؤلاء الإرهابيين جبابرة ولا يخشون المواجهات، ويسعون لبث الرعب في صفوف القوات المسلحة، ويعلنون بهذه العملية أنهم ليس لديهم سقف، فبعد أن أسروا قبل ذلك جنوداً وتركوهم، الآن يقولون بمقدورنا أسر وقتل جنود مصريين. اعتراف البلتاجي وتحذير من المصالحة وقال جمال سلامة، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، لـ"العربية.نت": "إن مصر بدأت حربها ضد الإرهاب ولابد من حسمها، وهي محسومة بالفعل لأن تاريخ مصر يؤكد أنها دائماً تنتصر على الإرهاب". ويحذر سلامة من التراجع عن هذه المواجهات بمواءمات أو مصالحات، ويشير إلى أن الجماعة الإرهابية كشفت عن نفسها مبكراً جداً، وهذا أمر جيد ويجعل المواجهة سهلة، ولابد أن تدرك الجماعات الإرهابية أن قيامها بمواجهة المجتمع والدولة هو أمر صعب وليس باليسير. ويرفض سلامة الأصوات التي تتعالى الآن وتنادي بالمصالحة والتسامح؛ "لأن المصالحة لا تتم مع المجرمين، بعدما ثبت وبالدليل القاطع أمام العالم كله مَن هم المجرمون؟ لأن الاعتراف سيد الأدلة والقيادي الإخواني محمد البلتاجي قالها واضحة وصريحة: "في الثانية التي يتراجع السيسي عن قرار عزل مرسي ستتوقف الأعمال الإرهابية في سيناء".