أرض بَنيامين
اسم عبري معناه "ابن اليد اليمنى، أو ابن اليُمن":
كان رجال الحرب المعدودون من سبط بنيامين 35.400 في التعداد الأول في بداية الرحلة في برية سيناء، بينما كان عددهم في الأحصاء الثاني ــ الذي تم قرب نهاية الرحلة، في عربات أريحا ــ 45.6000 (عد 1: 37، 26: 41). وكان موقعهم حول الخيمة، تحت راية محلة أفرايم في الجهة الغربية من خيمة الشهادة، وكان الرئيس لهم " أبيدن بن جدعوني " (عد 2: 22 و 23). وكان يمثل بنيامين بين الجواسيس " فلطي بن رافو " (عد 13: 9)، وكان يمثلهم عند تقسيم الأرض " أليداد بن كسلون " (عد 34: 21).
1- حدود نصيبهم في الأرض:
تذكر حدود المنطقة التي وقعت نصيبًا لسبط بنيامين، بكل وضوح في سفر يشوع (18: 11 ــ 27)، وكانت تقع بين أفرايم شمالًا، يهوذا جنوبًا. وكان التخم الشمالي يبدأ من الأردن ويصل إلى أريحا ,ثم يسير إلى الشمال من تلك المدينة إلى الجبل غربًا مارًا ببيت إيل التي كانت جزءًا من نصيب هذا السبط، ثم ينزل التخم إلى عطاروت إدار إلى بيت حورون السفلى. ومن هذه النقطة كان التخم الغربي ينحدر جنوبًا إلى قرية بعاريم.
وكان التخم الجنوبي يسير من قرية يعاريم شرقًا إلى منبع مياه نفتوح، ويدور إلى الجنوب من أورشليم حتى يصل إلى البرية عند جليلوت وحجر بوهن إلى الشاطيء الشمالي للبحر الميت عند مصب الأردن. وكان نهر الأردن يشكل التخم الشرقي. لقد كانت منطقتهم صغيرة نسبيًا، وكان ذلك بسبب " جودة الأرض " كمايقول يوسيفوس، وهو وصف ينطبق أساسًا على سهول أريحا. أما المرتفعات فجبلية صخرية قليلة المياه، ولكن توجد أرض جيدة على السفوح الغربية.
2- موقع أرض بنيامين:
واضح مما سبق أن بنيامين كان يتحكم في الطرق الرئيسية المؤدية إلى المرتفعات، سواء من الشرق أو من الغرب، والتي قاد فيها يشوع بني إسرائيل من الجلجال إلى عاي. كما أن بنيامين كان يتحكم في الطريق العظيم الذي كان يصل بين الشمال والجنوب، والذي كان يمتد على الحافة الغربية من الجبال في منطقة بسهل الدفاع عنها، فكان موقعًا يستلزم أن يحتله سبط من المحاربين الأقوياء الشجعان ، وهو ما كانه سبط بنيامين، فقد كان رجاله مهرة في الرمي بالقسى والمقلاع، مما كان يرجح كفتهم في القتال (قض 20: 16، 1 أخ 8: 40، 12: 2 الخ).. وتتضمن بركة يعقوب هذه المميزات (تك 49: 27). وكان ثاني مخلص لإسرائيل في زمن القضاة، إهود بن جيرا البنيامينى الأعسر (قض 3: 15).
3- تاريخه:
قاتل البنيامينيون سيسرا تحت قيادة بورة وباراق (قض 5: 14). وترسم لنا القصة المسجلة في الأصحاح العشرين من سفر القضاة صورة للحياة في عهود الانفلات والانحلال، حين لم يكن هناك ملك في إسرائيل. كما تعطينا صورة لما عاناه سبط بنيامين بسبب تلك الفعلة الشنعاء.
ولإشك في أن اختيار شأول أول ملك لكل إسرائيل، كان موضع فخار للسبط. وبعد موت شأول، كان سبط بنيامين هو العمود الفقري في حزب إيشبوشت، ولكنهم اضطروا أخيرًا للخضوع لسبط يهوذا ممثلًا في شخص دأود (2صم 2: 15 و 25، 3: 17 ــ 21). وكان الرجل الذي صب الشتائم على راس دأود ــ في اثناء هروبه من ابنه ابشالوم ــ رجلًا بنيامينيًا (2صم 16: 2). كما تزعم رجل بنياميني هو شبع بن بكري الثورة ضد عودة دأود، ولكن يوآب استطاع أن يقضي على تلك الفتنه (2صم 20). ويبدو أن جزءًا كبيرًا من سبط بنيامين انشق عن يهوذا عند انقسام الملكلة، حيث نقرأ أنه "لم يتبع بيت دأود إلا سبط يهوذا وحده" (امل 12: 20)، ولكننا نقرأ في العدد التالي،أن رحبعام جمع كل بيت يهوذا وسبط بنيامين لمحاربة يربعام. والأرجح أن عشائر بنيامين المجاورين لمدينة أورشليم ــ التي كانت مقرا ملكيا لبيت دأود، ظلوا على ولائهم لبيت دأود، أما العشائر التي كانت تقيم بعيدًا أورشليم فقد انضموا إلى الملكة الشمالية. ولكن بعد سقوط السامرة، إستعاد بيت دأود سيادته على كل منطقة بنيامين تقريبًا (2 مل 23: 15، 19 الخ). ونعرف من سفر نحميا أن وادي هنوم كان التخم الجنوبي لبنيامين في أيامه، بينما أمتد تخمهم غربًا حتى شمل لود وأونو (نح 11: 30 ــ 34).
وكان شأول الطرسوسي الذي صار الرسول بولس ــ من سبط بنيامين (في3: 5).
* يُكتَب خطأ: بانيامين، بنيمين، بينيمين، بنامين.
