القلب القوي
القلب القوى، هو القلب الصامد، الذي لا تقوى عليه العوامل الخارجية، فلا يهتز بسبب من الخارج.
القلب القوى، لا تغيره كلمة مهما كانت قاسية. ولا تزعجه معاملة مهما كانت شاذة، ولا تغريه إغراءات، ولا تهزه إثارات، إنه صامد، لا تتحكم فيه سوى مبادئه التى يؤمن بها، ومثالياته التي يتمسك بها..
القلب القوى لا يحوله الكبرياء مال وجاه ومنصب ورفعة مادية وروحية. كما لا يسقطه في صغر النفس ما هو عكس هذا.
القلب القوى، لا ينتصر عليه القلق ولا اليأس، ولا الاضطراب ولا الخوف، بل يسمع قول الرسول: (كونوا راسخين غير متزعزعين) (1كو 15: 58).
ولقوة القلب أسباب، بعضها طبيعي، وبعضها من النعمة.
هناك إنسان قوى القلب بطبعه، كالأسد، فيه جسارة، وله بسالة، ولا يخاف. ولكنه قد يكون روحيًا، وقد لا يكون. وقد يظهر قوة في مجالات معينة، ثم يضعف أمام دمعة ورجاء، أمام أم وأبن. وقد يضعف أمام رغبة معينة لا يستطيع مقاومته.
وإنسان آخر، سبب قوته يتركز في روحياته..
فالإنسان الزاهد في كل شيء، يكون دائمًا قويًا، لأنه لا يحرص على شيء، ولا يشتهى شيئًا، ولا توجد فيه نقطة ضعف يحاربه بها العدو. كما قال القديس أوغسطينوس: (جلست على قمة العالم، حينما أحسست في نفسي أني لا أشتهى شيئًا، ولا أخاف شيئًا).
وقد يكون سبب قوة الإنسان محبته للأبدية، فأصبح الموت نفسه لا يخيفه (). وقد يكون سبب قوة قلبه، محبته للحق، والحق دائما قوى مهما صادمته المقاومات.
وقد يكون سبب قوة تحرسه وتحميه، والتي تعطيه معونة من الروح القدس، كما قال الرب: (ولكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم) وكما قال بولس: (أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني).
القلب، هو الإيمان..
الإيمان بقوة الله التي معه، والتي