يسلم عليكم أرسترخس المأسور معي ومرقس ... العاملون معي لملكوت الله الذين صاروا لي تسلية (كو4: 10، 11)
أرسترخس رجل مكدوني من تسالونيكي (أع27: 2) فمن الأرجح إذاً أن يكون واحداً من الذين رجعوا إلى الله من الأوثان ليعبدوا الله الحي الحقيقي وينتظروا ابنه من السماء (1تس1: 10).
ونرى فضيلة ضبط النفس واضحة في أرسترخس رفيق الرسول بولس في الأماكن القليلة التي ذُكر فيها اسمه في الكتاب (أع19: 29، 20: 4، 27: 2، كو4: 10، فل24). كما يدل على ذلك أيضاً معنى اسمه أرسترخس « أحسن حاكم ». ولا يوجد ما يفيد على أنه حكم على أية مدينة أو على أي قطاع من المجتمع أو حتى بين شعب الله. وربما يكون ما جاء في أمثال16: 32 هو أحسن تطبيق على معنى اسمه « البطيء الغضب خير من الجبار، ومالك روحه خير ممن يأخذ مدينة ». وعلى النقيض من ذلك « مدينة منهدمة بلا سور الرجل الذي ليس له سلطان على روحه » (أم25: 28). فالشخص القوي هو الذي له سلطان على روحه. ومَنْ لا يستطيع أن يضبط نفسه هو مغلوب دائماً. والمؤمن يستطيع أن يمارس ضبط النفس بقوة الروح القدس (غلا5: 23).
كثيرون من الحكام الزمنيين لا سلطان لهم على أرواحهم. ولكننا نعتقد أن أرسترخس كان اسماً على مُسمّى، وأنه مارس - آذار - ضبط النفس والحكم على الذات في حياته كمؤمن بالرب يسوع المسيح.
وفي أعمال27 نرى دليلاً على إخلاص أرسترخس للرب بمرافقته للرسول بولس في رحلته إلى روما. ويصفه الرسول في فليمون24 بأنه عامل معه وليس رفيقاً له فقط.
وفي كولوسي4: 10، 11 يقول عنه إنه عامل معه لملكوت الله، وأنه صار له تسلية (أي تعزية). ولم يُخبرنا الرسول عن تفاصيل عمل أرسترخس ولكن أن يكون عاملاً مع الرسول يعني استعداده لخدمة الرب بأية طريقة. وكونه صار تعزية للرسول بولس يُرينا ناحية أخرى مباركة في هذا الخادم الأمين، فهو يضيف إلى كونه شجاعاً في وقت الخطر وثابتاً في وقت الشدة؛ تلك الصفة الرقيقة التي تُشير في أصل معناها إلى كونه ملطّفاً كالمرهم الذي يوضع لكي يخفف الالتهابات ويهدئها. فمع أن الرسول بولس كان خادماً عظيماً للمسيح، إلا أنه كان إنساناً تحت الآلام مثلنا معرَّضاً للضغوط والمتاعب ولذلك فرفيق مثل أرسترخس كان لازماً له ليستخدمه الرب لتشجيعه على الاستمرار في خدمته.