لأن بني عثليا الخبيثة قد هدموا بيت الله وصيَّروا كل أقداس بيت الرب للبعليم (2أي24: 7)
عثليا هي ابنة أخآب ملك إسرائيل من زوجته إيزابل، وهي زوجة يهورام ملك يهوذا، وهي التي أدخلت عبادة البعل في يهوذا وحاولت أن تبيد نسل داود الملكي حتى تكون هي المالكة الوحيدة على الأرض (2أي22: 10-12).
ومن رؤيا2: 20-23 يمكننا أن نرى أن إيزابل وأولادها هم رموز واضحة لقوة الشيطان وللنُظم الشريرة التي أدخلها الشيطان، رئيس هذا العالم. وما مُلْك عثليا إلا صورة للوقت الحاضر، فقد سمح الرب أن تحتل المغتصبة الوثنية مركزها الكاذب كملكة في أورشليم مدة ست سنوات. وهذا العدد يشير إلى أن تاريخها يمثل « يوم الإنسان » أي الزمان الحاضر ـ لأن مقياس عمل الإنسان « ستة » (خر20: 9) بينما العدد الذي يُعبِّر به الله عن الكمال الإلهي، هو « سبعة ».
ومن السهل أن نتصوَّر كيف تردَّت الأوضاع في أورشليم في فترة السنوات الست التي اغتصبت فيها عثليا السلطة. لكن بعد ذلك الليل الطويل المُظلم، جاء نهار مُشرق ساطع بعد طول انتظار. على أنه وُجد في أورشليم بضعة أشخاص أمناء كانوا يتذكرون نبوة يعقوب « لا يزول قضيب من يهوذا ومُشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون، وله يكون خضوع شعوب » هؤلاء المؤمنون استراحوا وأيقنوا أنه وسط ظلمة أيام عثليا لا بد أن الله محتفظ بمَلِكه الشرعي وإن كانوا لا يرونه، وإنه سيُستعلن في الوقت المناسب، ولا ريب أن هذا اليقين بخصوص بيت داود وبخصوص الملك الحقيقي، كان هو موقف الإيمان.
ونحن أيضاً الآن في ليل يشتد ظلاماً، ليل رفض ربنا يسوع المسيح من العالم، وليل غيابه عنا. الزمان صعب .. الإثم يتزايد .. كلمة الله مرفوضة .. ابن الله يُهان حتى وسط المسيحية الاسمية .. مبادئ الارتداد تزداد قوة وتأثيراً .. الشرور تزداد بلا خجل ولا حياء .. الكُفر والإلحاد والفجور والإباحية تنتشر .. كل القيم الروحية تنهدم، ولكن كل المُنتسبين إلى عائلة الله يعرفون الرب يسوع المسيح ويكرمونه باعتباره الملك الشرعي، وهم ينتظرون ظهوره (تي2: 13؛ 2تي4: 8) ولهم رجاء مبارك فلا يزعجهم سلطان الشيطان المؤقت ـ رئيس هذا العالم ـ لأنه سوف ينتهي قريباً جداً كما انتهى سلطان عثليا الخبيثة.