رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
منذ زمان بعيد ، كانت تعيش في الصّين فتاة ٱسمها '' لي لي'' ، تزوَّجت وذهبت إلى بيت حماتها لتعيش مع زوجها في بيت أسرته ، حسب عادة البلاد هناك .
ولم يمضِي قليل وقت إلاَّ ووجدت أنّها لم تعد قادرة على المعيشة مع حماتها إطلاقا . لإنّها وجدت أن شخصيتهما وطباعهما لا يتناسبان ، بل ويختلف كلّ الإختلاف !! فقد كانت ''لي لي'' تغضب كثيرا من عادات حماتها ، بالإضافة إلى أنّ حماتها كانت تنتقدها دائماً . ومرَّت الأيّام ، وعَبَرَت الأسابيع ، وهما لا تكفَّان عن العراك والجدال . ولكن ما جعل الأمر أسوأ ، هو أنّه بحسب التّقاليد الصّينية يجب على الكنَّة (زوجة الإبن) أن تخضع لحماتها وتطيعها في كلّ شيء .!! وقد تسبَّبَ كلّ هذا الغضب والشّقاء بالحزن والألم الشّديد لزوجها . وأخيراً وجدت '' لي لي'' أنّها لا يمكنها أن تقف هكذا في مواجهة سوء أخلاق حماتها وتحكّمها ، فقرّرت أن تفعل أيّ شيء لتلافي ذلك .!! وفي اليوم التّالي توجَّهت إلى صديق حميم لوالدها ، وهو السيِّد '' هويانچ'' تاجر الأعشاب الطّبية في القرية التي تعيش بها . وأخبرته بكلّ الوضع ، وسألته إن كان يمكنه أن يعطيها بعض الأعشاب السّامة حتّى تحلّ مشكلتها مع حماتها مرّة واحدة وإلى الأبد . ففكَّر '' هويانچ'' مليّاً لبرهة من الزّمن ، وأخيراً قال : ٱنظري يا '' لي لي'' ، سوف أساعدك على حلّ مشكلتك ، ولكن عليكِ أن تنصتي لِمَا سأقوله لكِ وتطيعيني . !! فردَّت عليه قائلة : سوف أفعل كلّ ما تقوله لي . !! ودخل '' هويانچ'' إلى الغرفة الدّاخلية لدكّانه ، ورجع بعد عدّة دقائق حاملاً رزمة من الأعشاب ، وقال لها : ٱنظري ، أنتِ لا تستطيعين ٱستخدام سمٍّ سريع المفعول لتتخلَّصي من حماتكِ ، لأنّ ذلك سوف يثير الشّك في نفوس أهل القرية . لذلك قد أعطيتكِ بعض الأعشاب التي تبني السّموم في جسمها . وعليكِ يوماً بعد يومٍ أن تُعدِّي لها أكلة لذيذة الطّعم وتضعي فيها قليلا من الأعشاب في إناء للطّبخ ، لكي تتأكَّدي من أنّه لن يشكَّ فيكِ أحد حينما تموت ، فلابدّ أن تكوني واعية جدّاً وأن تتصرّفي معها بطريقة ودّية جدّاً . ولا تتجادلي معها ، بل أطيعيها في كلّ رغباتها ، وعامليها كأنّها ملكة البيت . !! وسُرَّت ''لي لي'' جدّاً وشكرت السّيد '' هويانچ'' ، وأسرعت إلى البيت لتبدأ خطّة القتل لحماتها !! .. ومرّت الأسابيع ، وتتابعت الشّهور ، وهي تُعِدّ الطّعام الخاص والممتاز كلّ يومين لحماتها ، وتعاملها كأنّها أُمّها . وبعد مرور ستّة أشهر ، تغيَّر كلّ شيء في البيت . فقد بدأت '' لي لي'' تمارس ضبطها لغضبها من حماتها ، حتّى أنّها وجدت أنّها لم تَعُد تتصرَّف معها بحماقة أو بغضب . ! وظلَّت '' لي لي'' لا تدخل في مجادلات مع حماتها لمدّة ستّة أشهر ، لأنّ حماتها بدأت تعاملها بحنوٍّ أكثر وبتبسُّطٍ أكثر . وهكذا تغيَّر سلوك الحماة تجاه زوجة ٱبنها ، وبدأت تحبّها وكأنّها ٱبنتها !! وصارت تحكي لصديقاتها وأقاربها أنّه لا توجد كنَّة أفضل من '' لي لي'' . وبدأتا تتعاملان معاً كأُمّ حقيقيّة مع ٱبنتها ! .. أمّا زوج '' لي لي'' فقد أصبح سعيداً جدّاً وهو يرى ما يحدث . ولكن '' لي لي'' كانت منزعجة من شيء ما . فتوجَّهت إلى السّيد '' هويانچ'' وقالت له : سيّدي ، أرجوك أن تساعدني لتجعل السمَّ الذي أعطيتني إيّاه لا يقتل حماتي !! فقد تغيَّرت تماما وأصبحت سيّدة طيّبة ، وصرتُ أحبّها كأنّها أُمّي . أنا لا أُريدها أن تموت بالسمِّ الذي وضعته لها في الطّعام . !! فٱبتسم '' هويانچ'' وأطرق برأسه قليلاً ثمّ قال : '' لي لي'' يا ٱبنتي ، ليس هناك ما يثير ٱنزعاجك ! فأنا لم أعطِكِ سمّاً ، فالأعشاب التي أعطيتها لكِ كانت '' فيتامينات '' لتقوية صحّتها . !! السمّ الوحيد ، كان في ذهنكِ أنتِ وفي مشاعرك تجاهها . ولكن كلّ هذا قد زال بمحبّتكِ التي قدَّمتيها لها . !! فلننصتْ ونُطِعْ كلمات الوحي الإلهي لنا جميعاً ، ونضعها موضع التّنفيذ : « ليُرْفَعَ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلَّ مَرَارَةٍ ، وَسُخْطِ ، وَغَضَبٍ ، وَصِيَاحٍ ، وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ . وَكُونُوا لُطَفَاءُ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ ، شَفُوقِينَ ، مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضاً فِي المَسِيحِ » ـ أف 4 :32:31 ـ |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الشافي من كل داء |
ظهر الحُب الشافى فى تعامل القديس إيسيذورس مع الأنبا موسى القوى-الحُب الشافى |
أبي الشافي، |
المسيح الشافى والقلب الجافى والتعليم الصافى |
الشافي |