رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أبو الفتوح للشرق الأوسط: رفض "مرسي" للانتخابات المبكرة "غباء سياسي" وأعداء الثورة استغلوا الغضب الشعبي في 30 يونيو صدى البلد روى عبد المنعم أبو الفتوح، في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط»، تفاصيل المكالمات الهاتفية التي أجراها ظهر يوم 3 يوليو مع أحمد فهمي، رئيس مجلس الشورى المنحل، مطالبا إياه بإبلاغ محمد مرسي بضرورة الخروج وإعلان الدعوة لاستفتاء لبقائه أو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وقال إنه كان يأمل في استمرار النضال السلمي المدني حتى إسقاط مرسي، وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي دار: "طبعا، مصر في أزمة كبيرة بعد 3 يوليو، البعض يسميه انقلابا عسكريا والبعض لا يريد أن يسميه انقلابا، لكن هو في رأيي بكل التوصيف انقلاب عسكري، ولا يمكن أن نقارن ما حدث بعد 30 يونيو بما حدث بعد 25 يناير التي كانت ثورة بكل المفاهيم من وجهة نظري لأنه كانت هناك حالة توحد شعبي حول إطاحة نظام مبارك بكل ما يعنيه نظام مبارك من فساد واستبداد ونظام بوليسي.. نظام حطم وأردى المجتمع والدولة المصرية أرضا على كل المستويات، المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي". وأضاف: "بالتالي الذي حدث في 25 يناير انتهى ليس بإسقاط نظام مبارك لكن بإسقاط مبارك نفسه وبقي نظام مبارك كما هو على مدار فترة المجلس العسكري ثم فترة الرئيس مرسي، فلم يقم المجلس العسكري ولا الرئيس مرسي على مدار سنتين ونصف السنة بعد إسقاط الرئيس مبارك بتغيير في النظام وبقي النظام مسيطرا كما هو بكل مكوناته". وتابع أبو الفتوح: "30 يونيو عبرت عن حالة غضب شعبي حقيقي، دعك من الذي يقول إن هناك فلولا التحقت بهذا الغضب الشعبي في هذا اليوم، هذا حقيقي لأن هؤلاء أعداء ثورة يناير ولا يريدون لهذه الثورة أن تكمل مسارها، كان طبيعيا أن يستغلوا هذا الحدث، الغضب الشعبي، والذي شاركنا فيه ونفتخر بذلك". وأوضح: "الإخوان تقول إنها ثورة مضادة، وهذا ليس صحيحا لكنها استغلت لأن الذين خرجوا يوم 30 يونيو لم يكونوا الفلول أو ناسا لهم دوافع طائفية، ولا هم بعض الكارهين للإخوان المسلمين ونظام مرسي، لكن كانت هناك حالة غضب شعبي من سوء الأداء الموجود في مصر ليس فقط في السنة التي رأس فيها مرسي مصر باعتباره أول رئيس شرعي منتخب ونحن كنا من الناس المعارضين له بشدة ونتمنى أن نسقطه كرئيس منتخب لكن كما جاء عبر الصندوق، وكان نضالنا الثوري في حزب مصر القوية أن يكون ذلك أيضا عبر الصندوق لكن نحن وغيرنا من المناضلين مدنيا فوجئنا بـ3 يوليو (إعلان الجيش عزل الرئيس)". كانت هناك كما قلت غضبة شعبية؟ طبعا طبعا، ونحن شاركنا فيها، وكما حدث في 25 يناير كانت هناك في 30 يونيو غضبة شعبية انحاز إليها الجيش، فما هو الفارق؟ في 25 يناير الناس غضبت، كان الشعب المصري متوحدا في مواجهة نظام بكل فصائله وحالة التوحد أهم ميزات أي ثورة شعبية، لا يمكن أن تقوم ثورة شعبية والشعب منقسم وإلا لأصبح صراعا سياسيا، وهذا ما حدث في 30 يونيو، هذا كان صراعا سياسيا نحن وآخرون كنا غاضبين على نظام مرسي ورافضين له خرجنا نعبر عن غضبنا، وغضبنا كحزب معارض لم يكن يوم 30 فقط بل قبله بثلاثة أشهر، أنا قمت شخصيا بزيارة 16 جامعة مصرية وعمل مؤتمرات باسم الحزب في المحافظات كلها وكان النداء الرئيس لنا هو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وشرحنا للناس لماذا، باعتبار أن هذا هو المسار المدني الديمقراطي، حينما يأتي رئيس ديمقراطيا انتخبه الشعب ونحن نحترم ذلك، ولا يمكن أن نسمح بالدوس على هذه الإرادة، لكن مسارنا كان النضال الثوري وأن نعمل توعية لمدة ثلاثة أشهر ثم شاركنا في مظاهرات 30 يونيو التي استتبعها اعتصام في الميادين وصولا إلى دعوة إلى عصيان مدني لإسقاط الرئيس، كل هذا نضال سلمي ديمقراطي طبيعي، وكنا من الرافضين بشدة أن نزج بالجيش المصري الذي نعتز به ونقدره ونحرص عليه في أتون السياسة. مرسي رفض الانتخابات المبكرة. هذا حقه ولا أستغرب موقفه وإن كنت أعتبر ذلك قصورا أو غباء سياسيا أنه يرفض لأنه أتى بانتخابات فيقول والله الذي يريد أن يخرجني يكون ذلك بانتخابات، مقولته هذه مفهومة وبالتالي نحن كنا نكمل مسارنا الديمقراطي إلى إسقاطه بعصيان مدني، البعض يقول هل كان من الممكن أن تنجحوا؟ أقول نعم كان من الممكن أن ننجح، ولو لم يحدث كنا سنعيد الكرة مرة أخرى، وهذه هى الديمقراطية. فلو لجأنا كلما فشلنا في نضالنا السلمي للجيش لحل المشكلة فلن تقوم ديمقراطية في مصر. هل يمكن أن نعتبر ما حدث حتى مع اعتراضكم على تدخل الجيش تصحيحا للمسار يمكن أن يؤدي إلى الاستفادة منه، أو بمعنى آخر فرصة ثانية كما قال المبعوث الأميركي بيرنز في زيارته السابقة إلى مصر؟ مع كل ذلك ما حدث حدث مع كل تداعياته التي نعيشها الآن، هناك انقسام داخل المجتمع المصري بين جزء من المجتمع.. نصفه ربعه أو أي نسبة، المهم جزء من المجتمع لا يمكن تجاهله، يرفض ما حصل ويريد أن يعود المسار الديمقراطي بعودة الرئيس المصري والدستور، وهناك جزء آخر من المجتمع يعتبر أن خروج الجيش صحح مسارا رغم أن خروجه غير مقبول بالنسبة لنا ومرفوض لكنه حدث لتصحيح هذا المسار. سيعيد ذلك ما حدث من قبل.. رئيس مطلق الصلاحيات من دون برلمان أو مؤسسات منتخبة تحد منه. - لا، يكون الرئيس معه الدستور، صحيح الدستور مطلوب تعديله ونحن من المشاركين في تعديله ونريد هذا التعديل، لكن رئيس منتخب من دون برلمان أفضل مما هو قائم، فهناك رئيس يمارس الإرادة الشعبية في الإعلانات الدستورية والإرادة البرلمانية بعمل قوانين، ويمارس السلطة التنفيذية بأنه رئيس دولة يشكل حكومة، هذا رئيس أكثر وهو ليس منتخبا، لكن لو جاء رئيس منتخب يمارس هذه الصلاحيات فيكون مستندا إلى إرادة شعبية عن طريق الانتخابات. لاحظت أن مواقف حزبكم تواجه انتقادات من قوى سياسية بأنكم تمسكون العصا من الوسط، وهو موقف في مثل هذه الظروف ليس شعبيا. لسنا في الوسط، نحن لدينا خطنا وهو الطريق أو المربع الثالث، ونحن منذ فترة مبكرة رفضنا طرفي الاستقطاب ونبهنا كثيرا على أن هذا خطر على الوطن. نحن طريقنا واضح وحاسم، ونحن نرفض ممارسة السياسة على جثة الوطن، نحن نمارس السياسة لمصلحة الوطن وبالتالي رؤيتنا واضحة جدا، وبالتالي حينما نجد موقفا يخرج عن مصلحة الوطن من وجهة نظرنا أو يخرج عن المبادئ الأخلاقية في العمل السياسي نرفضه، وبالتالي نحن لسنا في الوسط بين اثنين، هذا مربعنا الخاص بنا، ومعنا آخرون وندعي أن هذا معبر عن الحالة الوطنية المصرية البعيدة عن التطرف في هذا الطرف أو ذاك، بالتالي أتمنى من الذين ينتقدون مواقفنا وهذا شيء نحترمه ونقدره جدا أن ينقدونا نقدا موضوعيا بدلا من أن يقولوا عنا أنتم رماديون أو بين بين وما إلى ذلك. هذا كلام مرسل. هناك قدر من التشابه بين مواقف مبارك الأخيرة ومواقف مرسي في تجاهل ما يحدث في الشارع؟ يمكن، العناد أو عدم الخيال السياسي، مرسي كان أكثر عنادا من مبارك لأنه رئيس منتخب، وهذا حقيقي لا خلاف عليه، ولكن ماذا لو جئت أنا بإرادة شعبية ثم وجد غضب ورفض شعبي، حينما تعلم أن رموز تنظيم مرسي لم يكونوا يستطيعون أن يسيروا في شوارع مصر، ألا تشعرون أن الناس ترفضكم، بسبب أدائكم وليس لأشخاصكم؟! في الوقت الذي زرت فيه 16 جامعة وكنت أعقد مؤتمرات وألتقي بالشباب في المحافظات والنجوع لم يكن يجرؤ أي رمز إخواني أن ينزل ويلتقي بالناس، ألم يشعركم هذا أن هناك غضبا، ليس لأشخاصكم وإنما لممارساتكم وتنظيمكم وحزبكم؟! إذن كيف تتعاملون مع هذا لو كانت المبادرة جاءت منهم؟! أسباب الغضب الشعبي كثيرة وحتى نكون أمناء ليس فقط سوء أداء الرئيس مرسي وتنظيمه، وغرورهم وكبرهم وعدم مشاركة الآخرين معهم واعتماد الرئيس مرسي ليس على الشعب المصري ولكن على تنظيمه، هناك أسباب أخرى هي الثورة المضادة، وهذا طبيعي هناك ثورة جاءت برئيس وهناك ناس تريد أن تسقطه.. الإعلام الذي سلط على مرسي وتنظيمه شوه كل شيء وعمل غسيل مخ للناس بهدف إسقاطه، فعلت هذا قوى النظام القديم، طبيعي أنها أضيرت بالثورة فكان طبيعيا أن تواجه أي منتج من منتجات الثورة وتحاول إسقاطه لكن هذا ليس مفاجئا. أين أنت أيها الرئيس مرسي من ذلك؟ ماذا فعلت في السيطرة على مؤسسات القوة التي لا يمكن لأي رئيس أن يحكم من غيرها؟ مؤسسات القوة كانت خارج سيطرته، حين مذبحة الاتحادية أين أنت وأين الحرس الجمهوري الذي يواجه هذا وأين الشرطة؟ يقول أنا اتصلت بوزير الداخلية وظل أربع ساعات لا يرد، إذن أنت خارج الخدمة أيها الرئيس، إذن لماذا تريد أن تستمر؟! هذه هي المأساة التي نعيشها. لكن من الصعب منع المال السياسي والتمويل السياسي الموجود في العالم كله، إلا إذا كنت تتحدث عن المال الخارجي؟ أنا أقصد المال الخارجي بالدرجة الأولى، المال الداخلي مصريون يجتمعون ويدفعون فلوسا وما إلى ذلك، ومع ذلك في كل الدول الديمقراطية توضع معايير للإنفاق حتى من المال الداخلي. لا يمكن أن يكون مسموحا للمرشح أن ينفق 100 مليون أو مليار أو غيره، ومرشح آخر لا يجد ما يصرفه. لا بد أن تكون مصادر التمويل شفافة وتحت الرقابة، كل هذا للأسف لم يحدث، في الوقت الذي أعلن فيه أحد الرئيسين في لجنة الانتخابات الرئاسية أن سبعة مرشحين للرئاسة تلقوا أموالا. حسنا، فماذا صنعت؟ لماذا لم تتم إحالتهم للنيابة العامة؟ ولماذا لم تتخذ إجراء ضدهم؟ هذا شيء مؤسف. أعتقد أنك تقصد بمؤسسة القوة التي أشرت إليها المؤسسة العسكرية؟ طبعا.. طبعا. |
|