بالصور مشاهد من داخل رابعة التنظيم شديد.. حارس البلتاجي شبيه جيفارا .. ومسلح بعصا يسأل هو الغرب رأيه

[Mary Naeem]

بالصور مشاهد من داخل رابعة التنظيم شديد.. حارس البلتاجي شبيه جيفارا .. ومسلح بعصا يسأل هو الغرب رأيه إيه؟




أمس الأول الثلاثاء.. ذهب صحفي ومصور من موقع"أصوات مصرية التابع لوكالة رويترز" في جولة إلى منطقة اعتصام رابعة العدوية شملت مقابلات مع "قيادات" وتجولا في الميدان، وصعدا إلى مئذنة مسجد رابعة العدوية ومنصة الاعتصام وزارا المركز الإعلامي والمستشفى الميداني.

ويروي الصحفي مشاهداته قائلا: لا بد من الإشارة قبل كل شيء إلى أنني ذهبت إلى منطقة رابعة العدوية بموعد مسبق لمقابلة شخصية محددة.. وكان معي مرافقون من رابعة طوال الجولة، ولا بد من الإشارة إلى أن المرافقين ألحوا علينا لمقابلة شخصيات قيادية أخري أو أهالي ضحايا.

في بداية الجولة عند أطراف رابعة من جهة مصطفى النحاس، كانت هناك متاريس من الأحجار وأكياس الرمل والحواجز المعدنية.

قام عناصر من أمن المعتصمين بالتفتيش، والاطلاع على بطاقات الهوية وكانوا مسلحين بالعصي، ولم يكن هناك أثر لمعارك أو أسلحة نارية أو زجاجات مولوتوف.

ويضيف: هناك عدد كبير من الفتية يسيرون ومعهم مضخات مياه تعمل بضغط الهواء يرشون بها الناس في قيظ النهار.. ويتخذ ذلك على الدوام شكلًا من "المزاح والطرافة".

خلف المنصة، رشقتني بنت صغيرة برشة مياه من زجاجة بحوزتها في وجهي دون أن أنتبه، ضحك من رأى المشهد.. وأنا معهم.

كان هناك شخص يحلق ذقنه أمام مرآة "سيارة للبث المباشر تابعة للتليفزيون المصري".

ويقول: كان المعتصمون يسعون لإظهار الإصرار وارتفاع الروح المعنوية حينما علموا أننا صحفيان، ثم اقترب مني عنصر أمني مسلح بعصا وخوذة خلف المنصة، وسألني: هو الغرب رأيه ايه؟

ويضيف: نشبت مشاجرة عند المدخل المؤدي إلى المنصة بين شخص يريد الدخول وأحد المسئولين عن الدخول، كان "المسئول" هادئًا ويتعامل بشكل لطيف مع الطرف الآخر الغاضب قائلا: "أنت يا أخي متعصب (متوتر)، ولازم تهدأ شوية. وحد الله."

ويقول: التقينا محمد البلتاجي القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، وكان يلتصق به شاب صغير السن، طويل و"له ملامح جيفارية"، حيث كانت لحيته تشبه لحية الثائر تشي جيفارا.. ويرتدي البيريه (القبعة الشهيرة)، وعيناه زرقاوان. كثير من الصحفيين بداخل المركز الإعلامي استغربوا هذا الشكل الجديد من الحراس أو المساعدين الشخصيين.

ويتابع: كنا ننشد اللقاء بشخصية محددة، لكن ظل مرافقونا يدفعوننا باتجاه مقابلة شخصيات مثل: المتحدث الرئاسي السابق، ووزير الشباب السابق، وبمحامين معتصمين بمنطقة رابعة.

والتقينا عضوًا في مجلس الشعب المنحل عن حزب الحرية والعدالة، وكان متعاونًا للغاية، ودودًا ولطيفًا.

أما صفوت حجازي الداعية والقيادي في الحركة الإسلامية كان يجري مقابلات مع وسائل الإعلام المختلفة من على المنصة، أثناء الهتافات، ولم تكن "أصوات مصرية" استثناء.

ثم التقيت بعم شاب قتل في الاشتباكات الأخيرة، الرجل بكى وكان شديد التأثر وحكى عن أن ابن أخيه كان متفوقًا في دراسته في الأزهر، وأنه كان في أيامه الأخيرة يتحدث عن الشهادة ونالها، على حد وصفه.

ويضيف الصحفي: رتب لنا مرافقونا الصعود إلى سطح مسجد رابعة العدوية لالتقاط الصور، فأخذنا الحارس المسئول إلى حيث الصعود للمئذنة.. لكننا لم نكتف بالصعود إلى السطح فواصلنا إلى أعلى شرفة للمئذنة، والتقطنا الصور، كنت أظن أن هذه أفضل زاوية ممكنة لالتقاط الصور لكن بعد الجولة شاهدت "تغطية قناة الجزيرة"، فبدا لي أنهم يشتغلون من نفس الموقع لكن من زاوية أعلى من المئذنة، لا بد أنه أحد المباني في الخلفية.

وعن مشاهداته داخل المستشفى الميداني 2 (داخل مسجد رابعة العدوية)يقول: لم يكن هناك مصابون جراء الاشتباكات التي جرت فجر السبت، وأكد الطبيب المشرف واسمه رضا أن جميع المواد متوفرة، بالنسبة للاحتياج الحالي، لكن الوضع قد يتغير إذا طرأ طارئ، وكان هناك أربع عيادات، وكانت هناك أكوام من علب الأدوية والقطن والشاش بالقرب منها.

ويقول الصحفي: التنظيم كان شديدًا، وعناصر التنظيم تتعامل بشكل ودود مع الناس، ويوجد مكان للمفقودات وخيمة للمحامين، ويوجد مركز إعلامي يكثر فيه وجود الشخصيات القيادية، وفيه كاميرات وخلفية تصوير مكتوب عليها "لا للانقلاب"، بالإضافة إلى عدد كبير من الصحفيين، وفيه قسم به أجهزة كمبيوتر كثيرة.

وكانت هناك كمية كبيرة من الثلج توزع على سيارات نقل صغيرة، ويطوف بها بعض الشبان بين خيام المعتصمين ينادون "اللي عايز تلج".

ويضيف: ألح مرافقونا علينا كي نفطر معهم، وقال أحدهم إنهم طلبوا لنا بالفعل وجبتين في "خيمة المحامين"، اعتذرنا وشكرناهم.

ويتابع الصحفي: توجد مسافة خمسة أمتار تقريبًا تفصل المنصة عن الحشد، يقف فيها القائمون على التنظيم، وهناك حاجز من القماش أمام المحتجين بعد المسافة الفاصلة، ويمر المصابون المنقولون للخارج خلال هذه المسافة الفاصلة.. ويقابلهم المحتجون بالتحية والتصفيق.

ويحكي الصحفي أنه شاهد مسيرة تتحرك بالنعوش مخترقة الناس وقوبلت بتحية قوية، وكان منادي المنصة يطلب من الرجال "تحية الشهداء" فيبدأون التكبير، ثم يطلب من النساء تحيتهم فيطلقن الزغاريد.

ويضيف: في الساعة الرابعة والنصف عصرا، كان يقف أمام المنصة ما يقرب من ألفي شخص، ومثلهم كانوا معتصمين في الخيام، ولكن لا بد من التذكير أن هذه الأعداد صغيرة نظرا لحرارة الجو والصيام، وأن يوم العمل انتهى لتوه، فقد أكد لي المرافقون أن الأعداد تزيد بشكل هائل بعد الإفطار.

ويختتم الصحفي مشاهداته بقوله: عند مغادرتنا للميدان، قرب الساعة السادسة، شاهدت مسيرة فيها 400 شخص بصدد الدخول لمنطقة الاعتصام.