المعرفة تؤثر على الضمير
المعرفة السليمة تجعل الضمير يستنير بالفهم، لانه ما أكثر الذين يخطئون عن جهل، وإذا عرفوا يمتنعون عن الخطأ.
شاول الطرسوسي كان أحد الأنقياء الذين أخطأوا عن جهل..
ولذلك نراه يقول، أنا الذي لست مستحقا أن أدعى رسولا لأني أضهطدت كنيسة الله، ولكنني رحمت، لأني فعلت ذلك بجهل" (ا تى 13:1). ولكن الجهل لا يمنع من أن الخطية خطية.
ونحن نصلى في الثلاثة تقديسات ونطلب من الله أن يصفح لنا عن خطايانا التي فعلناها بمعرفة، والتي فعلناها بغير معرفة، وفى العهد القديم كان الذي يفعل خطية سهوًا (بجهل): إذا أعلموه بها، يقدم عنها ذبيحة لإثمه لتغفر له (لا4).
ما أعمق قول الرب "هلك شعبي من عدم المعرفة" (هو6:4).
لهذا أرسل الرب الأنبياء والرسل والمعلمين والكهنة والمرشدين، لكي يعرفوا الناس طريقه، لأن ضمائرهم لم تعد كافية إرشادهم، أو لأن ضمائرهم قادتهم في طرق خاطئة.
والكتاب المقدس أيضًا، هو لإنارة الضمير، ولهذا قال داود "لو لم تكن شريعتك هي تلاوتي، لهلكت حينئذ في مذلتي" (مز119).
ولأن ضمير الإنسان قد يكون كافيًا لإرشاده الروحي، أوجد الله آباء الاعتراف والمرشدين الروحيين، لأنه هناك طريق تبدو للإنسان مستقيمة، وعاقبتها طرق الموت" (أم12:14).
كما أن الشيطان قد يحاول أن يتدخل لكي يرشد الإنسان إلى طريق منحرف، كما فعل مع أمنا حواء في القديم.
المعرفة إذن تؤثر في الضمير، صالحة كانت أم خاطئة.
المعارف الخاطئة يمكن أن تقود الضمير أيضًا. ألم تكن الفلسفة الأبيقورية المبنية على اللذة تقود ضمائر تابعيها؟ وكذلك الفلسفات الإلحادية. ألم تؤثر على ضمائر من اعتنقها،وتحرفه عن طريق الإيمان كله وتؤثر على سلوكه؟
الذين يعترفون بخطاياهم تأثرت ضمائرهم بالإيمان السليم الذي تعلموه والذين يرفضون الاعتراف من بعض المذاهب تأثروا هم أيضًا بالمعرفة التي تلقنوها ضد الاعتراف. هناك معلمون يدعون تلاميذهم إلى الجدية الكاملة، وعدم الضحك إطلاقًا، لأنه "بكآبة الوجه يصلح القلب" (جا3:7). ومعلمون آخرون يدعون تلاميذهم إلى البشاشة وحياة الفرح، لأنه "للبكاء وقت وللضحك وقت" (جا4:3). وحسب نوع المعرفة، يتأثر الضمير.
هناك من يقولون إن تحديد النسل خاطئ، فيتعب ضمير من يحدد نسله، وآخرون يقولون إنه محلل، فيستريح الضمير بذلك..
لكل هذا، ينبغي وجود وحدة في التعليم في الكنيسة، حتى لا تتبلبل ضمائر الناس بما نسمعه من تعاليم متناقضة
ولهذا قام التعليم في الكنيسة على التسليم، لكي يحتفظ التعليم بنقاوته، وليحتفظ بوحدته، . فقال بولس "تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضًا" (1كو23:11). وقال لتلميذه تيموثاوس" وما تسلمته منى بشهود كثيرين أودعه أناسًا أمناء.." (2تى2:2).
المعرفة تقود الضمير، لذلك اشترط في الأسقف أن يكون صالحًا للتعليم (1تى2:3).
ولذلك أيضًا وبخ السيد المسيح الكتبة والفريسيين لأن تعليمهم كان يضلل ضمائر الناس.
ولهذا أيضًا تكلم الكتاب عن "معلمين وأنبياء كذبة" (مت15:7). وقال لإسرائيل "مرشدوك مضلون" (أش12:3) (أش16:9).
إن ضمائر الناس تتأثر بمعرفة ما هو الخير والشر، وتتأثر أيضًا من جهة الآمان بالمعلومات العقائدية.
وربما تكون المعرفة من الكتب، والنبذات، أو من الاجتماعات. ولهذا يحسن أن يدقق الشخص في الكتب التي يطلع عليها،وفى نوعية الاجتماعات التي يحضرها.. بل في كل ما يقرأ..