الخادم نفسه: حتى يستطيع كوب أن يفيض على ما حوله ينبغى أن يكون مملوءاً أولاً. كذلك الخادم لو كان مملوءاً من الروح
لكان فيضه على الآخرين طبيعياً. أتذكر أن سامى كامل (أبونا/ بيشوى كامل) عندما كان يتكلم فى أحد إجتماعات الشباب عن موضوع الوداعة، سأل أحد الشباب صديق له عن رايه فى المتكلم. فما كان من الصديق أن قال: هذا المتكلم ليس بحاجة أن يتكلم عن الوداعة. كان يكفيه أن يقف صامتاً لأنه هو فى حد ذاته عظة عن الوداعة. إذاً ينبغى على الخادم أن يمتلئ من الروح ليستطيع أن يفيض على مخدوميه.
أمناء الخدمات المختلفة: كلمة أمين خدمة ما مصدرها هو الأمانة. فلو كان أمين الخدمة أميناً على خدمته لكان قاد الخدام إلى خدمة نارية بقيادته الحكيمة. للأسف أن كثيراً ما يساء إختيار أمناء الخدمات المختلفة و يتم إختيار البعض كنوع من المجاملة، أو كنوع من التكريم لطول فترة خدمته فى الكنيسة، أو أى أسباب أخرى دون النظر عن إمكانية هذا الشخص قيادة باقى الخدام إلى الطريق الصحيح للخدمة.
فصل إعداد خدام: حيث يقوم التركيز فيه على المواد الروحية و الطقسية و التاريخية و العقيدية دون الخوض فى المواضيع الخاصة بالخدمة، و ماهية الخدمة، و كيفية التعامل مع المخدومين من المراحل المختلفة نفسياً، و ما إلى ذلك من الموضوعات التى تهم الخادم. فليس من المعقول أن يتم إرسال (فلان) ليخدم مرحة إعدادى و هو يجهل تماماً كيفية التعامل مع نفسية المراهق.
عدم الوعى التام بهدف الخدمة: الدليل هو التخبط فيما يسمى بمفهوم نجاح الخدمة. الخادم لا يخدم ليقيس بعد ذلك مدى نجاحه خدمته أو كلمته أو وعظته. فقد تقول كلمة اليوم لا تأتى ثمرها إلا بعد سنين عديدة دون علمك بما أوتى من ثمر. الوحيد الذى يعرف مدى نجاح الخدمة من عدمه هو الله نفسه فقط. أما نحن فعلينا أن نخدم فقط. لا نخدم لكى نملأ الفصول بالتلاميذ، ولا نخدم لنجمع الأموال للكنيسة، ولا كل هذا الكلام. نحن نخدم لأن الله أمرنا أن نخدم فقط حينما قال "حيث أكون أنا هناك أيضاً يكون خادمى، و إن كان أحد يخدمنى يكرمه الآب" (يو 12: 26). و قياسنا لنجاح الخدمة يدخلنا فى موضوع آخر و هو الذات. نحن نخدم الله فقط فى شكل المخدومين و ليس من شأننا أن نقيس نجاح الخدمة لأنه لا يوجد مقياس لذلك. نحن نقيس لأننا نريد أن نرى ماذا فعلنا. و هنا تدخل الذات. أما الخادم يقى هو ذاك الذى يخدم فقط و يقوم بواجبه فى الخدمة على أكمل وجه دون إنتظار لمكافأة ولا مساءلة.
الله يعطينا أن نكون خادمين صالحين ولا نكون عبيد بطالين...آمين