معتمر امين يكتب لـ «التحرير»..رسالة الى حركة «اكتب دستورك» تمرد سابقًا

[Mary Naeem]

معتمر امين يكتب لـ «التحرير»..رسالة الى حركة «اكتب دستورك» تمرد سابقًا




ذات يوم ونحن في خضم معركة لا معالم لها الا العنف بين اطراف شتى ظهرت حركة تمرد الى الوجود، كنا وقتها في مظاهرات لا تنقطع ضد حكم الأخوان الذي حاد بالثورة عن طريقها وآثر تمكين فصيل على باقي الشركاء في الوطن، وكانت أسلحة الأخوان الشرطة والبلطجية والتشنيع الأعلامي في قنواتهم والتحريض الذي يصل الى حد الأمر بالقتل، حتى ان من سقط من الشهداء لم يجد من يأخذ له حقه حتى بالقانون، وكانت الحسرة كبيرة خاصة ان بعض من الشهداء كان ممن صوتوا لمرسي بالفعل، اما على الناحية السياسية فكانت جبهة الأنقاذ عبارة عن ركام من المعارضة المشتتة، تجمعت من كل حدب وشكلت صف وطني هايش ضد الأخوان، في كيان له رأس ولا نعرف له جسم، الا انه اصبح في وقتًا من الأوقات وعبر اجتماعات قادته هو المعبر عن مطالب الجماهير ببياناته ليس الا، لذلك عندما تحرك شباب تمرد صنعوا الفارق.
تحركت تمرد، في مساحة لا يلعب فيها أحد ولا يقترب منها، تحركوا بالسلمية وكان هذا أول مفتاح جعل لهم قبول في الشارع المصري، تحركوا بفكرة بسيطة يفهمها الكل وهي سحب الثقة من الرئيس والأستفتاء الشعبي على بقاءه، تحركوا رغم المحاذير القانونية والعراقيل الدستورية ولم يبالوا الا بالشعب، لم يسألوا الناس الأنضمام الى تنظيم ولم يطلبوا ان يكون لهم تنظيم بدورهم وانما أشركوا كل الناس.. أشركوا كل الناس في عملية جمع التوقيعات، وكانت آلية الأنضمام اليهم هي ورقة توقع عليها فتصبح جزء من تمرد، وهذه الورقة تقول، لست راضًا عن ما يحدث وانا أريد التغير، انا الشعب صانع الشرعية، نجاح تمرد المبهر كان فائق على نجاح جبهة الأنقاذ وكان من القوة بمكان ان يجعل قادة الأنقاذ يقولوا اننا نعمل تحت أمر تمرد بعد النجاح المتواصل الذي حققته، حتى عندما صاغت تمرد المطالب وخارطة الطريق واختارت رئيس المحكمة الدستورية العليا ليكون رئيس مؤقت للبلاد، لم يستطع سياسي ان يخرج عن خط تمرد لأنه ببساط الأجراء الذي أرتضاه الشعب.
واليوم بعد نجاح تمرد الساحق نبعث اليهم برسالة انه آن الآوان لكي تنتهي حركة تمرد بجبهتها بعد ان أدت مهمتها، اليوم بعد نجاح تمرد يجب ان يتحول الشباب من هدم الأنظمة الى بناء المستقبل، نحن خرجنا في كل مرة ضد الأستبداد وكان الهدف الأساسي هو تغيير السياسات التى تسير عليها البلاد، وليس فقط تغير فصيل بفصيل حتى لو يعني هذا جلب الثورة لتحكم. وانما الهدف ان تتغير السياسات وليس تغير مدير فاشل بآخر والأبقاء على نفس السياسات. من هذا المنطلق أبعث برسالة الى حركة تمرد «سابقاً» وأدعوهم لأعلان أنتهاء الحركة وبدأ حركة جديدة أسمها «أكتب دستورك»، وللأمانة هذه ليست فكرتي وانما كلمة سمعتها من محمد عبدالعزيز احد قادة تمرد في حواره بالأمس عبر قناة اون تي في، وأقول له ولزملائه، لو عملتم حركة «اكتب دستورك» فانتم تساهمون في صنع المستقبل للبلد كلها.
أنزلوا بورقة مثل ورقة تمرد بها خانات لبيانات المواطنة والمواطن الذي يريد ان يكتب دستوره، واجعلوا باقي الورقة خالي، لكي يكتب كل مواطن ما يشاء في عقده الأجتماعي الذي يربطه بالمجتمع وينظم علاقات المجتمع ببعضه البعض من أفراد ومؤسسات وأجهزة، أجعلوا الورقة على النت وانشروها في كل مدينة وكل قرية كما فعلتم بالضبط في حركة تمرد، وأختاروا تاريخ لتسلموا ما لديكم من مشروع مواد كتبت بيد المواطنين الى لجنة «صياغة» الدستور الذي «يطلبه» الناس. وليكن التاريخ 30-9. فالدستور فعل «مستقبل» مراد به ان يكتب اهداف المستقبل الذي اجمع عليه هذا الشعب الآبي الذي لا يرضا بالخلود بديلا، يا اصحاب فكرة «تمرد» تحولوا الآن الى «اكتب دستورك» ولا تنزلقوا الى أنشاء الأحزاب ومعترك الأنتخابات الخ. سيأتي يوما لكل هذا، الآن نبنى قواعد المستقبل وغدا يضع الشعب ثقته فيمن يستحق، فهذا الشعب يجيد الفرز ويعرف كيف يختار، أكتب دستورك أولاً!


التحرير