قيادات الإخوان فقدت صوابها.. وقيادي بالجماعة تظاهراتنا سلمية
شهدت القاهرة بالأمس اشتباكات عنيفة بين قوات الآمن وأنصار الرئيس السابق في ميدان رمسيس وأعلى كوبري أكتوبر، حيث قام الإخوان بقطع عدد من الطرق، وقاموا بمسيرات في عدد من الميادين الحيوية بالعاصمة وقرروا الاعتصام فيها. وتزامن تصعيد الإخوان في الشارع، مع زيارة وليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأمريكية للقاهرة لبحث المستجدات على الساحة السياسية، وهو ما طرح تساؤلات عديدة حول أسباب هذا التصعيد والرسائل التي يريد الإخوان إيصالها من وراءه. ''رسالة سلبية'' بداية، أكد جورج اسحاق القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، أن ما فعله الإخوان في الشارع أعطي للشعب المصري والعالم ''رسالة سلبية''، فهم أكدوا على أن الشعب المصري كان محقاً عندما سعي للتخلص منهم والإطاحة بهم من الحكم. وتابع في تصريحات لمصراوي ان ''رسالة الإخوان بالأمس كانت عشوائية تتسم بالغباء وتدل على أن القيادة الإخوانية قد فقدت صوابها ولم تعد تجيد التعامل مع الأمور بشكل حكيم''. ووصف ''اسحاق'' ما فعله الإخوان بـ''الغباء والفوضى غير المسبوقة'' التي أدت إلى زيادة كراهية الشعب لهم ورغبته في التخلص منهم بشكل أسرع.
وتوقع ''اسحاق'' أن تستمر حالة ''التصعيد الإخواني'' في الشارع، ولكنه أكد أن الشعب لن يصمت كثيراً على هذه الممارسات وسيخرجون ضدهم بالملايين مما سيعرضهم للمزيد من الإهانة في الشارع. وشدد القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني على أن العنف الذي يمارسه الإخوان في الشارع يتطلب تدخلاً حاسماً من الشرطة والجيش لحماية آمن وأمان المصريين من ''فوضى الإخوان''. ''استمرار لسياسات الإخوان'' ومن جانبه، اعتبر الدكتور إكرام بدر الدين رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن ما فعله الإخوان في الشارع بالآمس هو استمرار لسياساتهم في التظاهرات منذ أن تم عزل الرئيس السابق محمد مرسي. وأضاف أنه على الرغم من تراجع التأييد الأمريكي للإخوان، إلا أن توقيت تظاهراتهم قد يكون له علاقة بزيارة نائب وزير الخارجية الأمريكي للقاهرة، فربما أرادوا إظهار قدرتهم على الحشد للتأكيد على أنهم مازالوا متواجدين بقوة على الساحة أوضح ''بدر الدين'' أن الإخوان لم يعدوا يأملون في عودة الرئيس السابق فهم أدركوا أن هذا الأمر بات مستحيلاً، ولكنهم يحاولون من خلال هذه الأحداث ممارسة ضغوط سياسية على الحكم من أجل خلق وضع تفاوضي أفضل يمكنهم من البقاء في المعادلة السياسية.
وأكد في تصريحاته لمصراوي أن الإخوان يسعون الآن للبقاء على الساحة السياسية وهو ما يدفعهم لممارسة العنف في الشارع لتحقيق هذا الأمر، لافتاً إلى أنه لا يستبعد أن يحاول الإخوان التفاوض مع الحكم القائم في مصر من أجل البقاء على الساحة السياسية أو ضمان خروج آمن للقيادات التي تورطت في الأحداث الأخيرة. وتوقع أستاذ العلوم السياسية ألا يستمر الإخوان في الشارع لفترة طويلة، نظراً لأنهم ليس لديهم القدرة على استمرار هذا الحشد في الشارع في ظل ارتفاع درجات الحرارة وفي شهر رمضان، ولكن قد تكون هناك مناوشات من هذا النوع وإثارة للقلاقل بين الحين والآخر. ''محاولة لإظهار القوة'' وبنظرة حقوقية، أكد حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أن قطع الطرق وتعطيل مصالح المواطنين ضد مبادئ حقوق الإنسان المعمول بها في جميع دول العالم. وأضاف ''أبو سعدة'' أنه لزاماً على الدولة التعامل مع من يقوم بقطع الطرق بالحسم حتي لو اضطرت قوات الآمن لاستخدام القوة لفض هذه الاعتصامات التي تقطع الطرق وتعطل مصالح المواطنين وتصيب الدولة بحالة من الشلل، لافتاً إلى أن القانون درج استخدام القوة في مثل هذه الحالات حيث يبدأ بالتنبيه ثم رش المياه وأخيراً استخدام القوة بما لا يؤدي إلى الوفاة. وأوضح في تصريحاته لمصراوي أن هناك علاقة مباشرة بما قام به الإخوان في الشارع بالأمس وبين زيارة وليام بيرنز للقاهرة، لأنه لم يكن هناك أي مستجدات على الساحة السياسية للقيام بهذا التصعيد سوى هذه الزيارة. وأشار ''أبو سعدة'' إلى أن الإخوان أرادوا أن يظهروا قوتهم في الشارع، ولكن ما حدث هو العكس حيث تأكد العالم أن الإخوان هم قوة موجودة في الشارع ولكن بمفردهم دون دعم من أي فصيل أخر. وشدد على أن الإخوان المسلمين أصيبوا بخيبة أمل تجاهل العالم وأمريكا على وجهة الخصوص لما فعلوه بالأمس، وهذا ظهر في تغريدات الدكتور جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين علي موقع توتير الذي تحدث فيها عن الديمقراطية والدعم الأمريكي للمدينة والحريات. ''سلمية الإخوان'' وتعليقاً على ما ورد في السابق، قال جمال حنفي عضو مجلس الشعب السابق عن حرب الحرية والعدالة أن مظاهرات الإخوان المسلمين بالأمس كانت سلمية، فهم معتادون كل فترة على النزول للتظاهر في عدد من الميادين خارج نطق رابعة العدوية وميدان النهضة. وأكد ''حنفي'' على سلمية الإخوان المسلمين وتظاهراتهم، ولكن تدخل الآمن معهم بهذا الشكل العنيف هو ما أحدث الاشتباكات التي أندلعت في ميدان رمسيس. وأكمل في تصريحاته لمصراوي ''لم ننزل حاملين أي سلاح كما يتردد ولم نمارس أي أعمال عنف أو قطع للطرق أو تعطيل المرور، ولكن نتيجة الحشد الكبير في الشارع من الطبيعي أن تتعثر حركة المرور قليلاً''. وأضاف أنهم مستمرين في تواجدهم في الشارع لحين تحقق مطالبهم، مشيراً إلى أنه لابد من حدوث مفاوضات بين قيادات الجماعة وبين السلطات في الدولة لبحث سبل الخروج من الأزمة الراهنة.