رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرُكب اللى بتخبّط فى شوارع مصر ٢٥/ ٥/ ٢٠١٢ بقلم إسعاد يونس ■ يوم ١٨ مايو كتبت.. «بالأمس.. حدث لقاء رائع بين محبين عاشا قصة حب جميلة.. امتزجت بالكثير من الدموع والآلام والفراق والغربة والرحيل.. ولكن ظل الحب حيا.. ليتوجه هذا اللقاء الرائع.. وردة قابلت بليغ امبارح».. كتبت الجملة دى ودخلت فى نوبة بكاء حادة.. اختلط الأمر على.. أأبكى عليهما أم على ماض جميل وبلد أجمل؟؟ ■ اللى يركز شوية النهارده حايسمع صوت غريب.. شعب بحاله رُكبه بتخبط فى بعض.. اليوم يكتب الجميع كلمات غير واثقة.. مرعوشة ومهزوزة.. كلنا مستنيين نتائج الانتخابات.. قلوبنا متعلقة بشاشات التليفزيون ومانشيتات الجرائد والمواقع.. مصر رايحة على فين؟؟.. ومع مين؟؟.. مين الفارس اللى حاينتشلها من ظلمات الفوضى والظلام والتخبط؟؟.. حاييجى راكب مُهرة بيضا؟؟.. ولاّ بسكلتة بتلات عجلات ولّا معزة جربانة ولّا كعب الجزمة وماشى على رجليه؟؟.. كلنا دخلنا امتحان أصعب من الثانوية العامة بكتير.. ذاكرنا واتخبّطنا بين كلام كل حملة وشعاراتها ورموزها.. قرينا برامج شبه بعضها وما فهمناش منها حاجة.. شفنا كل الألاعيب الانتخابية والشقلباظات الدعائية.. إترجرجنا بين مناظرات وشوهات إعلامية وبرامج.. دخل وداننا رغى كتير قوى.. ووعود بمبى بمبى بمبى.. ناس طلعت السما فى نظرنا وناس وقعت اندشت من فوق البرج.. صدّقنا فى لحظة واتصدمنا اللحظة اللى بعدها.. اتمرجحنا بين الاختيارات كتير.. بعضنا عقد العزم على شخص بعينه من أول يوم.. والبعض الآخر ظل مترددا حتى لحظة وجوده خلف الستار.. كنا بنغش من بعض آراءنا فى المرشحين كأننا فى امتحان عسير وخايفين نسقط.. نتجول بين صفحات الفيسبوك وتويتر والمواقع لنرى أكبر استعراض لتشويه الشخصيات والرموز ممكن يتخيله عقل وترى بعينك أن ما يتم تبادله بين الناس هو موجات من الكراهية لله فى لله كده تفتقد لمعظم المنطق.. تخرج منها شاعراً أن الشعب المصرى فنان مبدع ليس له مثيل.. لكن مش دايما بيقدم إبداع جميل ومحمود.. بل كان التألق فى صبغ من لا يحب من المرشحين بكل ألوان العار والفضايح.. فتحت الانتخابات شهية الناس فى البحث والتفتيش فى الماضى وتقديم الأدلة والبراهين على صلاح هذا وفساد ذاك.. ولما كانوا ما بيلاقوش مادة.. بيخلقوها بالفوتوشوب والمونتاج والدوبلاج.. مهرجان إلكترونى رهيب.. صاحبته تعديات على المرشحين عند زياراتهم الميدانية.. سباب وقلة أدب ورفع أحذية وضرب.. أشياء تجعلك تتعاطف فوراً مع المرشح المضروب وتنتصر له ضد الغوغائية والتجرمة.. استعراض آخر لقلة التربية وسوء السلوك الذى نضح فجأة على المصريين بطريقة تجعلك تشك فى أنها ظاهرة وحاتعدى.. بل تشعر انها أخلاق كانت مكتومة ومتبيتة فى الرَدّة منتظرة لحظة الخروج.. ويا عالِم حاتدخل القمقم تانى ولّا حاتفضل سمات جديدة لأخلاق المصريين بعد الثورة.. وتشعر معها أن الموضوع أصبح يحتاج بشدة لخيرزانة.. وقوانين تعلم الناس الأدب من جديد. ■ رأينا حملات انتخابية مصروفاً عليها بالملايين.. ومبالغات أيضا فى تقدير هذه الملايين.. كل واحد بيخبطله رقم كأنه الواد خبرة زى طارق نور أو شويرى ملوك الإعلان.. رأينا أجهزة رقابية وسلطات هددت وتوعدت بالعقاب إذا تجاوز المرشحون فى تصرفاتهم أو استخدموا الشعارات الدينية أو اخترقوا سقف الصرف وهى تدير ظهرها وتطنش أمام هذا الانفلات الإعلانى.. كم من الأموال أهدرت فى ظاهرة إعلانية جنونية بينما نشكو من أزمات مالية تهدد الوطن بالإفلاس؟.. فلوس لا يمكن تكون جاية من مصريين.. وتحققت مقولة «رزق الهبل عالمجانين»، حيث أكل ناس عيش فينو بالسمسم من وراء هذا الدعاية. ■ رأينا المرشح من دول يسعى لجمع الناس حواليه ثم يفرح بأنه نجح فى تكوين شلة أنصار مطمئنا إلى أن دول اللى حايظبّطوه ويمنجهوه ويعملوله واجهة مشرفة ويضاعفوا فرص نجاحه.. ويمشى يتعايق زى الديك الرومى وحواليه الأنصار يتقافزون ويتصايحون زى سرب الوز أو قفص الفراخ اللى اتفتح فجأة وانطلقت منه تكاكى بصوت مزعج.. وكيف تحول هؤلاء الأنصار إلى فرق عوالم ماسكين غطيان حلل بيدقوا عليها ويدخلوا فى فواصل طويلة من الردح والتشمير واستخدام الأطراف فى التشويح محولين الموكب الانتخابى إلى زفة مطاهر فى مولد مفلوت عياره.. حتى تحولوا إلى عناصر طرد وأدوات مساعدة جدا للمرشحين المنافسين.. بقيت تقرف من المرشح بسبب أنصاره.. وتحول على غيره.. ورأيناهم وهم يهددون بالويل والثبور إذا لم يفز مرشحهم.. وإنهم حاينزلوا يولعوا فى البلد لو حصل فلان أو علان على الأغلبية.. منتهى الفوضى والاستهبال.. وكأن أبوصباعين أرسى مدرسة أخلاقية جديدة اسمها فيها لاخفيها.. مؤثر برضه الولد.. ترك بصمة فى حياة المصريين وأسس لانفلات أخلاقى جديد. ■ عن نفسى أنا أعلن وده كلام نهائى.. أنا ضد بعض المرشحين تماما.. ولا أتمنى أن يصلوا للحكم أبدا.. ولكنى أقسم بالله العظيم أننى لن أنزل لأعترض فى الميدان إذا ما نجح أحدهم.. سأحترم اختيار الأغلبية مهما كان.. وسأنضم إلى صفوف المعارضة الشرعية الشرسة لمن لا أوافق عليه.. ولكننى أبداً لن أكون سبباً فى قلاقل جديدة تسبب التوتر لهذا البلد.. إذا كنت أنادى بالديمقراطية فعلى أن أكون أول من يحترمها ويطبقها.. ما هى مش بلطجة هى. ■ فى وسط هذه الهلمة.. كنت أشرد متسائلة: يا ترى مين فى دول ممكن يصاب بجنون العظمة لحظة جلوسه على الكرسى؟؟ ■ كلمة أخيرة.. ونحن نقترب من موعد تسليم السلطة.. أتمنى أن يتم تكريم المؤسسة العسكرية وهى تستعد للعودة إلى ثكناتها.. بكل اختلافاتنا واتهاماتنا.. سيظل جيشنا هو الدرع والسند وحامى الوطن.. وهو رمز شرفه وعزته. المصرى اليوم |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مَلخُس كان في مقدمة الرَكب |
اللي ساب الدنيا كلها و قصدك ب بشي |
حياتنا كلها هي اللي بتعدي |
احنوا الرُكب وصلوا من أجل مصر |
مسيرة لأنصار "شفيق" تغلق شوارع مدينة نصر كلها |