رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ نحن نعيش في عالم يتقن العمليات الحسابية جدا ً . التجارة والمحاسبة لها دور ٌ كبير ٌ به . وللوصول الى الدقة ولتفادي اي خطأ ٍ أو حسارة ٍ ، تواترت الوسائل وتعددت . الاقتصاد اصبح يحكم العلاقات بين المؤسسات والشركات والهيئات والافراد . وعلى من يريد ان يحيا يأخذ حقه ويعطي الآخرين حقوقهم ، أن يتقن فنون الاقتصاد . واول المبادئ للتراضي وتفادي المشاكل ان تأخذ ما لك وتدفع ما عليك دون زيادة او نقصان ، وان يكون التعامل بالمثل ، مقابلة الشيء بمثله . أعامَل كما اعامل ، احاسَب كما احاسب . وتٌنفّذ القاعدة المعروفة المألوفة : عين ٌ بعين وسن ٌ بسن ، العين بالعين والسن بالسن . ومنذ القديم كانت المحاكم تأخذ بالاعتبار نوع الجريمة ليكون العقاب من نوعها ايضا ً . الشريعة اليهودية مثلا ً تقول : جُرح ٌ بجرح ، جلدة ٌ بجلدة ، حياة بحياة ، يد بيد ، رجل ٌ برجل . واغلب الشرائع تقول بذلك ، وقد تضيف اليها بأن تحدد : ان البادئ اظلم ... وجاء المسيح ليكمّل الناموس بقوله : " «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا. وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضًا. وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِدًا فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ " ( متى 5 : 38 – 41 ) ... مثالية جديدة ليست مألوفة في العالم ولا في أهل العالم يريدك المسيح ان تقيمها .. هل تستطيع ؟ هل يمكن ان تحيا هذه المثالية ؟ هل تقدر ، هل تقدر على ذلك المبدأ السامي ؟ ويضيف المسيح : " «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ : أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، " ( متى 5 : 43 ، 44 ) وهذه تعاليم جديدة غريبة .. لماذا قال المسيح ذلك لتلاميذه ؟ ولماذا يقوله لنا ؟ لماذا يقوله لك ؟ المسيح لم يتكلم بمنطق بشري ، كلام المسيح ليس كلاما ً بشريا ً ، كلامه كلام الهي ، منطقه منطق الهي ، نظرته نظرة الهية ، طبيعته طبيعة الهية لانه هو الله . والمسيح يطلب منا ان نكون شركاء الطبيعة الالهية ، ان نكون مثله . إن تبعناه ، إن آمنا به ، إن ادخلناه حياتنا ، إن كان يحيا فينا ، نكون مثله . فنسير بدل الميل الواحد ميلين ولا نتعامل عين بعين وسن بسن ، ولا نبغض العدو ونكرهه بل نحبه ونباركه ونحسن اليه ونصلي لأجله . هكذا يريدنا المسيح وهكذا يريدك ، ان تقابل الشر بالخير وان تحب العدو ، وتستطيع ذلك ان شاركته طبيعته الالهية . |
|