نرصد ساعات الاعتصام والإفطار أمام بوابة جامعة القاهرة

[Mary Naeem]

نرصد ساعات الاعتصام والإفطار أمام بوابة جامعة القاهرة

قاربت عقارب ساعة جامعة القاهرة الساعة السادسة والنصف، والمعتصمون أمام بوابات الجامعة، المؤيدون للرئيس المعزول محمد مرسي، يترقبون موعد الإفطار، فتيات وشباب يوزعون التمر، لكن لم تكن هناك مائدة افطار، أو رائحة طعام، قبل دقائق قليلة من سماع صوت أذان المغرب يتردد صوت على المنصة الوحيدة: «سنوزع الطعام وأنتم في أماكنكم.. رجاء لا نريد تبرعات أخرى من التمر لدينا الكثير». تدق الساعة السابعة ويرفع المعتصمون أكفهم بالدعاء أن يحفظ الله مصر ويوحد قلوبنا ويغفر ذنبنا، ويدخلنا فسيح جناته، ومع أذان المغرب يكسر الجميع صيامه. ليلى، إحدى الصائمات التي تسكن بالقرب من الجامعة، تنسى ظمأها فتقوم وتوزع مشروب تمر هندي أعدته خصيصًا للصائمين، وفي نفس اللحظة تبادر هدى، سيدة منتقبة، بعمل ساندوتشات كبدة إسكندراني وتوزيعها على السيدات القريبات منها، لحظات ويمر شباب معهم خبز به أرز وفراخ ساخنة، وبالقرب من المسلة ساهم الأطفال في ملء زجاجات المياه من الحمامات القريبة من حديقة الأورمان، وتوزيعها على الصائمين. فى الظهيرة، تتوافد الأسر إلى محيط باب الجامعة على دفعات، فسيارات الميكروباص تساهم في زيادة الأعداد للتجمع على أرض تزينت بزينة رمضان وبالونات حمراء وصفراء، ومع الثانية ظهرًا، ورغم الحر، لكن المعتصمين استقبلوا القادمين برشاشات المياه على الوجوه، شباب وأطفال يشاركون في إطفاء حر الشمس برش المياه من زجاجات مياه تم خرم غطائها لترش المياه برفق على وجوه المتظاهرين، تستقبلهم لافتات «نويت الاعتكاف في الميدان»، «نعم للشرعية»، وعكف مجموعة من المتظاهرين على تعليق لافتة مكتوب عليها «الشهيد حسن مأمون حنيش»، الذي توفى بتاريخ 5 يوليو، إثر طلق ناري حي في الرأس أثناء مشاركته فى مظاهرة ماسبيرو، وفقًا لرواية ابن عمه سيد طه، الذي روي عنه أنه طالب في السنة الرابعة فى كلية دار العلوم، وأنه أراد توصيل صوت مؤيدي مرسي للناس، وسلاحه كان الدعاء فقتله البلطجية على كوبري 6 أكتوبر. الساعة تدق الثالثة والنصف إلا دقيقتين، مجموعة من السيدات يتحركن من أماكنهن لتفادي أشعة الشمس الحارقة، ثم يجلسن في ظل المسلة ويقرأن القرآن، وصوت أذان العصر يقطعن تلاوتهن فيقفن خلف الإمام. مع الرابعة والنصف، تنكسر الشمس قليلا، طفل يبلغ من العمر 11 عامًا بجانب والدته يقول لها «أنا عطشان قوي يا ماما أنا مش قادر أكمل صيامي»، فتصبره إحدى المعتصمات «معلش اصبر شوية خلاص هانت». تستمر النساء أمام المسلة في تلاوة القرآن، وحينما تدق الساعة السادسة تنقل المنصة خبرًا يقول «صورة مرسى اترفعت في القدس عشرات المتظاهرين رفعوها تأييدًا له»، فتردد السيدات «الحمد لله، والله أكبر»، وتلتفت سيدة منتقبة تسمى زينب تتحدث إلى سيدة أخرى وراءها، بعد أن تطمئن بعينيها إلى مكان أولادها الثلاثة، الذين أتوا معها تقول «أنا جاية من طنطا بنية نصرة مظلوم، مش معقول أننا نقبل أن يتم غلق القنوات الدينية ويقبضوا على الشيوخ وكل من يربى لحيته. يبدو المشهد من الخارج مختلفاً أسلاك شائكة نصبها الجيش وأفراد من الشرطة ودبابات ومدرعات على الجانبين تغلق بعض الشوارع المؤدية إلى ميدان النهضة، أما من الداخل فالأجواء احتفالية، خصوصًا في الليل فبعدما أكمل المصلون صلاة العشاء والتراويح خرجوا في مسيرات إلى ميدان الجيزة، ورجع بعضهم إلى بيوتهم ورجع البعض الآخر إلى مقر الاعتصام.