أحمد عكاشة: «الإخوان» مريضة بـ«الضلال الديني» ومصالحة الإسلاميين فاشلة (حوار)
قال الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسى، إن جماعة الإخوان المسلمين، تنتحر حاليا بالبطيء، في حالة تحطيم ذاتي، كما أنها مصابة بـ«ضلال ديني» ومحاولة دمجها سياسيا في أي تحالف وطنى ليست من الديمقراطية. وأكد في حواره لـ«المصري اليوم»، أن «الإخوان» ستسعى للمغالبة، وأن أي مصالحة مع التيار الإسلامي ستفشل.. وإلى نص الحوار: ■ كيف تفسر من الناحية النفسية لجوء جماعة الإخوان لاستخدام العنف المفرط بهذا الشكل؟ - التيار الإسلامي يتميز بأيديولوجية لا تتحمل الحوار ولا تتقبله، لأنه يؤمن أنه على صواب، والكل على خطأ، وهذا يسمى في الطب النفسى بـ«الضلال الدينى»، أو «الضلال السياسى»، وهو اعتقاد خاطئ غير قابل للإقناع أو الحوار لدى الشخص، ولديه حالة يقين في تبرير ما يقوله، فمثلاً يأتى مريض إلىّ معتقدا أنه المهدى المنتظر، وعندما أتناقش معه لا أصل لشىء، ويأتى مريض آخر وهو على يقين من خيانة زوجته له مع شخص آخر، وهذا الشخص قد يكون متوفي أصلا، ولكنه على يقين من صحة كلامه ولا يقبل النقاش، وهذا الأمر حدث في الاتحاد السوفيتى، فكان كل فرد يقول إن الشيوعية خاطئة، يعتبرونه مصابا بـ«الضلال السياسى»، ويدخل مستشفي الأمراض العقلية، لدرجة جعلت الجمعية العالمية للطب النفسى تًخرج الجمعية السوفيتية للطب النفسى من عضويتها. ■ هل نستطيع القول إن جميع أعضاء التيار الإسلامى مصابون بـ«الضلال السياسى» أم أن هذا المرض لدى قيادات الجماعة فقط؟ - بدراسة شخصية القيادات الحالية للتيار الإسلامى، نجد أنهم مصابون بما يسمى «الضلال الدينى»، أى أنهم على يقين من صحة أفكارهم، وباقى المسلمين في جميع أنحاء العالم ليسوا على صواب، وهؤلاء من غير الممكن إقناعهم بالمشاركة في الحياة السياسية، ولذا أعتقد أن محاولة المسؤولين عن إدارة المرحلة الانتقالية للتواصل مع هؤلاء لدمجهم في الحياة السياسية سينتهى إلى الفشل، لأنه من الناحية النفسية هؤلاء غير قادرين على المشاركة، وإذا شاركوا ستكون مشاركتهم للمغالبة، أو لتحطيم كل ما يحدث، ولا أعتقد إطلاقا أن مجموعة تؤمن بقتل المسلم واستخدام العنف ضده يمكن ضمها لأى نظام ديمقراطى لأنهم يتكلمون عن الديمقراطية، ولكنهم في قرارة أنفسهم لا يؤمنون بها. ■ هل معنى كلامك إقصاء هذه الفئة من المشاركة في الحياة السياسية ومنع دمجها سياسيا؟ - بعد الحرب العالمية الثانية، أصدر البرلمان الألمانى قرارا بمنع أى حزب يؤمن بالنازية والتطرف والعنصرية من المشاركة السياسية، واعتقال أى شخص يتكلم عن النازية، وأعتقد في رأيى أن تجربة العام الماضى تؤيد الفكر الفاشى للتيار الإسلامى بكل أنواعه، بحيث إن الغرب أو بعضا من الشرق يقولون يجب دمج هؤلاء سياسياً، وهذا الفكر سينتهى للفشل، والحل الوحيد هو استيعاب الشباب الذين يرون أن قياداتهم بعيدة عن المضمون الأساسى للدعوة، وللعلم لا يمكن أن نعترف بالأحزاب التى تؤمن بالعنف والقتل والتفجيرات للوصول إلى أهدافها، وقد تبين من التحقيقات أن ما سمى «الطرف الثالث أو اللهو الخفي»، الذى ارتكب الجرائم خلال العامين الماضيين، هو من صُنع هذا التيار الإسلامى وتدبيره، ودعنى ألفت نظرك لشىء تاريخى هو أن جميع الاغتيالات التى وقعت في تاريخ مصر من صنع هذا التيار، بدءا من اغتيال الخازندار باشا مرورا باغتيال رفعت المحجوب، رئيس مجلس الشعب الأسبق، والكاتب فرج فودة، والرئيس الراحل أنور السادات، ومجزرة الأقصر في التسعينيات، كلها اغتيالات نفذها منتمون لهذا التيار، سواء كانوا من الجماعة الإسلامية أو الجهاد الإسلامى أو السلفيين، وغالبية هؤلاء منشقون عن جماعة الإخوان المسلمين، ومن ثم فالتعاون مع هذه الفئات لن يأتى بنتائج تجعل الديمقراطية تسود. ■ ماذا عن شباب جماعة الإخوان هل يتم التعامل معهم بنفس النهج؟ - الكبار من الجماعة لديهم تصلب في الفكر وصعوبة في التغيير والإقناع، أما الشباب فمن الممكن التواصل معهم وإزالة الأفكار المتطرفة لديهم، فهؤلاء الشباب تم وضعهم في إطار لا يستطيعون الخروج منه ويشعرون أنهم مهمشون، وهذا الأمر يثير العنف لدى هؤلاء الشباب لمدة معينة، وللعلم غالبية الشباب المنتمين لهذا التيار تم عمل «غسيل مخ» لأفكارهم منذ الطفولة والمراهقة، بحيث أصبح تفكيرهم منغلقا تماما، مثل الغمة التى تضعها على جانبى الحصان حتى لا يرى أمامه، فهؤلاء أسرى أفكار متطرفة ضلالية ولا يتم تشجيعهم على القراءة، ولا يسمح لهم بقراءة أى شىء سوى القرآن أو الشريعة فقط، ويصبحون أسرى للأفكار التى تبث إليهم، ولاحظ أن أجهزة المخابرات العالمية، عندما تقبض على جاسوس تعرضه لحرمان حسى، وإقصاء جميع أفكاره القديمة وبناء أفكار جديدة، ولاحظ أيضا أن كل المتطرفين ومحاولى الانتحار يعملون في مجموعات منغلقة ويصبح هدفهم الأصيل هو العنف والقتل دون شعور بالندم، لأن عقلهم جماعى سلبى الفكر منغلق، وأنا لا أتصور أن إنسانا مسلما حقيقيا ويعتنق الدين الإسلامى السمح يلقى الأطفال من على أسطح العمارات، ويهاجم الجيش والشرطة التى تحميه، وللعلم كل قوانين العالم تجرم التعرض للمؤسسات العسكرية أو الشرطية، وتلقى القبض عليهم فوراً، وبالتالى لا أعتقد إطلاقاً أن هؤلاء قابلون للحوار والتواصل، والمضى في هذا الأمر يعتبر مضيعة للوقت لأنه لا يمكن إدخال الديمقراطية في عقل من هو فاشى، كما أن الجينات الوراثية لهؤلاء المتطرفين تجعلهم غير قادرين على قبول الرأى الآخر، ولذا أعود وأؤكد أن القيادات الحالية للتيار الإسلامى لا تصلح إطلاقاً في دمجها في أى تحالف وطنى، ولكن لا مانع من وجود الأحزاب التى تؤمن بالتعددية. ■ وماذا عن حزب النور، السلفي، هل ينطبق عليه نفس النظرية أم يستثنى منها؟ - دعنى أقل إن التيارات الإسلامية هى جمعيات للدعوة وليست جمعيات للحكم أو السياسة مهما حاولوا المراوغة، فمثلا تجد حزب النور يضع بعضا من أنصاره في ميدان رابعة العدوية للمشاركة في اعتصام الإخوان، وبعضا آخر يجلس على مائدة المفاوضات لمحاولة التعطيل، ومن ثم يجب الالتفات لمثل هذه الأمور. ■ هل لديك مخاوف من انزلاق البلاد لحرب أهلية في ضوء ما نشهده من عنف؟ - لا يمكن الوصول لمرحلة الحرب الأهلية بين المصريين، وكل ما يحدث هو محاولات للعنف أحيانا، والتفجير أحيانا أخرى من قبل هؤلاء الجماعات، لأنها في حالة تحطيم ذاتى غير مباشر، وتلجأ لمحاولات انتحارية لا شعورية، وكل ذلك لأنهم وصلوا للحكم وهم غير مؤهلين وفاقدون للكفاءة، وبعيدون كل البعد عن الديمقراطية، ومن ثم ضمهم لأى تحالف وطنى تعطيل للمسيرة وليس نوعا من الديمقراطية، وأنصح القائمين على السياسة بالاستمرار في الديمقراطية، ومن يرد الانضمام للعمل السياسى بناء على نبذ العنف فأهلاً وسهلاً به، أما من يريد تغيير عقول المصريين فلا مجال له، ودعنى ألفت نظرك لشىء وهو أن انتهاء الإخوان في مصر يعنى ضياع ونهاية ما يسمى «التنظيم الدولى للجماعة»، فالجماعة ظلت تعمل لمدة 80 عاماً وجاءت القيادات الحالية لتقضى عليها، ومن ثم فالجماعة الآن في عملية انتحار بطىء وتحطيم ذاتى غير مباشر وأشبه بفريسة تركل بقدميها قبل موتها. ■ كيف ترى شباب حملة تمرد؟ - متفرد ومتميز واستطاع إفساد خطة للغرب وأمريكا لنقل الصراع والإرهاب لمنطقة الشرق الأوسط، وتحديدا مصر بهدف تفكيكها وتحطيم جيوشها، فهؤلاء الشباب قضوا على تلك الأفكار التى تصب في النهاية لصالح الكيان الصهيونى، وجعلوا السياسة الأمريكية في حالة ارتجاج مخى مما فعله فيهم تمرد والشعب المصرى. ■ كيف تقيم خطابات الرئيس المعزول محمد مرسي، منذ قدومه للحكم، وما دلالاتها من الناحية النفسية؟
- خطابات مرسي منذ أن جاء إلى الحكم كارثية وغير موفقة وموجهة إلى جماعته فقط، وتعبر عن حالة خواء داخلى، وغالبية تلك الخطابات إن لم تكن جميعها يشوبها إسفاف كبير، وأشبه بجلسات المصاطب وحوارات المقاهى، فلا يوجد رئيس جمهورية في العالم يتحدث بهذه اللغة، ويذكر أسماء معارضيه علناً، بل يقول الشىء ونقيضه في نفس الوقت، حيث تحدث عن احترامه وتقديره للقضاة واتهمهم بالتزوير، وتحدث ساخراً عن أحكام البراءة التى حصل عليها بعض رموز النظام الأسبق، ونفس الأمر مع الإعلام، ولم أر رئيسا يهاجم إعلام وطنه بهذا الشكل إلا في الأنظمة المستبدة، وحديثه عن الأصابع والمؤامرات والطرف الثالث يعكس فشله وعجزه، وإلقاء أسباب الفشل والعجز على مبررات أخرى يسمى في علم النفس «إسقاط»، فهو يتحدث دائما عن مبررات الفشل دون أن يعترف به، وجميع خطاباته موجهة فقط لجماعة الإخوان والبسطاء من الناس فقط، أما الأذكياء والمثقفون فلم يحظ الخطاب بأى نوع من التقدير لديهم. ■ لماذا فشل مرسي في أن يكون رئيساً لكل المصريين؟ - مرسي لا يعبر عن ذاته، إنما يعبر عن الجماعة التى جاءت به رئيسا، وهو على علم تام بأنه إن لم تكن الجماعة وراءه بأموالها وأعضائها، لكان من المستحيل قدومه رئيسا لأنه شخص غير معروف لعامة الشعب، ولذا محاولته أن يكون رئيسا للجميع كانت مستحيلة من الناحية النفسية. ■ البعض فسر تصرفات جماعة الإخوان المغايرة لما تحدثوا عنه، بأنها نتاج العنف والتعذيب الذى تعرضوا له بالمعتقلات، هل يمكن من الناحية النفسية أن ينعكس ذلك على سلوكهم؟ - في الغالب الاعتقال والتعذيب والسجن يؤدى لما يسمى «الكرب التالى للصدمة»، وهذا المرض يجعل الشخص المسجون عصبيا طوال الوقت ويميل للإدمان والتبلد في العواطف، وبعد خروجه إما ألا يرتكب أو يمارس أى نوع من أنواع الظلم الذى وقع عليه في السجن، وهو ما حدث مع زعيم جنوب أفريقيا، نيلسون مانديلا، أو أن تتغير أخلاقه ويحدث عنده نوع من الشماتة والرغبة في الانتقام ممن عذبه بل والانتقام من المجتمع كله لأنه صمت على تعذيبه، ويسلك نفس السلوك المعتدى، وهذا يسمى في علم الطب النفسى مرض «التوحد مع المعتدى»، وهذا هو ما حدث مع من كانوا في الحكم، فتجد الكثير من المنتمين لجماعة الإخوان ارتكبوا نفس أفعال الرئيس المعزول محمد مرسي وقلدوه في أفعاله دون إدراك، لأنها عملية نفسية لا شعورية، وأنا أعرف أصدقاء أطباء كثر من جماعة الإخوان، تغير سلوكهم بعد وصول الجماعة للحكم ولكنهم لا يدركون ذلك ولا يعترفون به. ■ تعني بحديثك أن السلطة بتوصيفك النفسى «أمرضت» الجماعة؟ - السلطة مرض يؤثر في الإنسان نفسيا ويصيبه بعدة صفات منها التعالى والغطرسة المتلازمة، والاستمرار في السلطة لسنوات طويلة يصيب الإنسان بهذا المرض، ويتصور أنه مبعوث العناية الإلهية ويلتصق بالكرسى، والإخوان وصلوا لهذه الحالة مبكرا، لأنهم خرجوا من السجون إلى السلطة مباشرة، ومارسوا عملهم دون مساءلة أو محاسبة، ودعنى أقل لك إن كل المستبدين يقولون نفس الكلام على معارضيهم، فما قاله الرئيس الليبى الراحل معمر القذافي قاله الرئيس التونسى السابق زين العابدين بن على، ويقوله حاليا الرئيس السورى بشار الأسد، والإخوان يكررون نفس كلام الرئيس السابق حسنى مبارك ويعتبرون أنفسهم ممثلى الإسلام، ومعارضيهم كفرة. ■ الجماعة تعتبر تكريم مرسي لك في عيد العلم بعد أن اتهمته بأنه مريض نفسى هو من رقى أخلاقهم، بم تعلق؟ - لم أصف مرسي يوماً بأنه مريض نفسى، وليس لى حق في إطلاق هذا الوصف، لأنى لم أفحصه طبيا، وحتى لو فحصته وتأكدت من مرضه فإن أخلاقيات المهنة تمنعنى من إعلان ذلك، والدليل على ذلك عندما سُئلت عن القذافي وتوصيف مرضه النفسى، رفضت أن أصفه بالمريض النفسى، فهو مجرم حرب، أعود مرة أخرى للحديث عن تكريمى من مرسي، للعلم سبق تكريمى بالخارج قبل تكريمى بمصر، بصفتى أول من يفوز برئاسة الجمعية العالمية للطب النفسى من خارج أوروبا وأمريكا، من بين 220 ألف طبيب نفسى على مستوى العالم، ومن بين 136 جمعية للطب النفسى عالمياً، وللعلم الذى كرمنى بهذه الاحتفالية هو أكاديمية البحث العلمى، وليس مرسي، وهنا أشير لموقف طريف حدث في عملية التكريم، هو أن التكريم جاء لحصولى على جائزة مبارك للعلوم والتى تم تغيير اسمها لجائزة النيل، وعندما كرمنى الرئيس تم تغيير اسمها لوسام العلوم والفنون، ولذا جاءت الشهادة التى حصلت عليها باسم جائزة مبارك وجاءت الميدالية التى أخذتها من الرئيس مرسي مكتوبا عليها جائزة وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وأنا هنا في مكتبى أضع صورة تكريمى من مبارك ومرسي، وهذا يسبب لى حرجا ونقدا من ضيوفي الذين أستقبلهم. ■ لا يمكن أن نتحدث عن سلوكيات المصريين دون الإشارة لما حدث بقرية أبو مسلم ومقتل 4 مصريين ينتمون للمذهب الشيعى، كيف تقيم تلك الواقعة من الناحية النفسية وما هى دوافعها؟ - ما رأيناه من مقتل مصريين شيعة يدل على الهمجية والحيوانية ووفاة النفس اللوامة لدى مرتكبى الواقعة، فهؤلاء لا يتسمون بالأخلاق أو الضمير الذى يراقب تلك الهمجية، ودعنى أقل لك إن ما يحدث في مصر شىء غريب جدا، حيث يوجد في الحيوانات والإنسان ما يسمى «المخ القديم» وهو عبارة عن أجزاء من المخ مسؤولة عن كل عمل اندفاعى يشمل القوة وإشباع الرغبات وعدم الاكتراث بالأخلاق وهذا هو سلوك الحيوان، والله سبحانه وتعالى ميز الإنسان في عقله بما يسمى «الفص الأمامى بالمخ»، وهذا الفص مسؤول عن الضمير والقيم والتقاليد والأخلاق والإنسانية بمعناها الشامل، وهذا الفص لا يعمل إلا في وجود الإطار القانونى وتوافر الأمن والأمان وهيبة الدولة، وفي حالة غياب تلك الأشياء كما هو الحال الآن تصبح النفس اللوامة معطلة أو بمعنى يصبح الجزء المسؤول عن أعمال الخير والضمير وأحكام العقل غائبا، ويصبح العقل الهمجى الذى لا يلتزم بأى قوانين هو القائم، وهذا ما حدث في واقعة قرية أبو مسلم. ■ تعنى إذاً أن العقول في مصر تغيبت بسبب الظروف الراهنة وغياب دولة القانون؟ - من الناحية النفسية شخصية الإنسان لها تكوين هرمى، بمعنى أنه لا بد أن تتوافر لها أولاً الاحتياجات البيولوجية من مسكن وملبس وطعام وشراب، يليها بعد ذلك مرحلة الاستقرار وتوافر الإحساس بالأمن والأمان، وبعد هذين الأمرين تأتى مرحلة الانتماء للوطن والانتماء الدينى، بمعنى أنه لو تم حرمان شخص من هذه الاحتياجات الأساسية وأصبح غير مستقر أمنيا فهو لا يكترث ولا يهتم بانتمائه لوطنه أو دينه، وهذا ما يحدث مع سكان العشوائيات، أضف إلى ذلك ما يسمى بـ«سياسة غريزة القطيع»، الذى ينساق دون وعى وراء قائده. ■ هل تعني أن بلد غالبية سكانه بهذه المواصفات لا تصلح معهم الديمقراطية الذى يعنيها الإخوان؟ - ديمقراطية الصندوق التى تحدث عنها الإخوان ليست هى كل الديمقراطية، ولابد أولاً أن تتحقق في وجود عناصر أخرى من تعليم وصحة واحتياجات أساسية وحرية تعبير، لأن الصندوق دون هذه المقومات لا يعنى الديمقراطية ولا يعكسها، وهذه الديمقراطية يتم تغليفها بغلاف دينى، وبمناسبة الحديث عن التدين الكاذب دعنى أذكرك بما قاله ابن رشد في هذا الشأن وهو: إذا أردت أن تتحكم في جاهل فعليك أن تغلف كل باطل بغلاف دينى، والشيخ الغزالى رحمه الله قال أيضا: كل تدين يجافي العلم والثقافة والفن ويخاصم الفكر فهو تدين يفقد كل صلاحياته... أؤكد لك أن التيارات الإسلامية لا تؤمن بالحوار لأنها لا تؤمن إلا بالرأى الواحد باعتباره رأى الشريعة والدين، وهذا يتناقض مع فكرة وجود خمسة أحزاب ذات مرجعية إسلامية في بلد واحد يدعى تطبيق الشريعة. ■ هل أنت متفائل بالمستقبل؟ - بالطبع متفائل، وذلك بفضل الشباب، ووعيهم السياسى الصحيح أحيانا يكون وعيا غير محنك، لكنه شىء إيجابى في حد ذاته وحماسهم شىء إيجابى، وأدعو قيادات الوطن لاستيعاب هؤلاء الشباب ودمجهم في المناصب التنفيذية وتدريبهم كى يتولوا شؤون البلد في السنوات القليلة المقبلة، لأنى ضد أن يتولى شخص تجاوز عمره 65 عاماً أى منصب تنفيذى بالدولة، لأننا الآن في عهد الشباب وزمانهم.