سؤال: ما هي أبعاد العادة الشبابية؟ وما الخطأ في الحصول على اللذة؟ أليست تساهم في تخفيف حدة الضغوط الجنسية؟ وإذا كانت خطأ، فما هو وجه الإختلاف بينها وبين العلاقة الزوجية؟
الإجابة:
العادة السرية masturbation هي العبث بالأعضاء الجنسية -سواء عند الشاب أو الشابة- بحثًا عن اللذة الانفرادية. وعند الشباب (الذكور) تُسَمّى "الاستمناء"، ولكنها تنطبق بصفة عامة على الجنسين. مصدر المقال: موقع الأنبا تكلا.
من أجمل ما كُتِب عن هذا الأمر ما قاله يشوع إبن سيراخ الحكيم: "والإنسان الذي يتعدى على فراشه قائلاً في نفسه: من يراني؟ حولي الظلمة والحيطان تسترني، ولا احد يراني، فماذا أخشى؟ إن العلي لا يذكر خطاياي! وهو إنما يخاف من عيون البشر! ولا يعلم أن عيني الرب أضوأ من الشمس عشرة آلاف ضعف، فتبصران جميع طرق البشر وتطلعان على الخفايا.. هو عالم بكل شيء قبل أن يُخْلَق فكذلك بعد أن انقضى.. فهذا يُعاقَب في شوارع المدينة وحيث لا يظن يُقبَض عليه؛ ويهان من الجميع لأنه لم يفهم مخافة الرب". (سيراخ 25:23-30)
1- لماذا يلجأ الشباب لاستثارة أعضاء الحياة؟
إنه البحث عن اللذة الحسية بحد ذاتها، ثم بعد ذلك يكون السبب فيها التعويض عن رغبة لم تتحقق، أو هروبًا من مواجهة موقف صعب، أو ضعفًا في الثقة بالنفس...
فقد يؤدي الفشل الدراسي مثلًا إلى تعويض ذلك بالهروب إليها، كذلك الفراغ مشكلة أساسية، أيضًا الصداقات غير النقية أو مشاهدة مناظر غير لائقة عليها عامل كبير.. كل هذا يجعل الشاب أو الفتاة معرضًا للإثارة بسهولة..
2- وما الخطأ في الحصول على هذه اللذة؟
اللذة الجنسية ليست خطأ حد ذاتها، بشرط أن يحصل عليها الإنسان داخل إطارها الطبيعي، أي الزواج.. إنها وسيلة أوجدها الله للتقارُب بين الزوجية، ولم يقصد الله أن تتحول إلى هدف بحد ذاتها.
3- ما الخطأ في استثارة أعضاء الحياة؟
إن المجال الطبيعي لنشاط أعضاء الحياة هو العلاقة المشتركة بين الزوجين، فهي لذة مشتركة وليست منفردة، وهي وسيلة للتقارب والإتحاد، وليست هدفًا بحد ذاتها.
وهذه العادة تكون لذة منفردة، وهي هدف في حد ذاتها!
4- هل تخفف العادة الشبابية من حدة الضغوط الجنسية؟
كثيرًا ما يتعرض الشباب لمثيرات حسيّة، مما يؤدي إلى أفكار جنسية متلاحقة، وضغوط تسبب التوتر الداخلي، مما يجعل أعضاء الحياة قابلة للإثارة..
التفكير في الجنس الآخر معناه، أن لي انجذابًا نحو الجنس الآخر، الذي يحتل جزءًا من فكري وعاطفتي وانفعالي، وهذا أمر طبيعي.. ومعناه أني محتاج أن أتفاعل مع الجنس الآخر كي أتكامل معه.. والأفكار الجنسية تأتي نتيجة اهتمام الفرد بالنواحي الحسية من الجنس، ويتضاعف هذا الاهتمام حينما يسعى الإنسان نحو مصادر الإثارة الحسية، من خلال الأفلام والمجلات المثيرة والكتب الرخيصة ومواقع الإنترنت.. وكل هذه المؤثرات الخارجية تقوّي الناحية الحسيّة من الجنس، وتضعف الناحية الإنسانية الشخصية، وهذا يجعل الفرد يعاني من ضغوط جنسية..
إن استثارة الأعضاء لن يؤدي -في الواقع- إلى تخفيف حدة الضغوط الجنسية، بل -على العكس- سوف يؤدي ذلك إلى استمرار الضغوط وتزايُد حدتها..
أما علاج هذه الضغوط يكمن إذن في البعد عن مصادر الإثارة، واتجاه إيجابي نحو الجنس الآخر، فيه واقعية واهتمام بالجوانب الإنسانية والشخصية من الجنس الآخر، ورفض تحويله في نظرنا إلى مجرد جسد للاستمتاع.. ثم أن الأمر يتطلب توبة حقيقية، وعودة أمينة إلى حضن الرب يسوع، الذي يهبنا السلام الداخلي والشبع الحقيقي.
5- هل تختلف العادة الشبابية كثيرًا عن العلاقة الزوجية؟
في الزواج، يأتي نشاط الأعضاء الجنسية نتيجة طبيعية للعلاقة المباشرة بين الزوجين.. فهي علاقة بين شخصين يشعران أثناءها بلذة مشتركة، وينتج عن هذه العلاقة ارتباط وإتحاد بينهما، مع شعور بالاستقرار النفسي، والخروج عن العُزلة والفردية.
أما في حالة اللذة الانفرادية، فإنها علاقة غير طبيعية أو هي علاقة وهمية، تحدث بين الشاب وامرأة يتخيلها، أو بين فتاة ورجل تتخيله.. ومن خلال استثارة الأعضاء الجنسية تحدث لذة انفرادية، ويترتب على هذه العلاقة الوهمية نتائج عدة:
- شعور بالضيق والكآبة.
- شعور بالإحباط وخيبة الأمل، لأن العمل الذي ظنّه الفرد مُشبِعًا نتج عنه جوع داخلي وفراغ نفسي شديد.
- شعور بالعزلة والانغلاق والتقوقع حول الذات.
- شعور بتأنيب الضمير والندم الشديد، لأنه استعمل هذه الأعضاء الحيوية في غير وضعها الطبيعي الذي رسمه الله للإنسان.
يُلاحَظ هنا أن ما يشعر به الفرد وهو يمارس اللذة الانفرادية، هو عكس ما يشعر المتزوج على طول الخط..
6- ما أضرار العادة الشبابية؟
* تؤدي كثرة استثارة الأعضاء الجنسية عند الشاب إلى احتقان مستمر في غدة البروستاتا والحويصلات المنوية، مما قد يعرضهما للالتهابات المزمنة.. هذا يحدث عند الوصول إلى مرحلة الإدمان لسنوات لهذه العادة.
* الشعور بالإرهاق الجسماني، والضعف العام، نتيجة الإفراط والانهماك الشديد في ممارسة هذه العادة.
* توجد العديد من الأضرار النفسية كما سبق وأن ذكرنا.
* ضياع الوقت والمجهود والمال في محاولات الحصول على المثيرات أو البحث عنها أو التفكير فيها..منقول من موقع الانبا تكلا
* التأثير السلبي على الحياة الزوجية المستقبلية، فقد يمارس الشاب العلاقة الزوجية بنفس أسلوب العادة الشبابية، فهو يسخِّر شريك حياته من أجل الحصول على لذته، ولا يهمه أن يقيم علاقة شخصية حقيقية مع الآخر، فإذا ما تحول الزواج إلى مجرد سعي أناني للحصول على اللذة، أثَّر ذلك تأثيرًا سلبيًا على الحياة الزوجية..
7- لماذا لا يُصاب المتزوجون بنفس الأضرار؟!
الأضرار الجسمانية للعادة الشبابية ناتجة عن تكرار استثارة أعضاء الحياة، والذي يمارس هذه العادة -كما شرحنا- يعتمد على "الكم" لتعويض "الكيف". و"الكَم" ينهك قوة الجسد ويستنزف طاقته من ناحية، كما أن الشعور بالإحباط والفراغ الداخلي وتأنيب الضمير يضاعف من الضرر الجسماني من الناحية الأخرى، لأن الإنسان وِحدة نفسية جسمانية.
أما في الزواج فإن الإشباع الوجداني المُصاحِب للعلاقة الزوجية يقلل من الإلحاح العضوي لتكرار اللقاء الزوجي.. لأن "الكيف" يُغني عن "الكَم".. فالنواحي الإنسانية هي الغالبة على العلاقة الزوجية..
8- هل للعادة الشبابية بعض الفوائد؟
* ليس للعادة الشبابية أية فائدة في تنشيط الأعضاء الجنسية أو الحفاظ على حيويتها، فهذه الأعضاء تنشِّطها الهرمونات التي تفرزها الغدة النخامية الموجودة بالمخ، والتي تجعل الأعضاء الجنسية للطفل تنمو تدريجيًا في مرحلة المراهقة حتى تصل إلى درجة البلوغ ثم تحافظ على حيويتها بالإفرازات الهرمونية الدائمة.
* هناك نشاط طبيعي لهذه الأعضاء خاضع أيضًا للنشاط الهرموني.. لقد جهَّز الله الأعضاء الجنسية بقدرة طبيعية للحفاظ على قوتها ونشاطها، فهي لا تحتاج إذن إلى الاستثارة الخارجية، التي يزعم البعض أنها تحفظ هذه الأعضاء من الضمور الذي يسببه عدم الاستعمال! فهذه الأعضاء يتحكم فيها أعصاب لا إرادية تضمن تدفق الدورة الدموية فيها باستمرار مثلها في ذلك مثل الأمعاء والمعدة وباقي الغدد المختلفة..
* وكذلك فهناك تفريغ ذاتي للإفرازات الجنسية الزائدة عند الرجل، ويُسمى ذلك بـ"الإحتلام".. كذلك تحتوي هذه الإفرازات على كثير من العناصر الحيوية التي يمتص الجسم بعضًا منها -في حالة استعمال أعضاء الحياة- كي تُستخدم في عمليات حيوية أخرى.
أعضاء الحياة إذن لا تحتاج إلى الاستثارة الصناعية، كي تتخلص من إفرازاتها الزائدة، فقد أعدَّ الله هذه الأعضاء لإتمام وظيفتها بدقة وإحكام بالغين.