مشاجرات

[Marina Greiss]

كان نادر وراندا أولاد عم يسكنان في منزلين متجاورين وكان دائمي الشجار معاً.

قال نادر بصوت عال: "أنت أخترت المرة السابقة."

قالت راندا :" لا... أنت الذي أخترت." قال نادر غاضباً:"أعتقد أنني أتذكر أفضل منك." كشرت راندا وعادت إلي منزلها.
عند باب المنزل قابلت راندا أخاها كريم

فسألها: "ماذا حدث؟ يبدو أنكما تشاجرتما مرة أخري."

قالت راندا غاضبة:"نادر يريد أن يختار دائماً ماذا نلعب." وبينما هما يتحدثان رأي كريم وراندا مجموعة من الطيور الكبيرة تحلق في صف واحد وتصيح صياحاً عالياً. قال كريم: "يا ترى ما هي مشكلة هذه الغربان؟ صوتهم مزعج جداً... ربما يريد أحدهم أن يصبح القائد ويطير في المقدمة."

سألت راندا:"ألا يتبادلون معاً دور القائد؟" قال كريم:" أعتقد ذلك... لكن ربما أحد هذه الغربان قام بعد المرات التي كان فيها قائداً واكتشف أنها أقل من باقي زملائه فقرر أن هذا هو دوره ليكون القائد."

ثم نظر إلي أخته وقال لها: "هكذا تتصرفان أنت ونادر .. مثل هذه الغربان السخيفة." وقف كريم وراندا يراقبان هذا الصف من الغربان وهو ينقسم إلي اربعة صفوف ثم يتحد في صفين. شعر كريم وراندا أن صوت صياح الغربان قد انخفض كثيراً وأخيراً اندمج الصفان في صف واحد علي شكل رقم 7.

قال كريم :"ياترى من الذي قرر أن يطيروا بهذا الشكل؟ لابد أن أحدهم قائد ممتاز ليستطيع أن يقود الجماعة هكذا."

قالت راندا بهدوء: "قائد ممتاز... هذا ما أريده.. قائد جيداً... وليس غراباً سخيفاً." ثم نظرت إلي ابن عمها نادر

وقالت له: "حسناً... يمكنك أن تختار ماذا نلعب اليوم." ثم نظرت إلي أخيها كريم الذي هز رأسه ليشجعها. لم يسمع كريم أي شجار بين راندا ونادر ذلك اليوم.

ماذا عنك؟
هل تريد دائماً أن تكون القائد أو الرئيس أثناء اللعب؟ أعط فرصة لزملائك أن يختاروا الألعاب التي تلعبوها معاً. الله يفرح عندما تضع الاَخرين أولاً.

الآية:"هوذا ما أحسن و ما أجمل أن يسكن الإخوة معاً." (مزمور133: 1)
صلاة:يارب أشكرك من أجل أصدقائي. يارب ساعدني أن أعطيهم الفرصة وأن لا أفرض اَرائي عليهم دائماً. اَمين.

** تعلم أن تتعايش مع الاَخرين