ركب أيمن القارب الصغير مع والده الذي أخذ يجدف حتى وصل إلي طرف بحيرة قارون. كان هذا أفضل مكان لصيد السمك لكن يبدو أن السمك لم يكن جائعاً. بينما كان أيمن جالساً في القارب مع والده وهو ممسك بالصنارة، بدأ يتأمل في طرف النضارة ذو اللون الأبيض والأحمر الذي يتعلق به الطعم. كانت المياه الهادئة الشفافة تعكس السماء والأشجار على صفحتها. كانت الطيور تغرد والضفادع تقفز هنا وهناك على الشاطئ.
قال بابا بعد فترة "يبدو أن السمك ليس جائعاً اليوم. لكن على كل حال إنه رائع أن نقضي اليوم هنا بين السماء الزرقاء الصافية والمياه الهادئة الجميلة والخضرة الرائعة. هذا الجو الهادي الجميل يجعلني أنسى كل مشاكل العمل". نظر أيمن إلى والده وقال: "لقد درسنا في المدرسة شيئاً عن الألوان. يقول العلماء إن اللون الأزرق يهدئ من ضربات القلب ، واللون الأخضر يمنع أجهاد العينين. لهذا يعتبر هذان اللونان من الألوان المريحة"
ابتسم بابا وقال: "هل تعتقد أنه لهذا السبب خلق الله الكثير من الطبيعة باللونين الأزرق و الأخضر؟". ثم صمت لحظة ليفحص صنارته ثم قال: "تخيل معي أن الله خلق السماء حمراء اللون والزرع أسود اللون. ماذا يكون الحال ؟". ضحك أيمن وقال: "لقد تعلمنا أن اللون الأحمر يسبب إرتفاعاً في ضغط الدم. لذلك أعتقد أن هذا يجعل الناس لا يشعرون بالراحة". ثم صمت لحظة يتأمل في كلام والده وقال: "لكن الله ذكي وحكيم". قال بابا موافقاً "نعم الله حكيم جداَ . نستطيع أن نرى الكثير من حكمته في الطبيعة... حتى في أختياره للألوان". نظر أيمن إلي صنارته وقال لوالده: "هل تعلم ماذا قال العلماء عن اللون البرتقالي ؟ إنه يشعرنا بالجوع. كنت أتمني أن الله هو الذي صنع الصنارات. كان سيصنعها باللون البرتقالي بدلاً من الأبيض والأحمر ليجعل الأسماك تشعر أكثر بالجوع".
ماذا عنك؟
هل تشكر الله من أجل خليفته الرائعة؟ كل الخليقة تشهد عن حكمة وعظمة وقدرة الله .
الأية:"ما أعظم أعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت. ملاَنة الأرض من غناك".
(مزمور 104 : 24 )
صلاة:يارب أشكرك لأجل خليقتك الجميلة. أشكرك لأجل السماء ، والبحر ، والعصافير... يارب أشكرك لأنك خلقت كل هذه الأشياء بحكمة فائقة. اَمين
** قدّر خليقة الله.