رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ليس هو مجرد الكبير فى السن.. فقد ألقى الله هذه القاعدة حينما اختار صغارا فى السن وجعلهم فى مكان القيادة والرئاسة. اختار داود الصغير، أصغر أخوته جميعا، وفضله على السبعة الكبار، ومسحه ملكا على شعبه، وحل عليه روح الرب (1صم 16). واختار يوسف الصغير، وجعله أبا لفرعون وكل بيته (تك 45: 8) وسجد له كل أخوته (تك 37: 9، 10). واختار الله سبط لاوى ليكون منه الكهنوت، وسبط يهوذا ليكون له الملك. ولم يختر روأبين البكر (تك 49: 3، 4). واختار يعقوب الذى هو أصغر من عيسو، ليقال له فى البركة: (كن سيدا لاخوتك، وليسجد لك بنو أمك) (تك 27: 29). واختار الله يوحنا المعمدان الذى جاء متأخرا بعد كل أنبياء العهد القديم. وقال عنه إنه لم تلد النساء من هو أعظم من يوحنا المعمدان (مت 11: 11). إذن من هو الكبير بالنسبة إلى المقاييس الإلهية؟ الكبير هو الكبير فى قلبه، وهو الكبير فى حبه. هو الذى يستطيع –بعمل النعمة فيه– أن يكون أكبر من الخطأ وأن يكون كبيرا فى روحه وفى مثالياته.. الكبير هو الكبير أيضا فى عقله، فى حكمته وإفرازه. هو أكبر من الجهالات، وهو أكبر من الانفعالات. أكبر من أن تثيره كلمة، وأكبر من أن تسقطه عثرة. وباختصار، هو الكبير فى شخصيته، لا الكبير فى سنة. لم يكن بولس الرسول هو أقدم الرسل، ولا أولهم فى الدعوة. ولم يتتلمذ على السيد المسيح ضمن الاثنى عشر، ولا ضمن السبعين، ولا طول فترة تجسد السيد على الأرض.. ومع ذلك استطاع أن يقول: (تعبت أكثر من جميعهم) (1كو 15: 10) ومع انه أخيرا، إلا انه صار رسول الأمم، رسول الغرلة. إذن لا تفتخر بأنك الكبير حسب السن، وحسب الأقدمية فى الخدمة، الأمرين اللذين لم يتصف بهما بولس الرسول. بل كن كبيرا فى عمق خدمتك، وفى تأثير شخصيتك على الناس. كن كبيرا فى بذلك وعطائك، كبيرا من جهة الحصاد الذى يحصده الله من أرضك |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
وزع خدمتك |
تمم خدمتك |
أوجعنا الواقع كثيرا فاصبحنا نحلم كثيرا |
من يصلي كثيرا ً يتعلم كثيرا |
من جهة خدمتك |