من إسرائيل لـ أمريكا الإخوان صلاحيتهم انتهت
لا أحد يمكنه أن يخرج إسرائيل من معادلة حسابات واشنطن مع الإخوان، ولا أحد يمكنه أن ينكر أن الإخوان يلعبون مع واشنطن بورقة الدفاع عن أمن إسرائيل. هل هناك أحد اليوم لا يدرك أن إسرائيل كانت تقدر لـ«مرسى» وللإخوان فى مصر سيطرتهم على الجهاديين فى سيناء وغزة؟ بكل صفاقة، تبجح الإخوان أن أمريكا معهم لأنهم يضمنون أمن إسرائيل، تلك هى ورقة التوت التى يتصورون أنها تحمى عوراتهم، لكنهم لم يدركوا بعد أن من يتغطى بإسرائيل.. «عريان»!. ما لا يفهمه الإخوان أن إسرائيل «باعتهم» بالفعل منذ انفجار الشعب ضدهم. باعتهم كما تلقى أى شىء انتهت صلاحيته وجدواه، قائلة لواشنطن إن كل ما تريده هو ضمان ما كان هذا النظام «المنتهى الصلاحية» يضمنه: أمنها على المدى القصير. صحيفة «معاريف» الإسرائيلية كشفت عن سبب تردد أمريكا فى ترك الإخوان يسقطون حفاظاً على أمنها على المدى القصير، قالت: «إن المنظومة الأمنية فى إسرائيل لا تخشى إلا حالة الفوضى التى ستنجم عن سقوط النظام فى مصر»، مشيرة إلى أنها أدركت أيضاً أن نظام الرئيس مرسى «لم يعد موجوداً» فى الوقت الحالى، لكن إسرائيل لن تسارع بالاحتفال بسقوط الإخوان، لعدة اعتبارات، أهمها أنه على المدى القصير تعتبر جماعة الإخوان عامل استقرار نسبى فى المنطقة، وخصوصاً السيطرة على الجهاديين فى سيناء. وقال الباحث الأمريكى ديفيد بولوك، الزميل بمعهد «واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، إن الإدارة الأمريكية دعمت «مرسى» والإخوان باعتبارهم حكاماً ديمقراطيين يحفظون البلاد ويلتزمون بأمن إسرائيل، ولكن سرعان ما اتضح أن الإخوان حادوا عن طريق الديمقراطية ولم يعودوا قادرين على حماية مصالح الولايات المتحدة فى المنطقة. من جانبه، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو تعليماته إلى جميع وزرائه بعدم الإدلاء بأية تصريحات علنية عما يجرى فى مصر. ورأى جيرالد ستينبرج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة «بار إيلان» الإسرائيلية، أن الإدارة الأمريكية أصبحت ترسل رسائل مربكة ومختلطة لإسرائيل. وأشار «ستينبرج» إلى أن السياسات الأمريكية المتعلقة فيما يخص مصر دفعت المراقبين فى إسرائيل التى تعد أقوى حلفاء الولايات المتحدة، إلى التساؤل عما إذا كان هذا التحالف ما زال قائماً، ولكن بعد أن اندلعت التظاهرات من جديد، فإنه لا توجد إشارة نهائياً من الإدارة الأمريكية لرغبتها فى الإطاحة بنظام الإخوان على الرغم من حالات العنف والتحرش والتعصب ضد الأقباط فى عهدهم. وقفت واشنطن (مشلولة)، فهم لم يظهروا أى إشارة تدل على إدراكهم حقيقة أننا استبدلنا ديكتاتوراً بآخر.
المصدر : الوطن
03 - 07 - 2013, 09:29 AM
العرض العادي
