رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نحميا ومجده قال يوسيفوس عن نحميا : « كان رجلا صالحاً وباراً ، وكان طموحه الكامل أن يجعل أمته سعيدة ، وقد أضحت أسوار أورشليم كالنصب التذكارى الأبدى لنفسه العظيمة » ... كان مجد الرجل الحقيقى أنه أدرك أن رسالته الصحيحة والحقيقية ، ليس أن يكون سياسياً فى شوشن ، أو حاكماً فى أورشليم ، بل أن يلمس اللّه حياته وخدمته ، فتكون جملة وتفصيلا لمجد اللّه فى الأرض !! ... ولعل هذا يذكرنا بما فعل نوح وبستر عندما أنهى قاموسه العظيم ، وجفف الحبر من الكلمات الأخيرة ، ووضع قلمه ، وتحول نحو زوجته وزملائه وأمسك بأيديهم ، وانحنوا جميعاً على ركبهم ، وفى احترام وإجلال ، شكروا اللّّّّه لأجل عنايته ومساعدتهم فى هذا العمل العظيم ، ... كان هذا موقف العالم المبرز ، والمسيحى المتواضع ، الذى رأى فى وضع قاموس عملا دينياً ، لأنه أدرك أن كل عمل فى الأرض ، لابد أن ينبع من الإحساس بالرسالة الدينية الموضوعة علينا من اللّه كخدمة مقدسة !! .. وما من شك فى أن نحميا شكر اللّه آلاف المرات ، بعد أن وضع الحجر الأخير فى سور المدينة ، وهو يدرك أنه عثر على الرسالة الحقيقية التى وضعها اللّه عليه أمام الخرائب والأنقاض !! .. وما من شك بأن مجدى ، أو مجدك الحقيقى يبدأ عندما تتفتح بصائرنا على ذات الخرائب والأنقاض التى تركتها الخطية حولنا فى كل مكان ونسعى لبنائها ، فهل نكون على نفس النهج أو الصورة التى ذكرها أحدهم وهو يقول : « ما أمجد أن تكون يداً أو مساعداً لما قصد اللّه أن تكون عليه فى الحياة ، وما أبشعه من خطأ ألا تكون عقلا أو قائداً فى وسط الناس ، وقد أعطاك اللّه الإمكانية الداخلية لأن تكون هكذا .. » ... !! ... ربما لا يجد المرء كلمات ، آخر الأمر ، يختم بها حديثه عن نحميا أفضل من كلمات ألكسندر هوايت وهو يقول : « لو أن خادماً شاباً عين للخدمة كنحميا فى شعب كشعب أورشليم فى ذلك الزمن القديم ، ولو أنه جاء إلى الخدمة ليرى الأبواب المحروقة بالنار، والأسوار المنهدمة ، وبيت اللّه يلحقه العار والضياع فإنه فى أمس الحاجة إلى أن يقرأ سفر نحميا ويحفظه عن ظهر قلب ، ... وهو فى حاجة إلى أن يجول بين الأنقاض والخرائب كما فعل الساقى القديم ، دون أن يخبر أحداً ، وكل ما عليه هو أن ينهض باسم « الملك » ويبنى ، وأن يأخذ حجارته من محاجر « الملك » وخشبه من غاباته العظيمة ، وليعلم أن يد الرب معه ، ... وعليه أن يعظ أفضل عظاته للشعب الذى طال جوعه أحداً بعد أحد ، وعاماً وراء عام ، فى خدمته الممتدة ، .. وليزر ليلا ونهاراً الرعية التى طالما أهملت ، وليكن مثل صموئيل رزر فورد الذى بدأ خدمته فى كنيسة صغيرة فى أسكتلندا ، واليوم هى من أكبر الكنائس وأوسعها ، وليكن مقصد رعيته ، وعلى الدوام يدرس ، وعلى الدوام إلى جانب المريض فى سرير مرضه ، وعلى الدوام يصلى ، وليقل ما قاله نحميا : « ولم أكن أنا ولا أخوتى ولا غلمانى ولا الحراس الذين ورائى نخلع ثيابنا . كل واحد يذهب بسلاحـــــه إلــــى الماء » " نح 4 : 23 " .. وليفرح عند تدشين السور بالفرح العظيم والتسبيح والتحميد بالصنوج والمزامير والقيثارات : « لأن اللّه أفرحهم فرحاً عظيماً ، وفرح الأولاد والنساء أيضاً وسمع فرح أورشليم عن بعد » " نح 12: 43 " وهو سيفعل ذلك إذا كان له إيمان باللّه ، وحبه لأورشليم والعمل الصعب المضنى الشاق الذى قام به من أجلها !! .. » .. |
28 - 08 - 2013, 07:23 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: نحميا ومجده
ميرسي كتير ربنا يبارك خدمتك الجميلة
|
|||
31 - 08 - 2013, 09:04 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: نحميا ومجده
شكرا على المرور
|
||||
|