منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 07 - 2013, 12:16 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,266,634

ميخا ورؤيا السلام العظيم
ميخا ورؤيا السلام العظيم

بعد أن تحدث ميخا عن الخراب والدمار الذى سيلحق بشعبه وأورشليم نتيجة الخطية والإثم والشر والفساد ، ... وبعد أن أبصر صهيون تفلح كالحقل وجبل بيت الرب يضحى شوامخ وعر ، مد بصره إلى الأفق البعيد ، فرأى فى أحضان المستقبل ، عصراً ذهبياً مجيداً يثبت فيه بيت الرب ، وتتخرج من صهيون الشريعة ، وتسعى الأمم إلى اللّه ، ويسود الدين والسلام والأمن والرخاء والمحبة ، ... وقد اشترك إشعياء مع ميخا فى التنبؤ عن هذا العصر كما جاء فى إشعياء " 2 : 2 - 4 ، مى 4 : 1 - 5 " ، ولا يمكن أن نجزم أيهما كان أسبق فى نبوته ورؤياه ، فإذا أخذنا بالعمر ، فإن إشعياء كان أسبق ، ... غير أن ميخا ألحق بالنبوة : « لأن جميع الشعوب يسلكون كل واحد باسم إلهه ، ونحن نسلك باسم الرب إلهنا إلى الدهر والأبد » ... وقد شجع هذا البعض على الاعتقاد أن نبوة ميخا كانت أسبق ، على اعتبار أنها لم تنس واقع الشعوب المحيطة بشعب اللّه ، .. فى بيته بعد أن تفلح صهيون كحقل وتصير أورشليم خرباً ،... أما إشعياء فقد تجاوز هذه الحقيقة مأخوذاً بالنبوة نفسها ، وأثرها ، الذى لا يمكن معه الوقوف عند الصورة الجميلة دون النظر إلى الظلال القاتمة !! .. على أية حال إن كليهما دفعا الأجيال إلى التطلع نحو ذلك العالم المجيد المرموق ، ... وقد اختلف المفسرون ، واتجهوا ، وجهات مختلفة أشهرها وجهتان ، يطلق عليها : ما قبل الألف سنة ، و « مابعد الألف سنة » ، أما قبل الألف ، فتشير إلى مجئ المسيح الثانى حرفياً لمدة ألف عام ، أما بعد الألف فتشير إلى المجئ روحياً لمدة ألف سنة ، أو مدة طويلة لا يشترط أن تكون حرفياً ألف سنة ، ... أو فى لغة أخرى أن الخلاف يدور حول جبل الرب ، وهل المقصود به الجبل الحرفى ، أو أورشليم المدينة التاريخية ، التى يعتقد الآخرون بالمعنى الحرفى أنها ستتعود إلى مجدها العظيم التليد ، بل إلى مجد لم تعرفه فى تاريخها السابق على الإطلاق ، ... الأمر الذى لا يقبله أو يأخذ به المؤمنون بالمجئ الروحى ، والذين يفسرون الأمر كله تفسيراً روحياً ، فأورشليم عندهم ، هى أورشليم الروحية التى قال عنها الرسول بولس فى رسالته إلى غلاطية : « وأما أورشليم العليا التى هى أمنا جميعاً فهى حرة » ... وكان يفرق فى ذلك بينها وبين : « أورشليم الحاضرة فإنها مستعبدة مع بنيها » . . "غل 4 : 25 " وامتدت به التفرقة وهو يتحدث عن الصليب ، فكشف عما يعتقده فى معنى « إسرائيل » وهو لا يقصد إسرائيل بحسب الجسد ، أو الجنس اليهودى ، بل يقصد المؤمنين أبناء اللّه فى القول : « فكل الذين يسلكون بحسب هذا القانون عليهم سلام ورحمة وعلى إسرائيل اللّه » ... " غل 6 : 16 " وهو يقابل ما ذكره الرسول يوحنا فى سفــر الرؤيا « ثم رأيت سماء جديدة وأرضاً جديدة لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا ، والبحر لا يوجد فى ما بعد . وأنا يوحنا رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند اللّه مهيأة كعروس مزينة لرجلها » ... " رؤ 21 : 1 و 2 " ولا يتصور بداهة عند الرسولين ، أن الحديث عن أورشليم هو بالمعنى الحرفى ، بل بالمعنى الروحى أو « الكنيسة » وهو ما نعتقد أنه التفسير الصحيح لنبوة ميخا وإشعياء ، ... إن جبل الرب المرتفع هو ذلك الحجر الذى قطع بغير يدين والذى قال عنه دانيال للملك نبوخذ نصر : « كنت تنظر إلى أن قطع حجر بغير يدين فضرب التمثال على قدميه اللتين من حديد وخزف فسحقهما ، فانسحق حينئذ الحديد والخزف والنحاس والفضة والذهب معاً وصارت كعصافة البيدر فى الصيف فحملتها الريح فلم يوجد لها مكان . أما الحجر الذى ضرب التمثال فصار جبلا كبيراً وملأ الأرض كلها » .. " دا 2 : 34 و 35 " وكل هذه إشارة إلى ملك المسيح وكنيسته التى ستملأ الأرض ، ... والذى لا خلاف عليه - حتى مع الآخذين بالمعنى الحرفى - أنه لا يمكن أن يأتى العصر الذهبى أو يتم السلام فى الأرض دون أن يقبل الجميع من اليهود أو الأمم الرب يسوع المسيح، مخلصاً وفادياً ورباً ، كشرط أساسى لإتمام الخلاص وامتداد ملكوت اللّه على الأرض، إذ أن علاقة المسيح بأى إنسان قبل أن ترتبط بمكان أو زمان أو ظرف ، هى علاقة روحية شخصية ، كما أن خلاصه شامل كامل لم يعد وقفاً على اليهود ، بل يتسع ليشمل شعوباً وأمماً كثيرة ، إذ أنه خلاص الإنسانية بأكملها ، الإنسانية التى جاء المسيح ومات من أجلها ليفتديها ويحررها من اللعنة والخطية والإثم ، وهو خلاص أبدى لا يتزعزع أو ينهزم ... إن ممالك الأرض تقوم وتسقط ... فأين مصر وصور وصيداء ، وبابل واشور واليونان وروما !!؟ أين الممالك التى انحنى العالم لسلطانها ومجدها العظيم؟؟... لقد بادت وتلاشت ولم يبق منها إلا قصة تذكر فى التاريخ ، وتروى مع الأيام أما خلاص الله فأبدى ثابت إذ : « أن جبل الرب يكون ثابتاً فى رأس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجرى إليه شعوب » " ميخا 4 : 1 " أو فى لغة أخرى إن خلاص المسيح سيسمو ويعلو على كل ما شمخت به جبال العالم ، ومرتفعات الزمن ، ... وهو خلاص قوامه حياة البر : « فيعلمنا من طرقه ونسلك فى سبله لأنه من صهيون تخرج الشريعة ومن أورشليم كلمة الرب » ... " ميخا 4 : 2 " ومن الملاحظ أن هذا الخلاص سيكون عظيما وقوياً ومؤثراً فى حياة الناس إذ سيملأهم بالغيرة المقدسة فيقولون بعضهم لبعض : « هلم نصعد إلى جبل الرب وإلى بيت إله يعقوب » ... وهل هذا إلا إعلاناً قوياً عن محبتهم للّه ، ومحبتهم بعضهم لبعض ؟؟ .. قال القديس زافييه لمحدثيه : « أنتم تقولون إنهم سيقتلوننى بالسم وإنه لشرف كبير لخاطئ مثلى لا أجرؤ على الحلم به ، ولكنى مستعد أن أموت عشرة آلاف مرة من أجل خلاص نفسى واحدة»... وهذا الخلاص سيكون مصحوباً بالنور : « فيعلمنا من طرقه » وسيادة المسيح وخلاصه لابد أن يصحبهما النور المشرق ، .. أليس هو نور العالم ومن يتبعه لا يمشى فى الظلمة ؟ ، ألم يأت ليمنحنا النور الذى به نخلص من الجهل والخرافات والفساد والخطية ؟؟ .. وخلاص المسيح مرتبط بالسلام : « فيقضى بين شعوب كثيرين. ينصف لأمم قوية بعيدة فيطبعون سيوفهم سككاً ورماحهم مناجل لا ترفع أمة على أمه سيفاً ولا يتعلمون الحرب فى مابعد » .. وهذا الخلاص مرتبط آخر الأمر بالرخاء : « بل يجلسون كل واحد تحت كرمته وتحت تينته ولا يكون من يرعب لأن فم رب الجنود تكلم » ... " مى 4 : 3 و 4 " .
ومع أن هذا الخلاص فى أحضان المستقبل ، ويرتبط بالمسيح ، إذ أن آخر الأيام التى ذكرها يعقوب وموسى ودانيال وإشعياء وميخا وغيرهم من الأنبياء تشير إلى عصر المسيا ، وقد فرق ميخا على ما يعتقد بعض المفسرين بين هذا العصر ، وعصر السبى البابلى الذى قال فيه قبل هذه النبوة مباشرة : « لذلك بسببكم تفلح صهيون كحقل وتصير أورشليم خرباً وجبل البيت شوامخ وعر » ... ولعل هذا هو السبب الذى جعله يضيف العبارة التى لم ترد فى إشعياء : « لأن جميع الشعوب يسلكون كل واحد باسم إلهه ونحن نسلك باسم الرب إلهنا إلى الدهر والأبد » فيرى البعض أنها تتحدث عن سلوك إسرائيل فى السبى ، وهم يرفضون العبادة الوثنية التى أحاطت بهم ، وكان هذا سر رجائهم وقوتهم وعودتهم من السبى ، ... ويرى آخرون أنها تشير إلى الكنيسة ، وهى تأخذ طريقها إلى الانتصار الكاسح ، فى عالم الوثنية والفساد والشر ، وهو التصور الأصح فى نظرنا .
وقد تحدث ميخا عن هذا الخلاص على أية حال بلهجة الواثق المتأكد : « لأن فم رب الجنود تكلم » " ميخا 4 : 4 " .. وهل يتكلم الرب إلا بالصدق ، وهل يغفل عن أن يسهر على كلمته ليجربها ؟!! .. لئن كان هناك من رجاء أو أمل فى كل التاريخ فى أن نصل إلى الأمن والسلام والاستقرار ، والرخاء والمحبة والأخاء ، فإن هذا الرجاء أو الأمل يرجع إلى ثقتنا الوطيدة فى كلمة اللّه !! ..
وما من شك فى أن الكنيسة المسيحية يقع عليها وحدها الرجاء فى الدفاع عن الحقوق البشرية ، ... مع أن الإنسان يسير بطيئاً جداً فى الدفاع عن هذه الحقوق ، .. وها نحن نرى هيئة الأمم المتحدة وقد أقرت ميثاق « حقوق الإنسان » ، وهو ثمرة جهاد طويل منكوب بالحروب والمتاعب والمجازر البشرية ، وهو يتكون من اثنتين وعشرين مادة ، وهو جزءان : الجزء الأول منه يتكون من أربع مواد ، ويسير إلى ضرورة احترام الدولة المشتركة فيه لكل نصوصه وقوانينه ، ومساهمتها فى تنفيذ مواده بكل ما تملك من قوة ونفوذ - والجزء الثانى ويتكون من ثمانى عشرة مادة ، ويفصل حقوق الإنسان فى الحياة والسلامة والحرية والأمن والملكية والدين والكلام .. غير أن الأمم المتحدة لا تملك قوة تنفيذية تلزم المخالف بهذه الحقوق ، وإنما هى أحلام أفلاطون تظهر مرة أخرى على سطح التاريخ كما تمنى فى الجمهورية أو « اليوتوبيا ، أى عالم الكمال ، الذى كان يحلم به توماس مور أو « المدينة الفاضلة » التى كان يتخيلها فرنسس بيكون !! ..
على أن كلمة اللّه ، تتجه بنا بكل يقين إلى أورشليم السماوية ، إلى مدينة اللّه النازلة من السماء ، بمعنى أنها ليست مجرد حلم أو خيال بشرى ، أو جهد يقوم به الإنسان فى الأرض ، بل هى من صنع اللّه القادر على كل شئ ، وبترتيب منه ، وعلى الصورة التى قصد أن تكون ، أو هى كنيسة المسيح الممجدة السماوية التى جعلت ملتون يقول : " أخرج من غرفتك الملكية يارئيس ملوك الأرض ، وألبس ثوب جلالك ومجدك الإمبراطورى المنظور"
رد مع اقتباس
قديم 28 - 08 - 2013, 07:42 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
بنت معلم الاجيال Female
..::| مشرفة |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 45
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 36
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 58,440

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بنت معلم الاجيال غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ميخا ورؤيا السلام العظيم

ميرسي كتير ربنا يبارك خدمتك الجميلة
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 08 - 2013, 09:03 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,266,634

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ميخا ورؤيا السلام العظيم

شكرا على المرور
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مجدا لمن تنازل حتى ينير المحفل مجدا لمن في وسطنا مجدا لساكن العلا
الصديق العظيم ميخا النبي
ميخا رجل السلام
ميخا والعلاج العظيم
السلام للسمائيين - السلام للانبا صموئيل العظيم فى القديسين


الساعة الآن 08:19 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024