رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ميخا والدفاع عن الحقوق البشرية كان ميخا واحداً من أعظم الأبطال القدامى ، الذين وقفوا إلى جانب الفقير والمظلوم والضعيف والمستعبد ، .. وقد جاء ذكر دفاعه الباسل الذى هز - ولا شك - الأمة بأكملها ، أيام الملك حزقيا ، كمثال عظيم ، لا لدفاعه فحسب ، بل أكثر من ذلك لعظمة الملك الذى قبل هذا الدفاع : « إن ميخا المورشتى تنبأ فى أيام حزقيا ملك يهوذا وكلم كل شعب يهوذا قائلا هكذا قال رب الجنود : إن صهيون تفلح كحقل وتصير أورشليم خرباً وجبل البيت شوامخ وعر . هل قتلا قتله حزقيا ملك يهوذا وكل يهوذا . ألم يخف الرب وطلب وجه الرب فندم الرب عن الشر الذى تكلم به عليهم . فنحن عاملون شراً عظيما ضد أنفسنا » " إر 26 : 18 و 19 ، ميخا 3 : 12 " ... والذى يتابع ميخا وهو يتحدث عن الحقوق البشرية الضائعة ، يرى تصويراً دقيقاً لكيفية ضياعها ، ويحس قبل كل شئ أن « المال » هو السبب الأكبر لضياعها ، ... إن محبته حقاً هى « أصل لكل الشرور ، الذى إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة » ... " 1 تى 6 : 10 " وهل نشأت كل لوثات التاريخ وشروره وآثامه إلا بسبب المال وما يتبعه من رذائل ؟؟ فى ظلمة الليل وعندما يهجع الناس جميعاً فى مضاجعهم ، يسهر عبيد المال ليفكروا ماذا يفعلون فى نور الصباح للحصول على المال ، وقد قال عنهم ميخا فى مطلع الأصحاح الثانى : « ويل للمفتكرين بالبطل والصناعين الشر على مضاجعهم . فى نور الصباح يفعلونه لأنه فى قدرة يدهم ، فإنهم يشتهون الحقول ويغتصبونها والبيوت يأخذونها ، ويظلمون الرجل وبيته والإنسان وميراثه » ... وهكذا يتطور حب المال بأصحابه من فكرة ، إلى شهوة ، إلى ظلم ، إلى اغتصاب ، وما من شك فى أن أى إنسان ، يتطور إلى هذه الحال ، لا يمكن أن يكون إنساناً بل وحشاً رهيباً جشعاً ، .. على أن الأمر الذى يبدو أكثر شناعة وبشاعة هو سقوط الأنبياء والقضاة والكهنة تحت سلطانه ، ... أما الأنبياء فقد ضللوا الشعب ، وخدعوه بنبواتهم الكاذبة ، إذ حدثوه بالناعمات ، وتكلموا له عن السلام ، وأبوا أن يشيروا إلى خطاياه وآثامه ، لاستجلاب رضاه ، والانتفاع بعطاياه وهباته ، ... وألا ينطبق هذا على عدد كبير من الخدام الذين يتملقون الأغنياء والسادة والجماهير من أجل المصلحة والمادة والمغنم ؟ !! كما أن القضاة تفشت بينهم الرشوة ، فكرهوا الحق ، وعوجوا المستقيم ، ورموا بالعدل إلى الأرض ... هذا فى الوقت الذى كان فيه الكهنة يعملون بالأجرة ، ويخدمون بالثمن !!.. ولكن السؤال : كيف يمكن لميخا وهو رجل فقير أن يقف فى وجه السادة والرؤساء والكهنة والأنبياء ؟ وكيف يستطيع أن يندد بآثام المجتمع التى يبصرها دون خوف أو تردد أو تراجع ؟! .. لقد كشف ميخا عن السر فى قوله : « لكننى أنا ملآن قوة روح الرب وحقاً وبأساً لأخبر يعقوب بذنبه وإسرائيل بخطيته » ... " ميخا 3 : 8 " إن ميخا وحده أعجز من أن يرفع صوته فى مواجهة الفساد والطغيان ولكن ميخا وقد امتلأ من روح الرب ، أضحى ممتلئاً من القوة والحق والبأس ، وإذا كان بطرس قد ضعف أمام الجارية ، عندما كان خلواً من هذا الامتلاء ، فإنه بعد الامتلاء أضحى القادر على أن يواجه سادة الجارية ، مهما كان مركزهم وسلطانهم !! ... وهل نستطيع بذلك أن نجد الرجاء العظيم فى أنه «لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحى قال رب الجنود »" زك 4 : 6 " ؟! … وهل نستطيع أن نتذكر أنه على قدر ما نسمح للروح أن يملأنا ، بقدر ما نتحول إلى ميخا آخر أو بطرس أو بولس ، أو أبطال الكنيسة الذين صنعوا المعجزات، لأنهم امتلأوا إلى آخر الحدود من روح اللّه القادر على كل شئ ؟! .. ومع أن ميخا كان رجلاً وطنياً ، لكن وطنيته لم تغط الشر أو تداهن الفساد ، ومن ثم نراه يندد بأورشليم أقسى تنديد ، فهو لا يرضى لها أن تبنى وتجمل بالدماء والظلم والرذيلة والاعوجاج ، ... كما أنه لم يعف السادة والرؤساء والكهنة والأنبياء من نتائج سلوكهم الشرير ، وإثمهم الفاضح لتوكلهم المزيف على الرب : « قائين أليس الرب فى وطنا لا يأتى علينا شر » ... كلا بل سيأتى الشر و « تفلح صهيون كحقل وتصير أورشليم خرباً ، ووجبل البيت شوامخ وعر » " ميخا 3 : 11 و 12 " وفى كل مجتمع يقسو فيه الرؤساء، ويتاجر فيه الكهنة ، ويحب رجال الدين المال ، وتكثر الرشوة ، عينيه كانت أو مادية ، ويضيع القضاء العادل ، لابد أن تحل على هذا المجتمع ، بصورة قاسية ، كارثة مريعة تأتيه من اللّه المنتقم العادل حارس حقوق الإنسان فى كل الأجيال . |
28 - 08 - 2013, 07:42 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: ميخا والدفاع عن الحقوق البشرية
ميرسي كتير ربنا يبارك خدمتك الجميلة
|
|||
28 - 08 - 2013, 09:02 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ميخا والدفاع عن الحقوق البشرية
شكرا على المرور
|
||||
|