رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخرباوى: "الإخوان" جماعة أنشأها البنا وأغلقها بديع قال المحامى ثروت الخرباوى القيادى الاخوانى المنشق، أنه لا شك أن كل مصري تعجب من خطاب محمد مرسي الأخير، ولا شك أن كل عربي فغر فاه من الدهشة والذهول، ومن المؤكد أن من وصل إليه خبر هذا الخطاب العجيب من بلاد العالم ظن أن مصر دولة تعيش خارج سياق التاريخ، خطاب بلغ حدًا من التخلف لم يصل إليه خطاب من قبل، بلاهة وهرتلة وسفاهة وكذب، هذا في الحقيقة ليس خطابًا ولكنه جنحة رئاسية، هل وصلت الأمور إلى هذا الحد، هل وصلت مصر إلى هذه الدرجة، ومن المؤسف أن يقوم الإخوان بعرض الخطاب على السفيرة الأمريكية قبل أن يتفوه به لسان مرسي، وكأنه يحصل منها على الموافقة النهائية، بئس ما يفكرون فيه وبئس ما كانوا يفعلون. واضاف الخرباوى فى مقال بعنوان "أنشأها وأغلقها بديع" عن نفسي لم أستغرب هذا الخطاب ولا هذه الطريقة، فأنا أعرف هذا الأخ الذي يُدعى مرسي، وأعرف طريقة تفكيره، عفوًا، أقصد بلادة تفكيره وفقر خياله ورعونة كلماته، الذي وصل إليه مرسي هو أمر أفقده شعوره فأصبح يعيش في حالة من عدم الاتزان النفسي، هذا رجل وجد نفسه فجأة رئيسًا لمصر وهو الذي كانت أعلى أمنياته أن يصبح مساعدًا لخيرت الشاطر، مرسي هذا هو الذي كان "يشخط" فيه المرشد محمد بديع في الأيام الخوالي ويطلب منه أن يسرع في كتابة بيان ما على الكمبيوتر، فيشحذ مرسي همته وينكب على الكيبورد حتى ينهي البيان في أسرع وقت إرضاء لمرشده بديع. وأردف: مرسي هذا الذي وفد من وادي المجاهيل ذات يوم بعيد على مدينة الإخوان المسلمين، إذ لم تكن له بها أي علاقة من قبل، ولم يسبق له في أي وقت من الأوقات أن كان من طلاب الحركة الإسلامية، رغم أن النشاط الإسلامي في الجامعات في السبعينيات كان على أعلى ما يكون، ولم يحدث بعد أن تخرج مرسي من الجامعة أي اقتراب له من الإخوان المسلمين، بل كان يتحسس الطريق ويضع يده على قلبه لو تصادف وقابل أحد الإخوان. وتخرج الطالب مرسي، وانكفأ على ذاته ليحصل على الماجستير دون أن يعرف حتى أن هناك جماعة اسمها جماعة الإخوان المسلمين، ثم كانت الأنوار والأفراح والليالي الملاح حينما حصل على بعثة للولايات المتحدة الأمريكية للحصول على الدكتوراه، وفي جامعة جنوب كاليفورنيا مكث محمد مرسي بضع سنوات وبضعة أشهر، مرت بمصر خلالها أيام حاسمة قُتل فيها رئيس وحل عليها رئيس، حُبس فيها من حُبس، وأُعدم فيها من أُعدم، ثم خرجت قيادات الإخوان من السجن. وكما يقولون في الأمثال "رب صدفة خير من ألف ميعاد" ففي كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية وفي منزل أحد الإخوان الكبار الذين كانوا يرتادون المركز الإسلامي التقى مرسي بالحاج مصطفى مشهور، وكان الفلسطيني موسى أبومرزوق هو واسطة اللقاء، وكانت هذه أول مرة يلتقي فيها مرسي بأحد القيادات التاريخية للجماعة، ولأن الدم يَحِن فقد استملح مشهور محمد مرسي فهما من محافظة واحدة، والحاج مصطفى كان نسَّابًا يعرف معظم عائلات الشرقية والمحافظات المجاورة لها وله بالعديد من رموز هذه العائلات صلات نسب ومصاهرة، وتطورت العلاقة بين الاثنين فالحاج مصطفى يُعرف في الإخوان بالصياد الماهر وقد وضع شبكته الإخوانية على هذا الشاب قليل الخبرة والذي ليست له أي خلفية حركية من قبل، وفي غضون أيام قليلة كانت العلاقة قد توثقت بين الشيخ والشاب، فاستضاف مرسي "عمه" الحاج مصطفى ــ كما كان يحب أن يناديه ــ فأقام عميد آل مشهور في بيت ابن عائلة العياط عدة أيام إلا إنها كانت كفيلة بتعلق الشاب مرسي خالي الوفاض بعمه الحاج، وانقضت الأيام والشهور، وعاد مرسي إلى مصر ظافرًا مظفرًا فقد حصل على الدكتوراه التي كان يبتغيها، وعاد الحاج مصطفى مشهور ناجيًا من الحبس الذي كان ينتظره أيام السادات، ولكن الناس دوِّل والأيام حبلى بالمفاجآت. وأكمل: أخذ الحاج مصطفى يرتب أوراقه الجديدة، خاصة بعد أن فاضت روح الأستاذ عمر التلمساني، وبموته انتهت جماعة الإخوان المدنية وبدأت جماعة أخرى تحكم سيطرتها على هذا التنظيم بأفراده وأفكاره، وكان أن تعهد ابنه الروحي محمد مرسي بالرعاية فأرسله إلى جامعة الزقازيق مدخرًا إياه ليوم لا ينفع فيه الإخوان إلا الأخفياء الذين لا يعرفهم أحد، ثم ترقى الأخ محمد مرسي في مدارج التنظيم حتى أصبح قيادة كبرى وبعد ثورتنا زادت نجوميته حين أصبح رئيسًا لحزب الإخوان ثم مرشحًا للإخوان في انتخابات الرئاسة، وتفجرت المفاجأة فقد فاز مرسي وأصبح رئيسًا للبلاد، ومر عام ووصلت مصر إلى أسوأ حالاتها، فقد اتضح أن مرسي هو الرئيس المرءوس، الذي يتلقى الأوامر من مرشده ونائب مرشده، ومصر اليوم تخرج عن بكرة أبيها ليس فقد لتنهي رئاسة هذا الرئيس، ولكن لتنهي وجود جماعة الإخوان خوارج العصر، وعلى باب الجماعة سيكتب التاريخ: "أنشأها البنا وأغلقها بديع". الموجز |
|