رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حوار مسلسل في قانون الإيمان (21) السبت 29 يونيو 2013 كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة 109- وماذا نقصد بقولنا: صعد إلي السموات وجلس عن يمين أبيه. هل لله يمين أو شمال؟ أولا: هذا النص مأخوذ عن الكتاب المقدس: وبعد أن كلمهم الرب يسوع بهذا ارتفع إلي السماء وجلس عن يمين الله (مر 16:19). وقد تكرر هذا النص خمس عشرة مرة في العهد الجديد مما يدل علي أهميته. راجع بعض الشواهد: (متي 26:64), (مرقس 14:62), (لو22:69). ثانيا: لأن الله غير محدود فبالتالي لا يحده يمين أو شمال كما أنه لا يصعد ولا ينزل لأنه موجود في كل مكان مالئ الكل. ثالثا إن المسيح له المجد صعد بجسده وجلس بجسده القائم علي عرش العظمة الإلهية في السماء, وليس اليمين في هذا الصدد غير تعبير لغوي يدل في لغة الناس علي أسمي مكان وأعلي مكانة في السماء. إنه رمز للقوة والعظمة والبر. أي أن المسيح دخل إلي مجده (لوقا24:26), واستقر في هذه القوة. عبارة صعد أي ترك النزول الأول عندما أخلي ذاته ورجع إلي مجده الحقيقي وعظمته اللائقة به (يو 3:13). وثمة ملحوظة هامة هي أن جلوس الابن عن يمين الآب قيل لا في الدينونة بل قيل عنه في صعوده إلي السماء (راجع متي 25:31-46). 110- هل صعد السيد المسيح إلي السماء بجسده الذي قام به من بين الأموات؟ نعم, لأنه عندما قام المسيح له المجد من بين الأموات بسلطان لاهوته, قام بجسد حقيقي, هو بعينه الجسد الذي ذاق فيه الموت من أجل إتمام عمل الفداء لخلاص البشر, والأدلة علي ذلك كثيرة منها: 1- احتفظ في جسده بآثار المسامير وبأثر طعنة الحربة كما شاهد ذلك التلاميذ ثم توما الرسول (يوحنا 20:26-29). في الناسوت احتفظ بآثار المسامير والطعنة. 2- ظهر لسبعة من التلاميذ وتناول طعاما معهم (يو21:1-14) وبالناسوت أكل مع تلاميذه. 3- ظل 40 يوما من بعد قيامته يظهر نفسه ببراهين حية لتلاميذه قبل صعوده (لوقا 24:5- 52), وبالناسوت صعد أمام عيونهم. 111- هل سيظل الله بجسد السيد المسيح له المجد إلي الأبد؟ صعد السيد المسيح بجسده وهذا هو السبب في أنه صعد صعودا جهاريا علانيا أمام الجميع. لقد دخل إلي السماء بذبيحة نفسه كفاد, والمسيح جسده مازال مرتبطا به. وحينما رآه يوحنا الرائي رآه في الجسد كما يتضح من الأوصاف المذكورة في (رؤيا1). والمعني المستقي من وراء ذلك أن المسيح له المجد أخذ طبيعتنا الترابية واتحدبها. وصعد بها إلي المجد. وأجلسنا علي العرش. ولذا نقول في القداس الإلهي: أصعدت باكورتي إلي السماء وهذه قمة عمل المسيح لنا. ولكن الأمر الهام والواجب معرفته أن هذا الجسد لا يحصر بهاء اللاهوت علي الأرض. كان يحجب لاهوته في ناسوته. وعلي جبل التجلي سمح للبهاء أن يظهر بقدر, بالنسبة للبهاء الحقيقي الكامل الذي هو عليه في السماء, وكما رآه يوحنا الرائي. وهذه الصور عن البهاء رآها بعض الأنبياء قبل التجسد كما عند حزقيال ودانيال (9). 112- عرفنا من قبل أن التجسد والقيامة كانا لأجل خلاصنا. أما الصعود فلأجل ماذا؟ هو لأجلنا أيضا لأنه تتويج لعملية الفداء. وكما قلنا أنه لم يكن باستطاعة الإنسان أن يبلغ إلي الله لو لم ينحدر الله إلي الإنسان ليدفعه إليه (يوحنا 3:13), لذلك فإن طريق السماء, أي الحياة الإلهية, إنما فتح أمامنا عندما صعد المسيح إلي السماء ليعد لنا مكانا, وليكون لنا شفيع دائم أمام الآب. لقد صعد ليصعد البشرية معه, كما أن صعوده بالجسد هو اشتراك لبشريتنا في الحياة الإلهية. أما عن المعني الروحي: فإن صعود السد المسيح هو دعوة لنا للصعود والارتفاع فوق مستوي الأرض والأرضيات وكل الأمور الزمنية. متطلعين بكل قلوبنا نحو البلوغ إلي ذلك الوطن السعيد حيث نرث ونملك ونتنعم. 113- ولماذا سيأتي ثانية؟ كما هو واضح من نص قانون الإيمان فإن المسيح له المجد له مجئ ثان سيأتي فيه لكي يدين البشر عما صنعوه. علي أن هذا المجئ الثاني يختلف جذريا في هدفه عن المجئ الأول والذي نقول عنه في قانون الإيمان: هذا الذي من أجلنا نحن البشر, ومن أجل خلاصنا, نزل من السماء المجئ الأول: كان لأجل خلاصنا ولذا جاء المسيح في صورة الفادي. أما المجئ الثاني: فهو للدينونة العامة. ولذا يأتي المسيح فيه في صورة الديان, ويقول الكتاب: لأن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته, وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله (متي 16:27) ومعني ذلك أن الدينوية العامة ستعقب المجئ الثاني: راجع أيضا: (أع1:11), (2كو5:10), (ابط4:5), (رؤيا 14:10), (رؤيا22:12). لقد تحدث المسيح مرارا عن حقيقة المجئ الثاني المخوف والمملوء مجدا, واعتبر ذلك موضوع رجاء تعيشه الكنيسة علي مر العصور. إن المجئ الثاني عزاء للذين في الضيق, وفرج للذين في التجارب, ومرساة للذين في برية موحشة. |
30 - 06 - 2013, 07:37 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: حوار مسلسل في قانون الإيمان (21)
ميرسى كتير تيتو على متابعتك لهذة السلسلة الجميلة |
||||
09 - 07 - 2013, 12:12 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: حوار مسلسل في قانون الإيمان (21)
ميرسي كتير
بركه البابا تواضروس تشملك دايما |
||||
|