ويبدو هذا في تجاسره على تقديم الذبيحة قبل مجيء صموئيل، وقد كان أمر الله صريحاً له في الانتظار حتى يأتي صموئيل ويقدم المحرقة، وقد تصور البعض أنه قدم الذبيحة بنفسه، وكانت هذه خطيته، غير أن البعض الآخر لا يرى هذا الرأي، ويعتقد أنه أمر واحد من الكهنة أن يقدم الذبيحة، دون أن يقوم هو بالعمل مباشرة، وأياً كان الأمر، فمن الواضح أن صموئيل ركز على عدم انتظاره الميعاد الإلهي، وتعجله في تقديم الذبيحة، وربما اندفع شاول إلى ذلك خوفاً من ملل الشعب أو من هجوم الفلسطينيين، على أي حال فإنه الرجل الذي سمح لمشاعره أو أفكاره الشخصية أن تقوده دون انتظار الإرادة الإلهية،... وهي نقطة الفشل البالغ لمن يعمل مع الله!!.. وما أكثر الذين يفشلون في الحياة، لأنهم لا يريدون انتظار الوقت المعين من الله في حياتهم، لقد كان على موسى أن يصبر أربعين سنة في البرية حتى تأتي إليه رسالة الله، وكان على السيد أن ينتظر ثلاثين سنة في الناصرة ليقوم بعدها بخدمة نيف وثلاث سنوات، ولم يصبر شاول، فانزلق بعدم صبره في المنحدر القاسي!!