رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سمعان وآلام السخرة لسنا نعلم كم من الوقت استمرت سخرة سمعان، ومدى ما تركت في نفسه من آلام، ولكن من العجيب أن علاقة سمعان بالمسيح بدأت بألم السخرة، وما أكثر ما تبدأ حياتنا مع السيد، من نقطة الألم والتعب والدموع والأحزان، ... وضع أحد الشبان كل ما له في زراعة الخوخ، وبدأت الأشجار تبشر بمحصول جيد، ولكن الصقيع جاء وأتلف كل الثمر، وقد تغيب الشاب بعد ذلك عن الاجتماعات عدة آحاد، وذهب القسيس يسأل عنه، وثار الشاب في القسيس وقال : إنه لا علاقة له بالإله الذي يتلف بستانه بالصقيع، وصمت القسيس فترة ثم قال : الله يحبك أكثر من الخوخ، فإنه يعلم أن الخوخ قد يكون أفضل بدون الصقيع، ولكنه يعلم أيضًا أنك قد تكون أفضل بالصقيع! فشل شاب من ولاية الينوي في أمريكا في عمله، وفي السنة الثانية سعى إلى المجلس التشريعي ولكنه هزم، ثم فشل في العمل مرة ثانية، ولما كان عمره تسعة وعشرين عامًا حدث له انيهار عصبي، ثم هزم في انتخابات مجلس الولاية، ولم ينجح في مجلس الشيوخ، وبعد سنة هزم في معركة ترشيح لنيابة الرئيس، وسعى مرة أخرى إلى مجلس الشيوخ وفشل، وفي سنة 1860 انتخب رئيسًا للولايات المتحدة وهو ابراهام لنكولن، الرجل العظيم الذي صنعه الفشل والألم!!... طلب أحد الشباب من هنري ورد بيتشر أن يشير عليه بعمل سهل ينتهجه في الحياة دون تعب وألم، وكتب إليه بيتشر يقول : «أيها الشاب لا تقدر أن تكون كاتبًا، ولا تحاول أن تكون حقوقيًا، ولا تفكر في القسوسية، ودع كل السفنوأشغال التجارة جانبًا، وامتنع عن السياسة ودروبها، ولا تدرس فن الطب، ولا تكن فلاحًا أو ملاحًا، ولا تدرس ولا تفكر لأنه ولا أمر من هذه سهل عمله والقيام به، إني أسف عليك يا إبني لأنك أتيت إلى عالم كل ما فيه صعب وشاق، وإني لا أعرف إلا مكانًا واحدًا، الحياة فيهسهلة - القبر -!! ... وهذه حقيقة لو أن نهاية الحياة هي القبر، دون ارتباطها بالجزاء الأبدي الذي لابد أن يكون!! على أي حال لقد بدأت قصة سمعان مع المسيح عندما سار كلاهما في طريق الآلام، وعندما فقد الرجل حريته وألزم بالسخرة المؤلمة التي حمل فيها الصليب. وكل مسيحي لابد أن يسير في طريق الآلام مع هذا اليقين المرتبط بكل ألم مسيحي، إن الآلام حقيقية، والآلام وقتية، أما أنها حقيقة فثابت من ارتباطها بصليب لافكاك من حمله، والصليب في ذلك الوقت كان عارًا لا يحتمل، وألمًا لا يطاق، والمسيحية تعلن على الدوام أنها دين غير رخيص وأنها عندما أرادت غزو العالم، فعلت ذلك وهي تخوض بحارًا من دم الشهداء الذين لم يقبلوا الألم مسرورين فحسب، بل دفعوا كل شيء من ذات حياتهم وهم يغنون ببهجة، لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه، على أن هذه الآلام إلى جانب ذلك وقتية، «لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشيء لنا أكثر ثقل مجد أبديًا» (2 كو 4 : 17). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي، كنيسة المسيح التي هو رأسها |
سمعان ومجد السخرة |
سمعان وعواطفه تجاة السخرة |
سمعان وسر السخرة |
سمعان ووقت السخرة |