![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جئــــــــــت لأجلــــــكم ![]() جزيزة (مولكاى ) إحدى جزر الهاواى وسط المحيط الهادى . إنها المنفى الذى تقرر أن يكون لمرضى الجذام . كان هذا هو نوع الرحمة الذى استعمله المجنمع مع مرضى الجذام بعد أن كانوا يموتون جوعا أو قتلا أو دفنا أحياء . وكم كانت تُحرق منازلهم بأكملها بمن فيها . ولم تكن هذه الجزيرة أكثر رحمة ، فقد ظل المرضى يعانون فيها من المرض والألم والحرمان والجوع القاتل ، مرض بلا شفاء .. يتأزم من يوم لأخر . أكثر من (816 مريضا) كانوا يعيشون حياة بلا أمل سوى أمل واحد هو الموت الذى ينجيهم من هول المعاناة ، ويضع حدا لالامهم . ... وفى العاشر من مايو سنة 1873م يقترب من الجزيرة قارب صغير يحمل رجلا فى الثالثة والثلاثين من عمره يُدعى (دميان دى فوستر ) . وتعجب الجميع عندما عرفوا أنه ليس مريضا بالجذام مثلهم ، وحينما سألوه عن سبب مجيئه إلى الجزيرة قال : ( جئت لأجلكم ) وتحرك (دميان ) فى الجزيرة ؛ كل شىء يبدو سقيما .. وجوه مشوهة .. اهات من هنا وهناك .. ثياب ممزقة .. جحور قذرة بين الصخور يعيش فيها البعض منهم . جلس دميان إلى جوار شجرة ، وأخرج طعامه ليأكل ، فتحولت العيون ترقبه ، فمد يده بالطعام إليهم بابتسامة هادئة وروح صادقة لم يعاتدوها ، لذلك ظلوا بعيدين لا يصدقون أن شخصا فى جزيرة (مولوكاى) يعطى ا لآخر . فقام (دميان ) وقدم إلى كل منهم طعاما ، وفى ساعات قليلة كان (دميان ) قد عرف طريقه إلى القلوب ، وبدأت الابتسامة ترتسم على الوجوه . كان هناك شيئا غامضا قد تطرق إلى هذه النفوس ، ليغير تماما ما بها ، وليفتح فيها أبوابا جديدة للحب كانت قد اغلقتها قسوة الأيام . بعد مشقة النهار الطويل ، ركع (دميان ) على الأرض ليرفع صلاته وشكره الى السماء . اقترب منه الكثيرون ، وبدأت الأفواه تردد معه الصلوات والتضرعات الى الله . وتكرر الأمر فى الايام التالية ، وهكذا بدأ الايمان يتطرق الى القلوب التى كانت قد فقدت صلتها بالسماء بعد أن أفقدوها صلتها بالارض . ومع الوقت أصيب (دميان ) بهذا المرض ايضا ، ومع الايام استفحل المرض فى جسده ، ولكنه لم يتوقف عن المواصلة فى بذل نفسه وخدمته لهم حتى يوم ( 15 ابريل 1889م ) . وفى هذا اليوم طلب منهم ان يرى كل اهل الجزيرة وتجمعت الجزيرة . فألقى عليهم دميان نظره الوداع ولفظ انفاسه الاخيرة . انه خادم بذل حياته فى الخدمة لربح النفوس لحساب المسيح . لقد كرز باسم الرب بحياته وسيرته قبل ان يكرز بكلماته وتعاليمه . لقد شعر بأن رسالته فى الحياة هى بين هؤلاء البائسين فأتمها على أكمل وجه ، فعندما يدعونا الله لر ساله معينة ، يضع فى قلوبنا الايمان والقدرة على إتمام هذه الرسالة . أخى القارىء هل لك رسالة فى الحياة .؟ ماهى رسالتك ؟ +++الخدمة فى ذاتها قيمة انسانية ترفع شأن من يقوم بها ++ منقول بواسطة طيف ملاك من كتاب ما هى رسالتك للانبا ابانوب الاسقف العام موقعا فى كتابه باسم راهب من جبل انطونيوس ++ ![]() |