رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ستشار الكونجرس الأمريكى أوباما تحت تأثير «اللوبى الإخوانى» استطاع الدكتور وليد فارس، مستشار الكونجرس الأمريكى، فك الكثير من الطلاسم والعلامات المبهمة فى علاقة إدارة أوباما بتنظيم الإخوان فى مصر، ووضع الكثير من النقاط فوق الحروف ليكوّن جملا مفيدة تكشف عن وجود لوبى إخوانى قوى داخل الإدارة والخارجية الأمريكية، مفسرا الكثير من علامات الاستفهام حول الدور الذى تلعبه آن باترسون السفيرة الأمريكية فى القاهرة. وقال فى حواره الذى أجراه مع «الوطن»، على هامش مؤتمر «أمريكا والإسلاميين» المنعقد فى الكونجرس الأمريكى، إن حماية إدارة أوباما للإخوان لها حدود، وإن مظاهرات 30 يونيو ستكون هى الربيع العربى الحقيقى، وسيكون لها تأثير كبير، لأن المعارضة المدنية فى مصر أعلنت عنها بشكل مسبق وأعطت لنفسها الوقت فى الداخل ولممثليها فى الخارج لكى يشرحوا للرأى العام الدولى والبرلمانات موقفهم من النظام الحالى. وأضاف «فارس» أن من يستطيع السيطرة على الآلة الإعلامية فى أول ساعات بث الفعاليات للخارج سيحسم الوضع، مطالباً بأن يوجد الإعلام المصرى الحر داخل أمريكا ويتواصل مع القوى الحية لتوصيل رسالته، فضلاً عن تواصل المجتمع المدنى المصرى مع الكونجرس الأمريكى حتى يتم كسر الاحتكار الإخوانى للعلاقة بين الشعب المصرى والأمريكى. * علامات استفهام كبيرة حول طبيعة علاقة إدارة أوباما والإسلاميين فى الشرق الأوسط، خاصة الإخوان فى مصر.. كيف تقرأ هذه العلاقة وما أبعادها وسر نفوذ الإسلاميين لدى الإدارة الأمريكية؟ - أولا، هناك تاريخ لهذه العلاقة ليس معروفا بشكل تفصيلى لدى الرأى العام العربى بصفة عامة والرأى العام المصرى على وجه الخصوص، وهو أن العلاقة بدأت قبل وصول أوباما إلى السلطة، وأن تنظيم الإخوان يمتلك «لوبى» فى الغرب بشكل عام وفى الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص، قامت بتغذيته الأموال النفطية منذ عشرات السنين، ولكن فى السنوات الأخيرة من إدارة بوش الابن تمكن هذا اللوبى من أن يمد جسورا إلى حملة السيناتور «أوباما» فى تلك المرحلة، وعندما جاء رئيسا كان هناك بعض المستشارين فى الإدارة الأمريكية من القريبين إلى اللوبى الإخوانى وكانوا فى الجامعات وفى «الخارجية الأمريكية» ويعملون فيها كمستشارين وكذلك فى بعض المؤسسات الأكاديمية ومراكز الأبحاث.. وهذه الصورة تفسر عمق وجود الإخوان فى واشنطن بالقرب من القرار السياسى. * وما سر نجاح هذا اللوبى؟ - أمران.. أولهما أنه مدعوم من الأموال النفطية، والأمر الآخر عدم وجود لوبى من القوى الديمقراطية والليبرالية فى مصر فضلا عن غياب الإعلام المصرى، وذلك فى تقديرى يرجع لأن سلطة النظام السابق فى مصر كانت تمنع وتواجه أى صعود لمعارضة علمانية ليبرالية ديمقراطية لها هنا فى واشنطن، وكانت الإدارات الأمريكية بشكل عام وبالأخص إدارة الرئيس أوباما قبل الثورة المصرية وقبل الربيع العربى تبعد هؤلاء الليبراليين عنها لأن لها مصالح مباشرة مع مصر، إذن كان هناك العلاقات الدبلوماسية ما بين نظام مبارك والإدارة الأمريكية وكان هناك عمل من جانب اللوبى الإخوانى مع الإدارة من أجل استبدالهم بالنظام المصرى. * وهل اقتنعت الإدارة الأمريكية بالإخوان بهذه السهولة؟ - لم يتمكن هذا اللوبى فى البداية من إقناع الإدارة الأمريكية بالتخلى عن نظام مبارك وظل هذا العمل فى الأعوام 2009 و2010 إلى أن جاء الربيع العربى فى 2011، وعندما بدأت المظاهرات فى ميدان التحرير فوجئت وزارة الخارجية الأمريكية ومجلس الأمن القومى والبنتاجون أو الإدارة الأمريكية بشكل عام، لأنه إذا اطلعت على التقييم الاستراتيجى والاستخباراتى لدى الإدارة الأمريكية والذى يتم كل خريف وكان قبل أشهر قليلة من الثورة المصرية تجده لم يتضمن شيئا عن احتمال تفجر ثورة فى مصر وهذا كان مفارقة لأن التقارير فى كل المناطق الأخرى كانت دقيقة بخلاف الشرق الأوسط، وعندما بدأت هذه المظاهرات كانت النظرة الأمريكية والشعبية تتجه نحو الشباب الإصلاحى من الطبقة الوسطى وهذا الأمر بالغ التأثير هنا فى أمريكا على المستوى الشعبى وذكرتهم بثورات أوروبا الشرقية والوسطى، لذا كانت مقبولة لدى الإدارة الأمريكية وللرأى العام الأمريكى ولو كانت هذه المظاهرات تقدمها الإسلاميون وكانوا فى الصفوف الأولى لكان رد فعل الرأى العام الأمريكى اختلف تجاه ثورة يناير وكانت ستعتبر عملا من الإسلاميين ضد نظام مبارك وكان رأى أمريكا وقتها سيكون «نحن نفضل مبارك».. ولكن الدهاء جاء من تصدير الشباب فى الصفوف الأولى ومن المجتمع المدنى وبالتالى امتدت المظلة الأخلاقية العالمية على ميدان التحرير. * وماذا حدث فى كواليس الإدارة الأمريكية بعد ذلك؟ - بدأ مستشارو الرئيس أوباما والقريبين من مراكز القرار والذين هم قريبون من الإخوان يساعدون الإدارة على تكييف موقفها. * كيف؟ - فى أول أيام الثورة إذا ما رجعت إلى أرشيف الإدارة الأمريكية.. كانت مواقف الخارجية والبيت الأبيض فى صيغة «نحن نطالب بحل هذه المشكلة بين المتظاهرين والنظام، ونطلب من السلطة عدم استعمال القوة»، وفى هذه الأثناء لم يكن الموضوع حسم بعد، وكانت هناك مراقبة لما يحدث على الأرض ولم يكن الإخوان فى أول موجة ثورية فى التحرير، وفى تقديرى أن اللوبى الإخوانى القريب من الإدارة كان يهندس توقيت تدخل الإدارة لمصلحة الثوار فهذا اللوبى وظف وجود الشباب والمجتمع المدنى فى الأيام الأولى لخدمة هدفه وانتظر حتى قامت الإدارة الأمريكية بمد مظلتها.. وعندما مدت الإدارة الأمريكية مظلتها هنا دخل الإخوان على الأرض، وأصبحوا فى المربع الأساسى وبمجرد دخولهم على الخط، قام اللوبى الإخوانى فى واشنطن بإقناع الرئيس أوباما بأن يتخلى عن مبارك وكانت هذه هى اللحظة الميكانيكية الاستراتيجية. * وماذا حدث بعد اتخاذ الإدارة قرار التخلى عن مبارك؟ - عندما تخلت عن مبارك كان الواقع أن هناك قوتين على الأرض فى مصر، قوة المجتمع المدنى والشباب، وهى مشتتة وموزعة وضعيفة ومتعددة وبلا استراتيجية، وفى المقابل قوة منظمة يمكن أن تكون أقل عددا ولها علاقات مبنية بالفعل مع الإدارة الأمريكية من قبل، لذا فالمعارضة المدنية المصرية والشباب لم يكن لهم جسور لم نرَ من يمثلهم فى واشنطن فى أول أسابيع وأشهر الثورة المصرية، بينما كان هناك من يمثل الإخوان وقامت بعض المؤسسات فى واشنطن المدعومة من الإدارة باستدعاء ممثلين للإخوان وكانوا يزورون الخارجية ومجلس الأمن القومى والبيت الأبيض.. هذا ما حدث فى النصف الأول من عام 2011 وضاع وجود القيادة الليبرالية المصرية، وبعد ذلك فى تقديرى أصبحت اللعبة هى تنسيق ما بين هذا اللوبى الإخوانى والإدارة الأمريكية مع القيادة الإخوانية فى مصر، وظهر هذا فى دعم الحركات السياسية الإسلامية وإقامة حوار معها، وتوجيه السفارة الأمريكية التى تجتمع كثيرا مع الإخوان بخلاف الأطراف أخرى. * إلى هذا الحد تمكن هذا اللوبى من الإدارة الأمريكية؟ - هذه نقطة مهمة، ودعنى أوضح أن هذا الاتجاه لم يكن يمثل كل الإدارة الأمريكية، وإطلاقا لم يكن يمثل الكونجرس الأمريكى، لأن أكثرية الكونجرس من الجمهوريين وجزء لا بأس به من الحزب الديمقراطى المؤيد للرئيس أوباما كانوا ينتظرون أن تكون الشراكة مع شباب الثورة المصرية، وكان هذا هو المسمى الدارج لهم إعلاميا وسياسيا «الشباب».. ولكن الخارجية الأمريكية التى تقع تحت تأثير اللوبى الإخوانى لم تكن تأتى بوفود الشباب والمجتمع المدنى وكانت المؤسسات الأمريكية الوطنية تتطلع للقاء هذا الشباب والعمل معه. * فى تقديرك أن السفيرة الأمريكية فى القاهرة آن باترسون تلعب دورا فى ذلك؟ - من منطلق مصرى، «نعم»؛ لأن الوجه الأمريكى فى مصر هو السفيرة.. لكن هى جزء من سياسة موجودة فى الإدارة، ودعنى أنقلك مجددا إلى واشنطن.. هنا الحلقة المؤيدة للإخوان ضمن الإدارة ولكنها ليست كل الإدارة. * بمعنى؟ - بمعنى أن وزارة الدفاع وأجزاء من المؤسسات الديمقراطية وأكثرية الكونجرس وأكثرية الإعلام الأمريكى ليست مع هذه الشراكة.. ولكن كانت هذه الشراكة هى الوحيدة الموجودة على الأرض.. يعنى كان هناك مؤسسات تعمل مع الإخوان ويقولون إنهم يمثلون الدولة المصرية ولم تكن هناك مؤسسات باستثناء المجموعة القبطية المصرية وهى الوحيدة التى تقف فى وجه الإخوان فى واشنطن ولكن لا يمكنها أن تدعى أنها تمثل الأكثرية فى مصر ولكنها تمثل كل الأقلية فى مصر ولا يمكن أن تدعى غير ذلك ما لم يكن بجانبها قوى سياسية مدنية أخرى من المعارضة المصرية. * إذا كان الأمر كذلك، لماذا لم يستقبل الرئيس أوباما الرئيس المصرى حتى الآن فى البيت الأبيض؟ - اللوبى الإخوانى وراء ذلك. * كيف؟ - هم لا يريدون أن يأتى رئيس إخوانى إلى واشنطن إلا وهو رئيس متحكم فى القرار السياسى المصرى بمعنى أنه لا يكون هنا فى واشنطن ومليونية ضده فى ميدان التحرير، لأن الإعلام الأمريكى هنا سيقول نحن نستقبل رئيسا شعبه ضده، وكذلك لأنه لن يقوم بشكل رئاسى ببناء علاقات قوية مع الإدارة الأمريكية قبل أن يتأكد من طواعية المؤسسة العسكرية المصرية أى أن ينتهى من مشروع أخونة مؤسسات الدولة المصرية.. أى يأتى إلى واشنطن ولا يوجد صوت معارض له فى مصر على الإطلاق، بالإضافة إلى عدم سيطرته على قوى فى الشارع مثل السلفيين والجهاديين وهؤلاء من الممكن أن يستغلوا حضوره إلى واشنطن فى إثارة الكثير من البلبلة. المعارضة المدنية المصرية والشباب لم يكن لهم من يمثلهم فى واشنطن بينما كانت الإدارة الأمريكية تستدعى ممثلين للإخوان فى الخارجية ومجلس الأمن القومى والبيت الأبيض * أين ذهبت القيم الأمريكية التى كانوا يتشدقون بها فى عهد مبارك.. أين الحديث عن الحريات وحقوق الإنسان منذ وصول الإخوان لحكم مصر.. ماذا حدث؟ - أولا هناك توضيح مهم للرأى العام المصرى وللمجتمع المصرى.. فى الماضى عندما كنا نقول أمريكا كنا نعنى كل أمريكا ولكن اليوم نحن عندما نقول أمريكا نميز وبعمق ما بين دوائر السياسة الخارجية الأمريكية وكل أمريكا. * ماذا تقصد؟ - يعنى أمريكا هى الإدارة وهى الكونجرس وهى الإعلام وهى المؤسسات البحثية والأكاديمية والرأى العام.. والمفارقة اليوم أن أمريكا القيم المنحازة إلى الديمقراطية والتعددية والحرية لا تزال موجودة وقوية وفى تقديرى ممثلة بشكل فاعل فى الكونجرس الأمريكى الذى يستقبل بالذراع المفتوحة أى مؤتمر للمعارضة فى المنطقة كلها وليس فى مصر فقط، ثانيا يجب التمييز بين السياسة الخارجية الأمريكية من جهة وبين الكيان الأمريكى ككل من جهة أخرى.. السياسة الخارجية الأمريكية تم إقناعها من قبل اللوبى الإخوانى وبشكل عام من قبل اللوبى الإسلامى وهو مشترك بين حزب النهضة فى تونس والإخوان فى مصر وقطر وتركيا، أى كما كان فى السابق الأممية الشيوعية هناك الأممية الإخوانية الإسلامية بشكل عام، وهذا ليس سرا فى واشنطن.. وهى قوة لا يستهان بها، قوة اقتصادية هائلة وقوة سياسية مؤثرة ولهم ذراع داخل حلف الناتو، ولا تستهن بقوة تركيا وقطر، لهما نفوذ قوى جدا.. إذن هذه القوة لها جزء مع أجزاء أمريكا لكن أمريكا فى العمق كما هى، والمشكلة أن الداخل الأمريكى لديه عدم وضوح للرؤية بسبب مصر والعرب. * كيف؟ - المشكلة أنه لا يوجد إعلام مصرى وعربى موجود فى أمريكا ليكون قادرا على رسم الصورة والوصول إلى المعلومة الصحيحة والتحليل المنضبط، ودعنى أستفد من هذه المقابلة لكى أقول إن الإعلام الأمريكى الناطق بالعربية الممول من قبل أمريكا لا يمثل فعلا العمق الأمريكى، وجود الإعلام المصرى هنا مهم، على الإعلام المصرى الحر أن يأتى ويوجد فى أمريكا وأن يتواصل مع أعضاء الكونجرس الأمريكى ومع مؤسسات الفكر الأمريكى وينقل حقائق الأمور إلى الداخل لأن اليوم المعارضة المصرية أصبحت محاصرة من الإخوان داخل مصر وخارجها أيضاً لأن الإخوان تسيطر على منافذ العلاقة بين أمريكا ومصر وهذا ليس فقط فى مصر، اليوم نشهد حالة دراماتيكية فى سوريا، وعلى الرغم من وجود الجيش السورى الحر الذى يقاتل النظام السورى فإن كل الأبواب والجسور السورية إلى أمريكا تحرسها مواقع القوى الإخوانية لذلك الكونجرس مستاء وذهب ماكين إلى سوريا. * فى تقديرك كيف يحدث الطلاق بين البيت الأبيض ومكتب الإرشاد؟ - هناك ثغرتان يمكن الدخول منهما.. الأولى هى أن يقوم الإعلام المصرى بالوجود القوى فى أمريكا والتواصل مع القوى الحية، والثانية هى أن يقوم الكونجرس الأمريكى بالتواصل مع المجتمع المدنى المصرى وبذلك يتم كسر الاحتكار الإخوانى للعلاقة بين الشعب المصرى والأمريكى. * ظهرت العديد من التقارير الصحفية الأمريكية تتحدث عن أن مصر باتت دولة راعية للإرهاب.. ما رأيك؟ - أنا أعتقد أن مصر الآن ليست راعية للإرهاب.. ولكن النظام فى مصر لو أتيحت له الفرصة أن يسيطر بشكل نهائى عقائديا وسياسيا واستراتيجيا على القوات المسلحة المصرية وعلى كل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والتعليم والجامعات وأن يسكت المعارضة بشكل حاسم.. فستتوجه مصر لتتحول إلى نظام إسلامى متشدد فيه أجنحة متشددة ترعى هذه الجماعات والتنظيمات، وهناك خطر كبير بفعل راديكالية ما يجرى الآن لكى تتحول إلى دولة وإن كانت لا ترعى الإرهاب رسميا ولكن الإرهاب سيتكون تحت أجنحتها.. نحن نرى ما يحدث فى سيناء.. ونحن قلقون.. الكونجرس الأمريكى قلق جدا مما يحدث فى سيناء لأنه من الممكن أن يمتد إلى عموم مصر، والآن سمعنا أن أحد الإرهابيين الذين شاركوا فى مجزرة الأقصر فى التسعينات أصبح محافظا لها هذا الأمر يشكل صدمة.. هذه المناورة لا يمكن أن تستمر إلى مالا نهاية إذا مضى الرئيس فى مشروعه، الولايات المتحدة بشكل عام لا يمكن أن تجاريه إلى هذا البعد.. هو يستفيد من هذه المرحلة لحسم هذا الموضوع وإقامة أمر واقع ولكن إذا ما أقام هذا الأمر الواقع وكانت هناك معارضة مصرية له ستنكشف الأوراق. * كيف تنظر إلى حركة تمرد وتظاهرات 30 يونيو؟ -دعنى أحىّ المصريين وأحىّ القوى المدنية فى مصر لأنها عبرت عن شجاعة لم نرَ مثلها فى مواجهة أنظمة متشددة بهذه السلمية، وهذا شىء جديد وهذا فى تقديرى سيكون الربيع العربى الحقيقى، وهذا الربيع الذى بدأ فى أول أيام ميدان التحرير وتم تجميده من قبل الإخوان يعود الآن ويفجر الثورة الديمقراطية الحقيقة.. أما بالنسبة لليوم نفسه يوم 30 يونيو فأعتقد أنه سوف يكون له تأثير كبير لأن المعارضة المدنية أعلنت عنه بشكل مسبق وأعطت لنفسها الوقت فى الداخل ولممثليها فى الخارج لكى يشرحوا للرأى العام الدولى والبرلمانات وهذا أمر مهم جدا. * وما أهمية ذلك؟ - لأنه إذا ما حدثت هذه الانتفاضة وهذه المظاهرات، فى أول ساعات البث إلى الخارج من سيسيطر على الآلة الإعلامية سيحسم الوضع.. وسوف يحاول النظام فى مصر تصويرها على أنها حالة تخريبية ولكن لأنه أعلن عنها بشكل مبكر ومساحة من الوقت سمحت للمجتمع المدنى المصرى أن يفسر ويشرح أهداف هذا الموضوع للرأى العام العالمى فقد حصد مبكرا أشياء إيجابية.. النقطة الأخرى تتوقف على كيفية نهاية هذه الحركة إذا ما انتهت بشكل حضارى وديمقراطى ولم يكن هناك عنف وسفك للدماء فأعتقد أن برلمانات العالم ستحسم بنظرها أن هناك مشكلة عميقة فى مصر وأن هذا النظام ولو كان انتخب ديمقراطيا فإنه لا يمارس الديمقراطية.. فالمسألة ليست بالانتخاب ولكن أن تحكم بديمقراطية ونحن رأينا فى تاريخ أوروبا أن هتلر انتخب ديمقراطيا وفى إيطاليا موسولينى انتخب وحتى حماس انتخبت.. خروجك عن الديمقراطية يعنى خروجك عن المشروعية الشعبية والديمقراطية. * وما تقديرك لموقف الإدارة الأمريكية فى المستقبل القريب مع حركة الشارع فى 30 يونيو؟ - الإدارة الآن تحت ضغط كبير وكما يقال فى العامية «محشورة» كلما قام الشعب المصرى بمظاهرات نقص رصيد الإخوان فى واشنطن حتى عند أصدقائهم وحلفائهم، لا يمكن أن يغطوا إلى أبد الآبدين. إخوان مصر وتونس وقطر وتركيا أقنعوا الخارجية الأمريكية بـ«الأممية الإخوانية الإسلامية» وهى قوة لا يستهان بها اقتصاديا وسياسيا ولهم ذراع داخل حلف الناتو * بمعنى؟ - بمعنى أنهم قالوا لقيادة الإخوان وللرئيس مرسى أن تقدم تنازلات ويجب على الأقل أن تتعاطى مع شعبك كما يتعاطى أردوغان مع شعبه ولكن جاءت مظاهرات اسطنبول لتهدم حتى آخر حجر لهذه الأحزاب الإسلامية وأعتقد أن حماية إدارة أوباما للإخوان لها حدود وهذه الحدود التى تفجرها هى الجماهير فى مصر. * وكيف تنظر لدور المؤسسة العسكرية المصرية فى هذه المعادلة؟ - الجيش المصرى عليه مهام كثيرة، أهم شىء أن لا ينفذ سياسات الأخونة، ليس مطلوبا منه أن يقوم بأى عمل خارج الإطار الديمقراطى، يكفى أن يحافظ على أمن مصر وأن يواجه الإرهابيين فى سيناء وأن يتأكد من عدم وجود خلايا نائمة فى مصر، ولهذه المهمة دعم أمريكى وأوروبى مباشر للجيش المصرى ولا يتدخل فى المعادلة السياسية إلا لحماية المصريين. * التفكير الأمريكى الآن يدور فى أن الإخوان هم الخيار الأفضل لأن البديل هو السلفيون، ما السر وراء هذا التفكير؟ - هذا نمط أمريكى معتاد فى التفكير وينبع من مثل أمريكى شهير وهو التعاطى مع شرطى سيئ أفضل من التعامل مع الشرطى الأسوأ، وفى الحالة المصرية الإخوان يقدمون أنفسهم على أنهم أفضل من السلفيين وإذا لم تقبلوا بالإخوان فالبعبع هو السلفيون، وبالنسبة لأمريكا عندما يتعرف الرأى العام الأمريكى، وأشدد على الكونجرس، عندما يتعرف على حقيقة الإخوان على المستوى التاريخى والاستراتيجى سيكتشف الأمريكيون أنه لا يوجد فرق بين هذا وذاك.. ولكن على الإعلام المصرى الحر أن يقول للعالم نحن لا نريد الأخونة ولا السلفنة.. وهنا أيضاً تأتى أهمية المؤتمر الذى تنظمة المعارضة القبطية المصرية فى الكونجرس ومعها ممثلون عن المعارضة المدنية فى مصر فالآن أصبح للمعارضة المدنية فى مصر حليف أساسى فى واشنطن فعلى الرغم من كون المكون القبطى صغيرا فى مصر فإنه هو أكبر المكونات فى الولايات المتحدة الأمريكية وهذا سينعكس دعما لهم.. عندما تأتى المعارضة المصرية إلى واشنطن وتجد أبواب الإدارة مغلقة ويحرسها الإخوان.. فتذهب إلى الكونجرس ويفتح لهم الأقباط الأبواب فهذا الأمر سيكون له مردوده على الرأى العام الأمريكى بلا شك. المصدر : الوطن |
|