منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 06 - 2013, 03:58 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

زربابل والجبل العظيم
زربابل والجبل العظيم

لا تكاد تعرف المعنى الدقيق للأسم « زربابل » ، وإن كان من المرجح عند البعض أن الاسم يعنى « زرع بابل»، وعلى أية حال ، إن هذا الأسم يرتبط ببابل بمعنى مؤلم عميق ، ... ولعله يكشف أن زربابل ، الذى خرج من بابل على رأس العائدين إلى أورشليم ، لم تخرج ذكريات بابل من أعماق نفسه أو وجدانه ، ... لقد علق المسبيون فى بابل أعوادهم على الصفصاف ، وهم يبكون عند تذكر مدينتهم الحبيبة ، ويفضلون أن يلتصق لسانهم بحنكهم قبل أن يرنموا ترنيمة من ترنيمات صهيون !! .. ولعل زربابل كان يمد بصره إلى بعيد ، وكلما امتدت به الرحلة مقترباً من أورشليم كلما يتطلع بشغف إلى مدينة أحلامه وروأه ، ... وما أن وقف على مشارف المدينة ، ورأى خرابها الرهيب ، حتى أطلق لنفسه العنان فى البكاء والصراخ ، ... لقد رأى المدينة أكواماً من تراب ، ورأى بقايا أكثر رهبة وأشد هولاً ، ألا وهى بقايا هيكل اللّه الذى تحول أنقاضاً وركاماً ، تحكى قصة عز دارس ، ومجد هوى إلى الرماد والحضيض ، ولست أبالغ فى القول : إن عقدة نفسية - لابد - ملأت كيانه باليأس والعجز ، وهو يرى قصة بلاده المفجعة من بين الخرائب والأنقاض ، .. وهنا بدأ الجبل العظيم يلوح أمام عينيه من اللحظة الأولى ، ويتمكن فى وجدانه من أول دقيقة وطأت فيها قدماه أرض أورشليم ! ... أخذ يقارن بين حال المسبيين فى بابل ، وحالهم فى أورشليم ، ولعله رأى الفارق البعيد بين الحالين ، إذ كان المسبيون فى بابل أشبه بالتين الجيد أذا قورن بالباقين فى أورشليم الذين تحولوا تينا رديئاً عطنا لا يؤكل ، كانو قلة مبعثرة ولا قوة لهم ولا رجاء فيهم ، ومأساتهم البالغة أنهم تحولوا جماعات تسعى إلى صالحها الفردى أو البيتى ، وقد ضرب الهوان عليهم من كل جانب ، وهم وصوليون نفعيون ، لا هم لهم إلا أن يعيشوا ويأكلوا لأنهم غداً يموتون!! ... كانت حياتهم أدنى إلى حياة العبيد الذين خاض ابراهام لنكولن من أجلهم الحرب الأهلية الأمريكية ، وكتب لهم وثيقة التحرير ، وعندما أعلن ذلك لزعيمهم فردريك دوجلاس نهض الرجل على قدميه وقال فى تأثير عميق : لقد وهبتهم يا سيدى الحرية ولكنهم يحتاجون إلى سنوات طويلة ليتذوقوها ، لأنهم إذا كانوا قد خرجوا من العبودية ، فإن العبودية لم تخرج منهم بعد ، .. وهذه حقيقة مؤكدة بالنسبة للشعوب المغلوبة على أمرها ، والتى جعلت الإسرائيليين الخارجين من مصر يحنون إلى الكرات والثوم والجلوس عند قدور اللحم ، مفضلين إياها على الحرية التى كانوا فى الطريق إليها والأخذ بأسبابها !!
كان زربابل فى أورشليم قائداً وحاكماً لشعب قليل فقير مبعثر ذليل ، ... وإلى جانب هذا كله ، كان محاطاً بأعداء أقوياء ، كل همهم القضاء على أية محاولة لإنهاض هذا الشعب أو إنها صورة العالم يحيط بالقطيع الصغير ، كما تحيط جماعة الذئاب بالحملان التى لاقوة لها أو سلاح تدافع به عن نفسها !! وقد ظهر هذا بوضوح فى قصة زربابل عند بناء الهيكل ، إذ أن زربابل بادر ببناء المذبح ليوقد الشعب عليه الذبائح ، وعندما شرع فى بناء الهيكل وجد أمامه شعباً ضائعاً لا يكاد يقوى على البناء ، ووجد أعداء أقوياء يمنعونه من البناء بالتآمر والسلاح ، ... وضع حجر الأساس ، ولم يستطع طوال عشرين عاماً أن يتمم البناء أو يبلغ حجر الزاوية ، ... وانصبت الصعاب أمامه كالجبل العظيم ، الذى يسد عليه السبيل إلى النجاح والصلاح .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الهيكل الجديد والختم الإلهي
كالب والجبل المقدس
مريم والحبل الإلهي
خليج كوتور والجبل الأسود
المخ والحبل الشوكي للإنسان


الساعة الآن 01:19 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024