منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 06 - 2013, 03:57 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

زربابل والعمل الجبار
زربابل والعمل الجبار

لم يعد المسبيون من السبى دفعة واحدة إلى أورشليم ، بل انقضت خمسون سنة تقريباً بين الفوج الأول والفوج الثانى من العائدين ، فعندما أذن لهم كورش الفارسى بالرحيل ، رجع نحو خمسين ألفا منهم تحت قيادة زربابل عام 536 ق.م. ومن الملاحظ أن المسبين لم يكن شغلهم الشاغل عند عودتهم ، هو بناء بيوتهم ودورهم ، أو غرس كرومهم وحدائقهم ، بل كان أولا وقبل كل شئ بناء مذبح اللّه ، أو بمعنى آخر ، إن التفكير الدينى عندهم كان سابقاً على التفكير الاقتصادى أو الاجتماعى أو السياسى ، وقد بدأوا فى إقامة المذبح حال وصولهم ، وقدموا التقدمات والمحرقات ، وعيدوا الأعياد وحافظوا على الطقوس والفرائض التى أمر بها موسى وفى العام التالى وضعوا أساس هيكل اللّه ...
وتاريخ زربابل يرتبط أولا وقبل كل شئ ببناء الهيكل ، ونحن لا نسمع عنه ، كقائد لأمته وشعبه ، أية أفكار أو ميول أو اتجاهات أو إصلاحات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية ، ولكننا نسمع فقط عن علاقته بهيكل أورشليم واهتمامه ببنائه وإعادة العبادة فيه . ولعل قصة السبى نفسها كانت أعمق المواعظ فى نفسه ، وأبعدها أثراً ، ... فالسبى لم يحدث للشعب بسبب أحداث أو حوادث سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية - كضعف البلاد أو قلة سكانها أو عدم تسلحها أو ما إلى ذلك من الأسباب التى قد تكون هناك ويؤمن العالم أنها السر الأول والأخير فى انهيار المالك وسقوطها وزوالها - لكن السبب - على الدوام - أعمق كثيراً من ذلك ، فهو الخطية والبعد عن اللّه ، وستسقط أعظم الممالك وأقواها ، يوم تبتعد عن السيد ، أو تنحرف نحو الآثم والخطية .. كلنا يعلم من هو أرثر بلفور السياسى الانجليزى المشهور، صاحب وعد بلفور ، ... لقد ألقى هذا الرجل ذات يوم فى جامعة أدنبرة محاضرة عن « القيم الأدبية التى تعمل على توحيد الجنس البشرى » وكان بين المستمعين طالب يابانى ، أخذ ينصت بكل إصغاء وتأمل إلى المحاضر ، كما كان يدون فى مفكرته كل ما يسترعى انتباهه من النقط الرئيسية البارزة فى المحاضرة ، ... وبعد أن انتهى بلفور من إلقاء محاضرته ، دوت القاعة بتصفيق حاد ، إعجاباً بالمحاضر الذى تحدث فى إسهاب ودقة عن الروابط المختلفة التى تربط العالم ، والمصالح المتشابكة فيه ، كالعلم والتجارة والصناعة ، وما أشبه وبعد فترة من الصمت وقف المشرف على الاجتماع ليشكر المحاضر على محاضراته ، ولكنه قبل أن ينطق بكلمة واحدة وقف الشاب اليابانى ، وصاح بصوت واضح مسموع . ولكن يامستر بلفور ... أين يسوع المسيح !! ؟ وران على القاعدة صمت بليغ ، حتى ليسمع فيها وقع سقوط الإبرة ، إذ كانت العبارة شديدة الوقوع على الجميع ، وعلى مستر بلفور أيضاً ، إذ كيف لا يشير رجل لعب دوراً هاماً فى تاريخ الإمبراطورية البريطانية ، التى قيل إن الشمس لا تغرب عن ممتلكاتها ، إلى المسيح كالركن الأعظم والأول فى بناء الجنس البشرى ؟! ، .. لم يعش بلفور ، ليرى كيف تقلصت بريطانيا ، وهوت من مجدها العظيم ، رغم قوتها وثرائها وسيطرتها ، لأنها أهملت الاتجاه الدينى الذى ساد فى أعظم وأزهى عصورها !! ..
كان الهيكل أهم شئ فى أورشليم بالنسبة للأمة ، فى حاضرها ومستقبلها وكان على المسبين جميعاً ، الذين عادوا من السبى ، أن يدركوا هذه الحقيقة ، ولا يتغافلوا عنها،... وقد تحدث زكريا النبى ، وكان شاباً فى ذلك الوقت ، فى رؤياه عنها إذ قال : «فرجع الملاك الذى كلمنى وأيقظنى كرجل أوقظ من نومه ، وقال لى ماذا ترى ؟ فقلت قد نظرت وإذا بمنارة كلها ذهب وكوزها على رأسها وسبعة سرج عليها وسبع أنابيب للسرج التى على رأسها وعندها زيتونتان إحداهما عن يمين الكوز والأخرى عن يساره » " زك 4 : 1 - 3 " .. كان على زكريا أن يستيقظ تماماً إلى حقيقة المنارة التى تغذيها شجرتا الزيتون بالزيت ، لتبقى سرجها دائماً موقدة تعطى النور ... وهذا يقودنا ، فى الرؤيا الممتدة ، إلى السبع المنابر الذهبية فى سفر الرويا ، بل يقودنا إلى المسيحية كلها كنور للعالم ، وحاجة البشرية إلى هذا النور العظيم ليهديها سواء السبيل . قال الجنرال عمر برادلى الذي كان من أبرز القواد الذين ظهروا فى الحرب العالمية الثانية ، ومن أكثرهم صلة باللّه ، وهو ينظر بحزن إلى العالم : « عندنا كثيرون من رجال اللّه ، .. ولكننا تطلعنا لبحث أسرار الذرة ونسينا الموعظة على الجبل ، .. وها الإنسان يتعثر فى الظلام الروحى الدامس ، وهو يعبث بأثمن أسرار الحياة والموت ،... ولقد حصل العالم على نور دون حكمة ، وعلى قوة دون ضمير ، .. ونحن نعلم عن الحرب أكثر مما نعلم عن الحياة ، وعالمنا عالم جبابرة المادة ، وأطفال االمبادئ والأخلاق » ...
وفى الحقيقة ، إن السبى لم يكن مجرد عقاب من اللّه للخطية أو انتقام من شعبه ، بل إنه فى الواقع ، كان عدالة من اللّه تنتهى إلى الرحمة ، إذ هى عدالة الأب الذي يؤدب أبناءه ليرحمهم مما يتهددهم من المآسى والتعاسات التى يمكن أن يحصدوها من وراء حماقاتهم وشرورهم وخطاياهم . ولقد حدد اللّه مدة السبى بسبعين عاماً ، لابد أن يقضيها الشعب مشرداً قبل أن ينضج ويعود إلى حياة الحق والبر والقداسة والتكريس ، وحذر اللّه المسبيين على لسان إرميا ، من الأنبياء العرافين المدعين الكاذبين ، الذين يحاولون أن يخدعوهم بالقول إن اللّه سيرجعهم سريعاً إلى بلادهم ، وطلب إليهم أن يبنوا بيوتاً ، ويغرسوا جنات ، ويتزوجوا ، ويصلوا لأجل البلاد التى هم فيها إذ أن وقتاً متسعاً لهذا كله لابد أن ينقضى قبل رجوعهم ، كما بين لهم أنه سيكون رفيقاً بهم مشفقاً عليهم ، إذ سيسمح لهم بألوان سعيدة فى السبى ، تجيز لهم أن يفعلوا هذه كلها ، وهو يقصد بذلك أن يظلوا محتفظين بإيمانهم وشجاعتهم ، وقوميتهم وعقائدهم ودينهم !! ... وإذا ظن البعض أن السبى شر مطلق ، فإن اللّه يؤكد لهم العكس ، إذ أنه سباهم لأنه يفكر فيهم ويحبهم ويقصد لهم آخرة فياضة بالسلام والرجاء ، أو كما يقول إرميا : « لأنى عرفت الأفكار التى أنا مفتكر بها عنكم يقول الرب ، أفكار سلام لا شر ، لأعطيكم آخرة ورجاء ، فتدعوننى وتذهبون وتصلون إلى فأسمع لكم . وتطلبوننى فتجدوننى إذ تطلبوننى بكل قلبلكم ، فأوجد لكم يقول الرب وأرد سبيكم وأجمعكم من كل الأمم ومن كل المواضع التى طردتكم إليها يقول الرب وأردكم إلى الموضع الذى سبيتكم منه » .. " إر 29 : 11 - 14 " .
كل هذه الحقائق كانت ماثلة فى ذهن زربابل بعد عودته ، فأدرك أن رسالته الأولى والأخيرة فى قيادة أمته وشعبه ، هى جمع الكل حول العودة إلى اللّه والرجوع من سبى الخطية والشر ، ... وأن الفلاح والنجاح والسعادة جميعها ، مرتبطة بمدى نجاحه فى هذا العمل
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أيها الجبار أيها الجبار المصلوب
زربابل
زربابل
فَدَايَا أبو زربابل
شِمْعِي أخو زربابل


الساعة الآن 11:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024