![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
معنى الوظائف القيادية الكبرى في الكنيسة ![]() على أن البعض يقول إن المسيحية كان من العسير عليها أن تعطي المرأة مثل هذه الوظائف القيادية، في وقت كان فيه مركز المرأة عند الرومان أو اليهود على حد سواء في أدنى المستويات، ولم يكن العالم مؤهلا لأن يراها في مثل مركزها العتيد، وأنه كان لابد من التدرج في هذه الحركة، حتى تفهم على صحتها، وحتى تحرر من السلبيات أو الأضرار التي كان يمكن أن تنشأ فيما لو فقدت التوازن بينها وبين تقدم المرأة التدريجي في التاريخ، ومع أن الرأى يبدو سليما إلى حد ما فإن المسيحية لم تقطع صلتها البتة بالأجواء والظروف والبيئات المحيطة بها، وأن ما يصلح في مكان لا يصلح بالضرورة في مكان آخر، كما أنها تدفع الحركات التقدمية في كل التاريخ إلى الأمام، غير أن هذا الرأى ما يزال قاصرًا عن ملاحظة أن الموقف الحضاري بالنسبة للمرأة المسيحية ظهرت أضواؤه بوضوح كما أشرنا من الدقيقة الأولى للمسيحية في العالم، وأن الطليعة بين النساء من أيام مريم العذراء، والمجدلية وليدية، وبريسكلا، وفيبي، وغيرهن، كان لهن من الجلال والنفوذ والتأثير ما يشجع على أن يأخذن كافة المراكز القيادية أسوة بالرجل دون أدنى تردد أو اقحام؟ لكن المسيحية لم تفعل لأنها ما تزال تفرق بين المساواة والتنظيم الوظيفي للذكورة والأنوثة في حياة الناس، وأن مريم العذراء أم المخلص، والتي اصطفاها الله وفضلها على جميع النساء في العالم، هذه السيدة المباركة أمر الرب أن تضم إلى خاصة يوحنا دون أن يمس هذا مركزها المقدس في شيء،.. ولكنه التنظيم الوظيفي في الحياة بين الناس، ولا شبهة في أن الكثيرات من النساء، ممن ذكرنا وغيرهن فاقت الواحدة فيهن بالخدمات، مما يتعذر على عشرات من الرجال مجتمعين معا، دون أن ينال هذا من التنظيم الذي يأخذ فيه الرجل أصلا، وعادة، مكان الرأس أو القائد.. فإذا عدنا لوضع السؤال بصورة أخرى، نرى فيها إمكانية وضع المرأة موضع القيادة على كافة المستويات وتخيلنا ماذا يمكن أن تكون حال الدنيا لو أن المرأة هي القائد في البيت أو الكنيسة أو المجتمع أو الجيش أو العالم بأسره، منفردة في ذلك أو متبادلة مع الرجل في هذا الموقع أو ذاك. أو سيدة أو رئيسة في بعض المجالات أو الميادين!! أيكون حال الدنيا أقل أو أسوأ؟ أيمكن أن تكون البيوت أهدأ أو أشر؟ وهل تتقدم الكنائس وتنمو أو تتراجع وتفشل؟ وهل يطلب البشر ضروريات الحياة أو ينزعون إلى الترف والكماليات؟ وهل يسود السلام أم تعم الحروب؟ كل هذه وغيرها من الأفكار التي يمكن أن تنهض عن هذا السؤال، لست أظن أنه من السهل الإجابة عليها بمعزل عن الوحي والتاريخ وأحداث العصور والأجيال... ولعل القراءة المدققة لكلمة الله، وملاحظة الطبيعة، وأحداث الحياة والتاريخ تؤكد أن مكان المرأة على الدوام خلف الرجل، حيث هناك عملها ونشاطها ومملكتها العظيمة، وأنه لا يجوز بحكم التنظيم الوظيفي الإلهي لها، أن تأخذ مركز القيادة إلا من قبيل الاستثناء حين يضيع الرجل، أو يهمل رسالته أو يفقدها، أو يخور تجاهها، فلا تثريب هنا علي المرأة كالإناء الأضعف أن تحل محله في مثل هذه الحالات ليعطي المجد خالصًا وكاملاً للإله العظيم وحده الذي يستطيع أن يتمجد في الأنثى كما في الذكر سواء بسواء. |
![]() |
|