منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 06 - 2013, 02:26 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,139

حنة وفنة
حنة وفنة

هذه هي المرأة وضرتها، أو المتألمة والساخرة من ألمها، أو الحزينة والتي أضافت إلى حزنها حزنًا،.. وإنها مسرحية محزنة حقًا تلك التي مثلتها فننة على مسرح التاريخ في علاقتها بحنة، مسرحية تحزن الخالق والمخلوق، مسرحية تؤلم الخالق وتدمي القلب الإنساني الرقيق. لقد فعلت فننة أمرين محزنين: عيرت الخالق: وأهانت المخلوق.
عيرت الخالق
يضحكني وشر البلية ما يضحك - في فننة ومنها - أنها لم تتغيب سنة عن الذهاب إلى شيلوه، وحتى في الوقت الذي لم تذهب فيه حنة ذهبت هي، أليس هذا أمرا مثير للقلب؟ لمن تذهب هذه المرأة لتصلي؟ وكيف تستطيع أن تقترب من الإله العلي؟ لقد كانت فرصة ذهابها مأساة ومهزلة قاسية تروع النفس! هناك ضايقت ضرتها، وشهد المذبح المقدس امرأة متمتعة تسخر من أخرى محرومة. لم أسمع أنها صلت، وكنت أود أن أسمع منها صلاتين: صلاة الشكر: وصلاة التشفع.
أما أنها تشكر فهذا ما ننتظره من امرأة أعطيت ما حرم منها غيرها، ولم تكن العطية سوى فضل النعمة المتنازلة السابغة عليها، كنت أودها، وهي ترى بنيها وبناتها كالزهور الملتفة حولها، أن تأتي واياهم عند قدمي الله، وتصرخ صرخة ذلك الخادم المدعو «كرمي» الذي كان يترجم اسمه «لماذا أنا» وكان يصيح كلما انحدرت عليه بركة من بركات الله: لماذا أنا يارب؟ لماذا خصصتني بهذه النعمة التي حرم منها كثيرون ولست أفضل منهم؟ «صغير أنا عن جميع ألطافك وجميع الأمانة التي صنعت إلى عبدك» إن إحساس الشكر أوفنه يزداد عندنا متى كانت لنا عيون تدرك ظروفنا وظروف الآخرين حولنا. هل فكرت أن تشكر الله على صحتك بين المرضى، وعلى شبعك ساعة الجوع، وعلى حريتك في أرض الاستعباد، وعلى خيرك حين يتربص الشقاء والألم والتعاسة والحرمان والمذلة بملايين من أفاضل الناس من بني البشر؟ كان يمكن لفننة أن تدرك أنها ليست أفضل من حنة، وأن الله إذ يمنحها لا يمنحها لأجل شيء فيها أو استحقاق لديها، بل لأجل جوده هو..، ذاك الذي يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين.. لو ذكرت هذا لعرفت كيف تحمد الله وتشكره كثيرًا على أني كنت انتظر منها ما هو أكثر.. كمت أنتظر أن يتسع قلبها فتقول لله: أعذرني يارب إذا أحسست شيئًا يشوب فرحي رغم عطاياك الغامرة!! اعذرني إذا حبست في فمي صيحة الفرح والابتهاج، فإني لا أستطيع أن أفرح، وحنة دامعة، لا يمكن أن أبتهج وأختي متألمة، لا يمكن أن أسر ومن معي في الألم ومرارة الحرمان: يارب إن فرحي ناقص! يارب أعطها كما أعطيتني! أعطها يارب أولادا.
لو فعلت فننة هذا لأضحت أية خالدة على جبين الدهر، ولا نكسفت أنوار حنة في ضوء نورها القوي الباهر، ولأضحت مزاميرها الحزينة تراتيل خالدة في مسمع الله والإنسان، ولباركها الله. وجعل من أحد أولادها صموئيل آخر، بل ربما أسمى وأعظم، لو فعلت هكذا لتغيرت القصة، وكانت بطلتها فننة لا حنة، لكنها للأسف لم تفعل بل غيرت. ومن عيرت؟ إنها قبل أن تعير المخلوق عيرت الخالق، أليس من يعير يائسًا أو فاشلاً، أو مسكينًا يعير خالقه؟... جاء الولد الصغير يستعطي، وكان بائسًا بكل ما في الكلمة من معنى، به لثغة في لسانه تعثر تعبيره، وتخرجه كلامًا مضحكًا مشوشاً، ووقفت الأم وأولادها حول هذا الولد يضحكون إلا البنت الصغرى التي صاحت وعيناها مغرورقتان بالدموع: يا أمي! هل الله هو الخالق لهذا الصبي؟ نعم يا بنتي إن الله هو الذي خلقه! إذن لماذا تضحكون عليه؟ لقد كان درسنا اليوم: «المستهزيء بالفقير يعير خالقه».
أهانت المخلوق
لم تعرف حنة للحياة أو العيد أو الطعام مذاقاً، لأن ضرتها سممت عليها كل شيء، وسقطت المرأة التعسة تحت ثقل ظروفها، وثقل مغيظتها .. ألا ويل للإنسان من الإنسان، إن عواء الذئاب وحفيف الأفاعي وزمجرة الأسود قد لا تروعه كما يروعه لسان سليط، وقلب ينفث الحقد والسم والضغينة... ألم يقل النبي : «استرني من مؤامرة الأشرار، من جمهور فاعلي الأثم، الذين صقلوا ألسنتهم كالسيف، فوقوا أسهمهم كلامًا مرًا، ليرموا الكامل بغته، يرمونه ولا يخشون».
لقد ضاعت من فننة رسالتها العظيمة، الرسالة التي وضعها الله أمامها وفي طريقها، رسالة تشجيع المحروم، ومعونة المعوز، وتعضيد الباكي، بل لقد أجرمت هذه المرأة ضد الشعور الإنساني الرقيق الذي يجمل بالأنثى أن تتحلي به قبل الرجل، أي فننة: إنك مثل تعس موجود لفريق هائل من بني الإنسان الذين كانوا لأخوتهم، وبكل أسف، مرارة وضغتا على إباله.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الله لنا ملجأ وفوة
مفاجأة من موبنيل دلوقتي موبينيل بتقدم لك كارت الفضة فئة الـ 50 قرش وفئة الجنيه


الساعة الآن 02:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024