منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 06 - 2013, 02:18 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

حنانيا وعمق خطيته
حنانيا وعمق خطيته
تعتبر خطية حنانيا من النماذج الجديرة بالتحليل والبحث ، وذلك لما تبدو عليه من نواح متعددة !! .. فهى الخطية البشعة التى جاءت وليدة العمل الشيطانى الكامل : " لماذا ملأ الشيطان قلبك " ( أع 5 : 3 ) ... وقد يتساءل الكثيرون مندهشين : وأين البشاعة فى رجل باع ما يملك ، واحتفظ لنفسه بجزء من ثمن البيع ، وقدم الباقى مشاركاً فى العمل الخيرى كما فعل آخرون أيضاً !! ؟ .. ولعل حنانيا وزن الأمر بهذه الصورة ولم ير فى عمله عيباً أو ضرراً ، ... قد يتصور الإنسان أن البشاعة هى أن يرتكب ما يطلق عليه الكبائر فى لغة الناس من سرقة أو فسق أو فجور أو قتل أو ما أشبه ، ولكن الحقيقة أن البشاعة تقاس فى العادة ، فى قوانين السماء أو الأرض ، على قدر ما يرتكب ضد النور أو المعرفة التى وصل الإنسان إليها ، ... وفى سائر القوانين الوضعية هناك تفرقة فى الجريمة ، وهناك حد أعلى وآخر أدنى لمرتكبيها ، فالقتل وهو إزهاق الروح لا يؤخذ كل من يقترفة بعقوبة واحدة ، إذ هناك قتل السهو ، وقتل الإهمال ، وقتل الخطأ ، وقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ، والقاتل لا يعامل فى جميعها معاملة واحدة ، .. والصبى الذى يقتل ، لا يمكن أن يعامل معاملة الكبيرة السن ، .. وهذا الأخير لا يعامل إذا كان مجهولاً ، معاملة المحامى أو القاضى الذى يرتكب الجريمة ، وهو على علم تام بأثارها ونتائجها والعقوبة التى لابد ستواجهه رداً عليها وجزاء لها !! ... وهذه كلها من البديهيات المسلم بها ، والتى نشأت أصلا عن المفهوم الدينى منذ القدم ، فقبل الناموس ، كان هناك ناموس الضمير ، الذى قد يشتكى أو يحتج على فعل الخطية ، ولكنه مهما كان النور الذى وصل إليه ، فهو لا يمكن أن يبلغ نور الناموس الإلهى الذى أعلنه الله في الشريعة التي أعطيت لموسى،.. ومن ثم فالوثني لا يمكن أن يعاقبه اللّه ، بذات العقوبة التى يعاقب بها اليهودى ، .... ولأجل هذا قال المسيح لبيلاطس البنطى: " لذلك الذى أسلمنى إليك له خطية أعظم " ( يو 19 : 11 ) ومن هذا المنطلق يمكن أن نقول إن بشاعة خطية حنانيا هى أنه ارتكبها وهو عضو فى الكنيسة ، وقد اشترك ولا شك مع المشتركين فى الترنيم للّه والصلوات والابتهالات، واستمع نهاراً وليلا إلى تعاليم الرسل ، وما تركه المسيح لهم من مبادئ وقيماً ونوراً وأخلاقاً ، وإذا كان دانتى قد وضع يهوذا الاسخريوطى فى الدرك الأعمق الذى يجاور الشيطان نفسه ، فإن السر يرجع إلى أنه ارتكب جريمته ضد النور الكامل الذى وصل إليه ، طوال علاقته بالسيد المسيح لمدة أكثر من ثلاث سنوات ، ... ومما لا شبهة فيه أن بشاعة الخطية قد تزايدت لما فيها من عنصر الإصرار والعمد ، فهى ليست هجوماً شيطانياً مباغتاً ، سقط فيه الرجل أو امرأته تحت عنصر المباغتة ، كما حدث مع بطرس فى خطيته الكبيرة ، ... لقد اختمرت المؤامرة فى الظلام ، وفكر الرجل مع امرأته ، وانتهيا إلى قرار موحد مظلم آثم !! .. وأى كارثة أشد من أن يتفق الزوجان على خطية واحدة ، وأن تتحول الخطية من أن تكون مجرد خطية تلم بفرد واحد فى بيت إلى خطية بيت بأكمله ، يقبل الخطية ومعيشها وينتهجها وترتع فى جنباته ، ... فإذا عدنا إلى الخطية نفسها ، نجد أنها أفرخت ، وأضحت سلسلة من الخطايا . وميكروب الخطية يتكاثر ببشاعة وشناعة.. لقد ظهرت خطيته أول ما تكون فى الرياء والنفاق ، فاكتست بأجمل مظهر مع ما تحمله فى الحقيقة من دافع خفى شرير ، .... ولست أظن أن هناك شيئاً يكرهه اللّه قدر الخطية تتمسح بثوب الدين . ألم يقل قديماً على لسان إشعياء : " لست أطيق الإثم والاعتكاف " ( إش 1 : 13 ) .. وشتان بين عطاء برنابا ووعطاء حنانيا ، لقد قدم برنابا كل شئ ، إذ كان له حقل باعه وأتى بالدراهم ووضعها عند أرجل الرسل، ولم يكن يقصد إعلاناً أو تفاخراً على الإطلاق ، .... لكن حنانيا كان على العكس، فهو يود أن كل شخص فى مدينة أورشليم يعرف السخى الكريم الذى قدم ماله لأجل الآخرين ، وبذل عن سخاء ما بعده سخاً ، شأنه شأن الكثيرين الذين يبوقون بالبوق إعلاناً لسخائهم ، أو يطلبون من الآخرين أن يبوقوا لهم فى المجتمع والصحف والمجلات وكافة وسائل الإعلام ، لو استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، ... أرسل أحدهم خمسة وثلاثين دولاراً إلى الكنيسة فى مشروع وطلب أن يعلن عن تبرعه ليكون قدوة للجميع ، ... وفى الوقت عينه اشترى آخر الأرغن للكنيسة بمبلغ ثلااثة آلاف دولار ، وإلى جواره بطاقة صغيرة عليها : " من أسير إحسانات اللّه وفضله الكريم " دون أن يكشف عن اسمه ، المعروف للّه وحده ، ... ولا شبهة فى أن عاطفة التفاخر كانت مصحوبة ، كما يذكر الكسندر هوايت بعاطفة الحسد التى جعلت حنانيا لا يعرف النوم وهو يرى برنابا يقدم عطيته السخية لمجد اللّه !! .... وهو لا يطيق بتاتاً أن ينال برنابا مركزاً أو إكراماً أكثر منه ، ..... والحسد كما نعلم هو فخ من أقدم الفخاخ التى يستخدمها الشيطان فى شتى المجالات ، وعلى وجه الخصوص المجال الدينى ، وقد أمسك بقايين ، عندما سقط وجهه ، لأن اللّه رفض تقدمته ، وقبل ذبيحة أخيه ، وكأن الأرض لا يمكن أن تتسع لهما معاً ، بوجهه الساقط ، ووجه أخيه المرتفع ، ... وكان العامل الوحيد هو الحسد : " ليس كما كان قايين من الشرير وذبح أخاه . ولماذا ذبحه ؟ لأن أعماله كانت شريرة وأعمال أخيه بارة (1 يو3 : 12 ) ... والحسد كالسوس الذى ينخر فى العظام أو على حد قول الحكيم سليمان : " ونخر العظام الحسد " ( أم 14 : 30 ) ، " ومن يقف قدام الحسد " ( أم 27 : 4 ) وقد أدرك بيلاطس عمق شر اليهود فى صلب المسيح : " لأنه علم أنهم أسلموه حسداً" ( مت 27 : 18 ) ... وعلى هذا الأساس فإن حنانيا لا يمكن أن يكون أقل من برنابا فى نظر الكنيسة وأضأل وأصغر ، وإذا كان الثمن حقلا يباع أو مالا يبذل ، فلا مانع من سلوك هذا المظهر مهما يكلف من ثمن ، والخفاء يستطيع أن يغطى ما يراد تغطيته ، فإذا أضفنا إلى ذلك خطية الطمع ، والطمع فى العادة هو محاولة الحصول على أغلى الأشياء بأقل ثمن ، . فلا مانع عند حنانيا وسفيرة من الاشتراكية التى تعيش على حساب الكنيسة كلها ، مع الاحتفاظ بالرأسمالية أو الشطر الأوفر منها فى الخفاء وليكن الرجل اشتراكياً فى الظاهر ورأسمالياً فى الخفاء ، ولماذا يتعب ويكد ويجتهد وهو ضامن أن الكنيسة ستطعمه وتكسوه على وجه اشتراكى مثالى ، وفى الوقت عينه له ميزة الرأسمالى المختفى ، ... وهو لا يمكن أن يتمم هذا إلا بلون من ألوان الغش ، ولكنه لا يرى فى ذلك غشاً ، بل هو لون من ألوان الذكاء الذى يقتضيه الموقف ، ... فليمسك بأوراقه كما يلعب المقامر، والذى لا يبالى بالغش إذا استطاع بالمهارة وخفة اليد أن يخدع اللاعب الذى يجلس فى مواجهته ، وسيهنئ نفسه بالبراعة الفائقة ، إذا لم يستطع هذا الآخر أن يكتشف غشه ، ... ومن ذا الذى يستطيع أن يكشف حنانيا وقد باع ملكه لشخص لا صلة له بالكنيسة البتة ، ولا يمكن أن يتحدث عن حقيقة الثمن الذى دفعه فى سبيل هذا الملك ، والأمر كله لا يمكن أن يكون معلوماً لإنسان قط، ماخلا الزوجة التى عرفت وأقرت ببراعة زوجها وقدرته ومهارته الفائقة فى الترتيب والتنظيم ، و"التكتيك" ... والمرأة سعيدة بزوجها الذى يملك هذه القدرة على التخطيط العظيم الهائل ، والأمر سر بينهما لا يصل إليه ثالث ، ... فإذا أضفنا إلى هذا كله أن من يستسيغ الغش لا مانع عنده من الكذب ، وما هو الكذب عند حنانيا ، إذا كان لتغطية المهارة والبراعة فى التخطيط ، وهل من حق بطرس أن يسأله ، عما يعتقد أنه ملكه ، وأنه حر فى أن يعطى الكل أو يعطى الجزء ، ... وهو لن يسبب ضرراً لأحد ، إذا لم يقل الواقع، وقد تفتق ذهن الناس لذلك عن نوع من الكذب أطلقوا عليـــــه اســـــــم " الكذب الأبيض أو كذب الضرورة " أو ما أشبه من ألفاظ أو أوصاف زعموا أن الحقيقة لن تضار بها ، وقد نسوا أن الكذب هو الخطية الموجهة ضد اللّه الذى هو الحق نفسه ، وقد كانت خطية حنانيا أولا وقبل كل شئ خطية ضد روح اللّه : " لتكذب على الروح القدس " ( أع 5 : 3 ) وهنا نبلغ لب الحقيقة التى جعلت بطرس يصف الواقعة بشئ واحد لا غير ، ألا وهو " الاختلاس " ... لقد نسى حنانيا من أول الأمر أنه وما ملكت يداه ملك للّه جملة وتفصيلا ، وأنه وهو يهودى كان يعلم ما قاله داود النبى وهو يقدم لبيت اللّه : " ولكن من أنا ومن هو شعبى حتى نستطيع أن ننتدب هكذا لأن منك الجميع ومن يدك أعطيناك " ( 1 أخ 29 : 14 ) .. وعندما باع الرجل ملكه تحول مركزه إلى مركز النذير ، فهو إذا أخذ مما نذر ، فهو مختلس لا أكثر أو أقل ، واللّه يتعامل معه على هذا الأساس ، ويحاسبه على هذا الوضع ، وهو لا يستطيع أن يخدع أحداً إلا نفسه ، فاللّه لا يمكن أن يخدع ، وبطرس أيضاً ، وقد كشف له اللّه الحقيقة ، لم يخدع .... إنما حنانيا وحده الذى انجذب وانخدع من شهوته وإثمه ، وهو أدنى إلى ذلك الفلاح الذى مرض ابنه مرضاً خطيراً فنذر إذا عوفى الولد أن يبيع حصانه ويضع ثمنه فى كنيسة اللّه ، وشاء اللّه أن يشفى الصغير ، وأراد الفلاح أن يوفى بنذره ، والحصان عزيز فى عينيه ، فماذا عساه يفعل!! ... ذهب بالحصان إلى السوق وعرضه للبيع ، وكان الثمن فى ذلك الوقت عشرين جنيهاً ، ولكنه أخذ مع الحصان ديكاً ، ... وذهب ليعرض الحصان والديك معاً ، وعندما سأله المشترى عن ثمن الحصان أجاب : ثمنه ريال فقط ، وأسرع المشترى ليشترى الحصان فقال له الفلاح انى أبيع الحصان مع الديك !! ... وما ثمن الديك !! ؟ أجاب عشرون جنيهاً !! .. وقبل المشترى الصفقة وأخذ الحصان بعشرين قرشاً والديك بعشرين جنيهاً ، وذهب الفلاح ليقدم عشرين قرشاً ثمن الحصان للكنيسة !! .. قد نقول هذه أضحوكة ولا شك ، ... ولكنها كانت الأضحوكة المرعبة التى وصل إليها حنانيا وهو يخادع الحقيقة فى مطلع التاريخ الكنسى وفى بدء الكنيسة الأولى فى أورشليم !! ...
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ان الانسان شريك آدم في خطيته
صرخة لكل شاب ميت فى خطيته
من هى خطيبه الشهيد مارجرجس
لاتدين اخاك على خطيته
استر على اخيك فى خطيته


الساعة الآن 08:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024