![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بيلاطس من هو ![]() لا يستطيع الإنسان أن يعلم الكثير عن بيلاطس البنطي خارج الإنجيل ولا يستطيع في الروايات المختلفة خارج الإنجيل أن يتبين موطن الصحة أو الدقة فيها، ولكنها على أي حال تشهد بصحة رواية الإنجيل، فقد ذكر تاسيتوس المؤرخ الوثني والذي كتبتاريخه حوالي 115م : «المسيح في أيام طباريوس حكم عليه بالموت على يد بيلاطس البنطي» كما أن فيلو اليهودي السكندري، ويوسيفوس المؤرخ اليهودي، ذكرا عنه الكثير الذي يتفق مع الصورة المرسومة في البشائر، وجاءت بعد ذلك التقاليد المختلفة في التاريخ الكنسي، والتي سنشير إليها فيما بعد.. ومن خلال هذه الصور جميعًا يمكن أن نتعرف على ملامح الرجل، ومن المتصور أنه كان في ريعان الشباب عندما أرسله طباريوس قيصر ليكون واليًا على اليهودية، وقد ظل في هذه الولاية عشرة أعوام من عام 26 إلى 36 م، وكان القانون الروماني لا يسمح في العادة بأن يتولى هذا المنصب من هو أقل من السابعة والعشرين من العمر، ومن لم يمارس أعمالاً أخرى سابقة حتى إلى هذه الدرجة من الوجهتين الإدارية والعسكرية، وعلى هذا فقد كان يقترب من عمر السيد في ذلك الوقت، ومن الواضح أنه كان على حد كبير من القسوة، ويبدو هذا من أنه خلط دم الجليليين بذبائحهم، ومع أنه كان معروفًا أن اليهود من أشد الناس تعصبًا وتصلبًا من جهة مشاعرهم الدينية، وكان أباطرة الرومان أنفسهم يدركون هذه الحقيقة، ويتحاشون الاصطدام بهم إلا في أخطر الأمور، وقد درج الولاة الرومان على مراعاة أحاسيسهم الدينية، إلا أن بيلاطس في أكثر من مناسبة وموقف لم يأخذهم بالرفق بل عاملهم بأشد قسوة وعنف، ومن الواضح أنه كان يتعالى عليهم ويحتقرهم، ويتمنى أن يطأ أعناقهم بقدمه، ولعله كان يتمنى لا أن يؤتي أمامه بيسوع المسيح ليصلب، بل أن يؤتي بقيافا للقضاء عليه، وصلبه! على أنه في قسوته هذهلم يكن مجردًا من العدالة التي اشتهر بها الرومان، فإذا جاءه اليهود يطلبون القضاء على المسيح، كان عليهم أن يحددوا التهمة التي توجه ضده ولذا سألهم السؤال : «وأي شر عمل» (مت 27 : 23) ويأتي الجواب مجهلاً : «أجابوا وقالوا له لو لم يكن فاعل شر لما كنا قد سلمنا إليك» (يو 18 : 30) كان إحساسه بالعدالة يدفعه إلى القول : «خذوه أنتم واحكموا عليه حسب ناموسكم» (يو 18 : 31). وهو لا يمكن مهما كان وضعه أو تصرف اليهود معه أن ينسى أنه روماني، وأن واجبه أن يراعي العدالة ولا ويتجاهلها على الإطلاق!! وهو إلى جانب هذا كله، رجل مفكر، وعندما تحدث المسيح أمامه عن معنى الوجود : «لهذا قد ولدت أنا ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق، كل من هو من الحق يسمع صوتي، قال له بيلاطس ما هو الحق» (يو 18 : 37 و38) والكثيرون يظنون أنه ألقى السؤال اعتباطًا بدون أدنى رغبة في التأمل أو التعمق، ولكن كامبل مورجان يعتقد أنها صرخة إنسان مرتبك ومتحير في هذا العالم، ويروم أن يجد الجواب للسؤال المطروح على الذهن البشري في كافة العصور والأجيال!! أجل إنه لم ينتظر أن يسمع جوابًا على سؤاله ليس لأنه لا يبالي بالجواب، أو يسخر من الحق، بل لأنه كان يحس اليأس العميق من جدوى البحث عن الحق في العالم التعس الشقي المنكوب!! على أي حال، إن ملامح الرجل يرسمها بالإنجيل والمصادر التاريخية تكشف عن الإنسان الذي يجلس في مقعد السيادة والسلطة، وقد امتلأ من عواطف الكبرياء والحقد والقساوة والاحتقار للجماهير التي يتعامل معها،مع إحساس القلق والضيق والرعب، وهو يرى نفسه ينحرف بعيدًا عن القرار السليم الذي كان من واجبه أن يتخذه تجاه المسيح المقدم إليه للمحاكمة!! |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صورة كلوديا بروكولا زوجة بنتيوس بيلاطس أو بيلاطس البنطي |
من هي زوجة بيلاطس؟ |
من هي زوجة بيلاطس؟ |
بيلاطس |
بيلاطس |