![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بولس الراعى المثالى ![]() ونحن نتحول هنا إلى بولس الراعى المثالى ، كم نود أن كثيرين من الرعاة وخدام الكلمة الإلهية يدرسون حياة بولس كراع ... قال أحد الأعضاء لدكتور جـ . ر . جوردان إنه لا يتردد الآن كثيراً على الكنيسة كما كان يفعل من قبل ، لأن الواعظ هناك يعتقد أنه يعرف كل شئ ، ولا يجهل شيئاً البتة ، بل الأكثر من ذلك إنه يأمر الذين حوله كما لو كانوا فعلة فى خندق ، ويبدو أنه يعتقد أن الرعية لا تفهم شيئاً ، وهو إذ يصعد إلى المنبر ، ويصرح ويأمر المستمعين كما لو كان قائداً يلقى أوامره من فوق سفينته الحربية ، ثم قال الرجل إنى مستعد أن أدفع ألفاً من الدولارات، ليعترف ولو مرة واحدة ، أن هناك شيئاً لا يعرفه ، ومستعد أن أدفع مليوناً من الدولارات لو أنه جلس مع الآخرين ليضحك ويمرح ... وقال آخر عن مرشح سقط فى انتخابات رئاسة الجمهورية، إن سر سقوطه يرجع إلى أنه كان يخاطب المنتخبين كما لو كانوا أقل منه وأضأل شأناً !! .. وربما نستطيع أن نرى صورة لبولس كراع ، ونحن نتأمل المدة التى قضاها فى أفسس، وكانت المدينة تعد أكبر مدينة فى أسيا الصغرى ، والعاصمة الرومانية للولاية المعروفة حينئذ بولاية أسيا ، وقد بنيت عند مصب نهر كيستر فى بحرايجه ، وكان لها ميناء متسع ترسو فيه السفن الكبيرة ، ولهذا فقد كانت مركزاً تجارياً عظيماً ، كما كانت ملتقى الغادرين والرائحين بين الشرق والغرب فى أرجاء الأمبراطورية الرومانية ، على أن المدينة أخذت شهرتها من وجود هيكل أرطاميس بها وكان يعد من عجائب الدنيا السبع ، كانوا يقولون إن الشمس لم تر ما هو أفخم منه أو أعظم وقد بنى بأكمله من الرخام الأبيض وكانت أعمدته مائة وسبعة وعشرين عموداً من اليشب ، أهدى كل عمود منها ملك من الملوك . وكانت أرطاميس أو ديانا عند الأسيويين ، تعد أم الحياة ، على العكس من أرطاميس أو ديانا اليونانية التى كانت آلهة الصيد . وقد كان تمثالها فى أفسس موضوعاً داخل مذبح كبير فى نهاية الهيكل ، وكان بالمدينة على مقربة من الهيكل مسرح هائل يتسع لخمسين ألفاً من المتفرجين ، وقد جعل بولس المدينة مركزا للتبشير فى أسيا كلها !! .. وقف هناك يتحدى أرطاميس ويسقطها إلى الحضيض . وسنعرف بولس كراع من خلال حديثه الوداعى لقسوس أفسس عندما التقى بهم فى ميليتس (أع 20 : 17 - 28 ) . والراعى عند بولس لابد أن تتوفر فيه الشروط التالية : (1) الراعى المدعو : فهو لا يذهب إلى الحقل الرعوى من تلقاء نفسه أو باستحسان الناس أو بدعوة من البشر ، بل بالدعوة الإلهية الصريحة الواضحة : « الرعية التى أقامكم الروح القدس فيها أساقفة » .. ( أع 20 : 28 ) وإذا كان اللّه قد خطط حياة كل إنسان ، ودعاه لعمل معين فى الأرض ، فإنه بالأولى يفعل ذلك مع خدامه الذين يحدد لهم الزمان والمكان الذى فيه يعملون .. (2)الراعى المتواضع : قال أحد القواد : كانت أمنيتى على الدوام أن أتشبع بروح التواضع ، وخادم اللّه ينبغى أن يسير فى أثر ذلك الذى قال : « تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب» (مت 11 : 29 ) ، ليقول مع بولس : « أخدم الرب بكل تواضع » (أع 20: 19) وجدير بنا ألا ننسى أنه يمكن للإنسان مع الاحتفاظ بإبائه وشممه وكرامته وعزة نفسه أن يكون متواضعاً ، إن التواضع هو النزول الاختيارى بروح سمحة وديعة إلى مستوى الضعيف والمسكين والمحتاج والجائع . (3)الراعى الحنون : يقول التقليد اليهودى إن اللّه سلم موسى رعاية إسرائيل بعد أن رآه فى البرية يسعى وراء حمل صغير ضال ، قيل إن موسى وجده يرتاد منطقة بعيدة بحثاِ عن الماء ، فأسف موسى لأنه لم يتنبه لعطش الحمل ، وبعد أن تركه ليرتوى ، حمله على منكبيه خوفاً عليه من التعب ، والتقليد يقول : إن اللّه من تلك اللحظة استأمن موسى على شعبه ، بعد أن رآه حنوناً على الحمل الصغير ، وقد مزج بولس رسالته فى أفسس بدموع كثيرة ، والدموع لا يمكن أن تنبعث إلا من القلب الرقيق المفعم بالحنان والحب !! .. (4)الراعى الصبور : وقد أحاطت به فى أفسس متاعب ومكايد وتجارب متعددة ، فقد كان الناس هناك أشبه بالوحوش الضارية ولذا قال : « حاربت وحوشاً فى أفسس » ( 1 كو 15 : 32 ) ومع ذلك فقد صبر وتشجع وتقدم وانتصر دون أن يعتريه اليأس والخوار ، ولذا كان جديراً به أن يقول لتيموثاوس : « فاشترك أنت فى احتمال المشقات لأجل الإنجيل » ( 2 تى 2 : 3 ).. (5) الراعى المقيد إذ أنه لا يتبع فى عمله ما يستحسنه هو أو كيفما تمليه إرادته ، بل كان «مقيداً بالروح لا أعلم ماذا يصادفنى هناك . غير أن الروح القدس يشهد فى كل مدينة قائلا إن وثقاً وشدائد تنتظرنى » ( أع 20 : 22 ) حين حاول استانلى أن يقنع ليفنجستون بأن يرجع إلى إنجلترا تاركاً أفريقيا لما رآه عليه من التعب والشدة والضيق والمرض ، كان الجواب النبيل : لا لا !! أن تقدرنى الملكة ويحيينى آلاف المعجبين من الجماهير ، هذا قد يبدو جميلا ، ولكن محال أن أقبله إذ ينبغى أن أتمم سعيى !! . (6) الراعى الحذر : عليه أن يحذر مفاجآت متعددة كثيرة قد تلم به ، عليه أن يحترز لنفسه ليكون مثالا صالحاً للرعية من كل جانب من جوانب الحياة العقلية والجسدية والروحية ، وعليه أن يعلم أن أعظم مثال: لا ما يقوله المرء بل ما يكون عليه ، وعليه أن يحذر الآخرين فمن الأصدقاء من قد يصبح عدو للراعى والرعية ، وعليه أن يحترز لجميع الرعية ، فيعين ويشجع ويحرس ويطعم ويسهر عليهم جميعاً بحسب احتياج كل واحد ووضعه وظروفه ! (7) الراعى العفيف !! .. وما أعظم بولس وهو يقول : « فضة أو ذهب أو لباس أحد لم أشته ، أنتم تعلمون أن حاجاتى وحاجات الذين معى خدمتها هاتان اليدان » .. ( أع 20 : 33 ، 34 ) إنه يذكرنا بقول صموئيل : " فاشهدوا علىَّ قدام الرب وقدام مسيحه ، ثور من أخذت وحمار من أخذت ومن ظلمت ومن سحقت ومن يد من أخذت فدية لأغض عينى عنه فأرد لكم !!"(1صم 12 : 3 ) وقد كان صموئيل قدام الرب وقدام الملك نموذجاً جميلا للنفس السامية العفيفة ، وهكذا ينبغى أن يكون كل راع حريصاً على خدمة اللّه ومجده !! .. (8) الراعى والضمان الإلهى : سار بولس فى طريقه يواجه أمواج الحياة وعواصف الأيام ، سار إلى النهاية ، ولكنه ترك قسوس أفسس وديعة بين يدى اللّه القادر وكلمة نعمته: «والآن أستودعكم يا اخوتى للّه ولكلمة نعمته القادرة أن تبنيكم وتعطيكم ميراثاً مع جميع المقدسين ، (أع 20 : 32 ) وهذا هو سر نجاح بولس المختار وكل الخدام على مر الأيام وتعاقب الزمن وامتداد التاريخ !! .. |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يسوع هو الراعي المثالي، لأنه يبذل نفسه عن الخراف |
بولس الأب الراعي |
شريط الراعى الحنون - بولس ملاك |
شريط الراعى الحنون - بولس ملاك |
عظة بعنوان الراعى الصالح لأبونا أرميا بولس |