رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
برنابا السموح القلب لم يكن برنابا سخى اليد فحسب ، بل كان أكثر من ذلك كريم الروح سموح القلب نبيل العاطفة، وقد ظهر هذا فى وقوفه إلى جانب بولس عندما خاف الجميع منه ، وتحذروا من قبوله فيما بينهم، هرب شاول من دمشق بعد أن جاهر باسم المسيح هناك ، وأراد اليهود قتله ، وقضى فى العربية ثلاث سنوات كما يبدو من غلاطية ( 1 : 17 ) ، ثم جاء إلى أورشليم وحاول أن يلتصق بالتلاميذ ، وكان الجميع يخافونه غير مصدقين أنه تلميذ !! .. وهنا يظهر برنابا بكرم النفس واتساع القلب ، إلى الدرجة التى يمكن أن نقول معها ، انها نوع من الجسارة وروح المغامرة،... ويبدو أن برنابا كان يعلم بأن الحياة لا يمكن أن تخلو من روح المغامرة ، بل إن النهضات والثورات لا يمكن أن تنجح بالمنطق والعقل ، ولابد من كثير من الأحايين لعنصر المغامرة كان الرسل يستعملون عقلهم فى معاملة شاول الذى حاول أن يلتصق بهم ، ولجأ برنابا إلى المغامرة ، ونحن لا نعلم ما الذى دفعه إلى ذلك .. يعتقد البعض أنه كان يعرف شاول من الصغر إذ أن طرسوس قريبة من قبرص ، وربما كانا صديقين فى التلمذة فى طرسوس !! .. وقد يبدو أنه رأى فى شاول أشياء لم يرها غيره من الرسل ، على أية حال توجد لحظات فى الحياة تحتاج فيها ألا نستعمل مجرد المنطق والعقل بقدر ما نستعمل روح الحزم والأقدام ... على أن المغامرة وحدها لا تكفى ، لقد كان هناك شئ فى برنابا تفوق به على الجميع ، السماحة ، ورحابة القلب ، والاستعداد للنسيان وإعطاء الفرصة من جديد ، وهذه السماحة كان شاول فى مسيس الحاجة إليها!! .. كان هانز كريستيان أندرسون من أغرب كتاب القصة الخيالية فى الغرب ، وقد ولد فى بيت فقير ، ومات جده مجنوناً ، وخطر بباله أن يمتهن التمثيل ، وإذ ذهب ليعلن - رغبته لممثل كبير ، ضحك منه هذا وسخر منه سخرية لاذعة .. فتحول إلى الكتابة وأفصح عن رغبته هذه لمعلمه فى المدرسة ، وسمع تقريعاً كاد يحطم كيانه ، غير أنه حاول وأرسل كتاباته إلى جوناز كوليناز الناشر الدنيماركى ، وجاءه الرد من الرجل الكريم : لا بأس تقدم وسأساعدك ... ونجح الشاب وأصبح واحداً من أبرع كتاب القصة الخيالية فى العالم !! .. دخل بوب ايفانز وكان من رجال البحرية المعروفين ، إلى الكنيسة فى يوم أحد وجلس فى مقعد ليرى سيدة عجوزا تكتب له ورقة : إنى أدفع فى هذا المقعد 250 دولاراً سنوياً ، وكتب ايفانز على ظهر الورقة : إنك تدفعين كثيراً يا سيدتى ، وخرج من المكان وقيل إنه لم يدخل كنيسة بعد ذلك طوال حياته !! .. إن هذا يختلف عما حدث مع شاب اسمه جاريت ايكوك الذى كان قد آمن بالرب ، وبعد تجديده باسبوعين جابهته تجربة قاسية كادت تهز إيمانه وإذا بصديق يتصل به تليفونياً ومن خلال الحديث أدرك صراع الشاب وإذا به يقول له : يا جاريت إحن رأسك دقيقة .. وعندئذ صلى وهو على التليفون قائلا : أيها الرب بارك جاريت ، إنه يصارع ونحن نثق به ، ونؤمن أنه سيصنع حسناً .. يارب . لقد خلصته والآن احفظه لأجل اسم المسيح آمين !! .. وقال الصديق لجاريت : يا بنى إننى أصلى من أجلك ! مع أطيب التمنيات !! .. وأغلق جاريت التليفون وهو يقول : إذا كان هذا الصديق يهتم بى ويطلبنى بالتليفون مصلياً فإننى سأموت قبل أن أتراجع ، وعاش جاريت خادماً أميناً للّه ، وهو لا ينسى مودة ومعونة وصلاة صديقه فى اللحظة القاسية ، كان هذا الرجل أشبه ببرنابا فى علاقته ببولس !! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كان برنابا يتميز أيضًا بالسماحة ورحابة القلب |
رمز الصمود |
برنابا السموح القلب |
السلوى |
السلوى |