منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 06 - 2013, 08:21 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

باروخ والعظمة المهجورة
باروخ والعظمة المهجورة

قال اللّه لباروخ : " وأنت فهل تطلب لنفسك أموراً عظيمة ؟ لا تطلب " . ولعل باروخ كإرميا ضاق بالالام التى أحاطت به ، والمتاعب التى توالت فى حياته ، فى أيام امتلأت بالاضطهاد والمشقة والأحزان ، ... وربما جرب كإنسان ، عندما كان أخوه فى القصر الملكى ، يتمتع به الساكنون فى القصور ، ... لماذا لا يكون كأخيه ، واحداً من عظماء الأمة ، وسادة القوم ألم تلده أمة ، كما ولدت أخاه !! ؟ وألم ينشأ فى بيت واحد، فلماذا ينعم أخوه بما ينعم به العظماء فى الأرض ، ويبقى هو على حظ من المعاناة والمتاعب ! فى الحقيقة إن هذه تجربة البيوت العظيمة فى الأرض ، عندما يتراجع أو يتقاعس أولادها عن الخدمة الدينية ، لما قد يكون فى هذه الخدمة من عار أو تعب أو مشقة أو ضيق ، ولكن أولئك الذين دخلوا الخدمة ، وكانوا من أعظم البيوت على الأرض ، لم يترددوا قط فى إدراك الحقيقة التى ملأت قلب موسى الذى " لما كبر أبى أن يدعى ابن ابنه فرعون مفضلا بالأحرى أن يذل مع شعب اللّه على أن يكون له تمتع وقتى بالخطية ، حاسباً عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر " عب 11 : 24 - 26 " . واستولت على مشاعر يوسف حتى حمل شعبه الرسالة أن تؤخذ عظامة عند رحيلهم من مصر ، مع أنه كان يمكن أن يفاخر بأنها تتحنط لتغالب الأيام والليالى كجثث المصريين المحنطة ، ... وهى التى دعت نحميا إلى أن يرى فخره العظيم ، لا فى أن يكون ساقياً للملك ، أو وزيراً مفضلا فى قصره بل بالأحرى ، أن يقف على أكوام التراب فى مدينة ابائه المحترقة ، كى يرممها ويعيد أسوارها من جديد !! .. وهى التى جعلت دانيال ورفاقه من الشرفاء ، أن يتطلعوا بأحلامهم وخيالهم ، من البلاد البعيدة ، نحو المدينة التى أسروا منها ، ولكنها كانت آسرة لقلوبهم وعواطفهم فى السبى والمنفى ، ... كان باروخ يدرك ما هى العظمة الحقيقية ، إذ أنها ليست المنبت العريق أو القصور الشامخة الماضية ، ... بل هى الحقيقة الكامنة فى أعماق الإنسان نفسه حيث يمكن بشخصه ، دون بيته ، أن يكون عظيماً أو غير عظيم ، ... كان اثنان يتجادلان ، وكان أحدهما يفخر بعائلته ، ويقول للآخر : وأنت من أنت !!؟ ... وأجابه الآخر : إن فضيلتى تبدأ من حيث تنتهى فضيلتك ، إذ حسن أن تكون من عائلة عظيمة وعريقة ، ولكن الأفضل لا أن تنبت من عائلة عظيمة ، بل أن تكون أنت فى ذاتك عظيماً ! . وكان باروخ ، بهذا المعنى ، على عكس الظاهر ، أعظم من أخيه سرايا ، الذى وإن كان كما يبدو من اللغة الكتابية ، رجلاً كريماً طيباً ، لكنه لا يمكن أن يرقى بحال ما إلى شخصية أخيه الذى عاش مع إرميا وفى خدمة اللّه !! ... إن نقطة العظمة الصحيحة تبدأ من علاقة الإنسان باللّه ، ... عندما زار مارك نوين أوربا ، استقبله المللوك والأمراء ، وأفردت له الصحف مكاناً كبيراً على صفحاتها ، وفى عودته إلى أمريكا قال له ابنه الصغير على ظهر الباخرة : يا أبى يخيل إلى أنك أصبحت تعرف جميع الملوك والأمراء والعظماء ، ولم يبق إلا اللّه لتعرفه !! .. وأنها لأكبر مأساة على الأرض أن يعرف الناس العظمة بهذا المعنى فيعرفون ويعرفون إلا من اللّه ، ... إن الشهرة طبل أجوف لا يلبث ان ينتهى أو يضيع ، ولعل اللّه وهو يقول لباروخ لا تطلب لنفسك أموراً عظيمة ، كان يقصد أن يذكره بهذه الحقيقة التى ربما غابت عنه وراء التجارب والمحن التى أحاطت بحياته !! .
وما أكثر الأخطار التى تلحق بالإنسان من العظمة حسب مفهوم الناس ، وهو يوم ينسى اللّه ، أو يهمل الشركة معه ، سيتعرض للكثير من التجارب الروحية والأدبية ، إذ يتعرض للانانية وحب الذات ، والرغبة الكاملة فى أن يعيش جيله وعصره ، تسلط عليه الأضواء ، ويلمع اسمه بالنور ، وإلا فإنه سيقاتل ويصارع ، ويسحق كل من يحاول أن يقف فى طريقه ، أو يضعه فى الظلال أو الظلام ، ... وهو على استعداد أن يفعل ذلك ، فى نطاق الحياة العالمية أو الكنسية أيضاً ، ألم يفعل هذا ديو تريفس الذى يحب أن يكون الأول ، وهو على استعداد أن يفعل كل شئ فى سبيل ذلك إلى الدرجة التى فيها لا يقبل الرسول يوحنا ، ويهذر عليه بأقوال خبيثة ، ولا يقبل الأخوة ، ويمنع أيضاً الذين يريدون ويطردهم من الكنيسة ، " انظر 3 يو : 9 و 10 " .. كما يتعرض الباحث عن العظمة إلى ما يخف بها من حياة الترف والدعة أو الكسل ، أو حياة الكأس والطاس ، دون أن يبالى بآلام الآخرين أو تعاساتهم أو أحزانهم أو ماسيهم ، وكان باروخ مجربا بهذه كلها ، ومن ثم قال له : " وأنت فهل تطلب لنفسك أمورا عظيمة ؟ لا تطلب " ..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
محب المديح يقع في الغطرسة والعظمة والكبرياء
ادونى والغطرسة والعظمة
طاعة استير ـ هنا سرّ البركة والعظمة
إرميا 36 :4 فدعا ارميا باروخ بي نيريا فكتب باروخ
باروخ والعظمة المهجورة


الساعة الآن 10:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024