آية الانجيل تقول: أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا
يا له من تعبير دقيق :- أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا .
هل تتصور أيها القارئ الكريم أن أباً " يغيظ ابنه " , إن هذا التعبير جائز بالنسبة للأعمار المتقاربة ومنهم من ظروفهم متشابهة فيكون بينهم نوع من المنافسة و المزاحمة إلى حد الإغاظة . ولكن إذ تأتى الإغاظة من أب إلى ابنه هذا يدعونا للتفكير والتأمل والتحليل .
فدعنى أيها القارئ الكريم أن أصف لك ما يثير حفيظة الابن إلى حد الإغاظة , رغم اننى أجده أمر يدعو للدهشة أن يتسبب الأب فى إغاظة ابنه .
نشأة بعض الآباء فى ظروف معينة وضغوط نفسية ومادية واجتماعية وسوء معاملة الوالدين لهم وتصور بعض الآباء أنه الحاكم بأمر الله وأنه هو الشخص الذى لا يخطئ أبداً وإن أخطأ صعب أن يعترف بخطأه أو يعتذر لابنه عما بدر منه بقصد أو بغير قصد .
فيحاول أمثال هؤلاء الآباء أن يسووا حساباتهم مع أبنائهم وينسى الآباء متغيرات العصر واختلاف وجهات النظر وأنه عانى الكثير نتيجة لتصرفات الآباء الذين لا يجب مراجعتهم أو مناقشتهم و لا يهم إن كان الابن يقتنع أم لا ، فهو لا يزال ذلك الطفل الذى يحتاج إلى النصح ولا ينبغى أن يعطى أى قرار أو يقوم بأى عمل ما لم يعود إلى أبيه ويستشيره فى كل كبيرة وصغيرة .وبكل تأكيد هذا النوع من التعامل يؤثر فى شخصية الأبناء تأثيراً سلبياً فلا يعطيهم فرصة للتفكير أو الاعتماد على النفس ويدعوا الأبناء إلى الغيظ و بالتالى الفشل لذلك يقول الكتاب : أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا..
عندما نذكر أنه لا ينبغي علينا أن نسلب الأبناء حريتهم فى التعبير عن آرائهم بكل حرية وصراحة , ليس معنى ذلك إننا نجرد الآباء من مسئولياتهم بل علينا أن نشعر أولادنا بمحبتنا لهم واهتمامنا بهم . احذر أن تعنّف ابنك أو تقلل من عمله وجهده ونحن لا نتوقع أنهم ينجزون العمل كاملاً " مائة فى المائة " بل مع مرور الأيام وإسداء النصح لهم وإعطائهم فرصة للتعبير عن رأيهم والقيام بأعمال تسند لهم لابد وأنهم سيتقدمون فى الخبرة والمعرفة .
بعض الاهل ينفق الكثير من المال على أولادهم لتلبية الحاجات الضرورية ، كشراء الألعاب و توفير التسلية وغير ذلك ... فهل يكون من الخطئ أن ينفق الكثير على الأولاد ؟؟؟؟؟
سؤال ليس له جواب سهل . ولكن السؤال الأصعب هو : هل ينفق بعض الآباء مالاً على أولادهم حتى لا يضطروا الى إنفاق بعض الوقت معهم ؟
نعت الأولاد بصفات لا تليق ..
قالت أم لولدها : آن الله هو الذي يغير الناس الأغبياء ويجعلهم صالحين . فقال لها ابنها : إني أعرف ذلك يا أمي ، لكني أدرك تماما آن الأمهات يساعدن الله على ذلك .
فما أخطر مسؤولية الأم نحو أولادها ، وما أكثر ما ندعو أولادنا كذبة ( يا كذاب ) أو لصوص ( أنت حرامي ) أو غشاشين ..الخ . مع أنهم لم يقصدوا أن يكون هكذا ، فنغرس فيهم بدون قصد ما يدفعهم على هذه الرذائل ، بينما الأفضل أن نضع ثقتنا بهم ونوطد هذه الثقة يوما فيوما .
(( أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب لأن هذا حق . وأنتم أيها الأباء لا تغيظوا أولادكم بل ربوهم بتأديب الرب وإنذاره )) افسس 6: 1-4
كانت أم تودع ابنها المزمع على السفر ، وقالت له : هل تعدني بشيء ياجون ؟ فقال لها : ماذا يا أمي ؟ ..
فقالت له الأم : انه شيء سهل يمكنك أن تعمله ، فنظر إليها وقال : إني أفعل ما تريدين يا أمي . فأمسكت رأسه بكل عطف وحنان وقالت : انك ستذهب الآن الى عالم شرير ، فابدأ وأختم كل يوم بالصلاة كل يوم مع الله ، مصاعب الحياة لا محالة قادمة كالعاصفة الهوجاء . ثم قبلته وودعته . وسافر الابن .... وكان يشهد ويقول : آن هذه القبلة هي التي صيرتني مرسلاً ..
وقبل أن أنهى حديثى معك أبها القارئ الكريم بشأن العلاقة بين الآباء والأبناء أحث الآباء أن يتأنوا ويتحلوا بالصبر إزاء بعض تصرفات الأبناء التى قد تبدوا طائشة وآرائهم التى لا تكونوا موافقة لآرائهم .
فعلينا بكل الحب والود وبإعطائهم الوقت الكافى للإصغاء لهم ومعرفة الدوافع من وراء هذه التصرفات وعلاج الخاطئة منها والتشجيع على التصرفات الحسنة منها .
وأصارحك القول أيها القارئ الكريم إن تعامل الآباء مع أبنائهم يحتاج إلى معونة إلهية وحكمة خاصة لا يمكن أن ننالها إلا عن طريق كلمة الله وروح الله الذى يرشدنا إلى كل الحق .
سُئل أحد الآباء ما هي أعظم أمانيك فقال: أنْ يسبقني أبنائي.
وعندما يعلّمنا الكتاب المقدس أن لا نقسو كآباء على أبنائنا، فإنه لا يعلِّمنا التراخي والتدليل في تربيتهم.
أنْ تقسو على أبنائك شيء، وأن تكون حازماً معهم شيء آخر، فالحزم والشدّة مطلوبان، لكن مع المحبة والحكمة.
رب الولد في طريقه فمتى شاخ أيضاً لا يحيد عنه. (أمثال 22 : 6)
وأنتم أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم بل ربوهم بتأديب الرب وانذاره. (أفسس 6 : 4)
أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا. (كولوسي 3 : 21)
الأولاد هم أمانة في أعناق الوالدين. ويطلب منهم تربيتهم بالقول والقدوة والأفعال.