منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 06 - 2013, 06:33 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

امرأة لوط والتجارب الزاحفة
امرأة لوط  والتجارب الزاحفة

على أنه إلى جانب هذه كلها، كانت هناك سلسلة من التجارب تزحف على قلب المرأة، وتأخذ سبيلها إلى هناك، لتسكن وتبقى وتتأصل وتتزعزع، ولعل أول هذه التجارب، تجربة الحسد، اذ ترى إبراهيم ينمو في كل شيء، ويتضاءل لوط إلى جانبه، ولا يكاد يظهر أو يبين فثروة إبراهيم، ومركزه، ومجده، وعظمته لا تكاد في تصورها، تعطي لابن أخيه شيئًا من هذا القبيل، ومهما أخذ لوط فانه يقع على الدوام في الظل، أو الظلام، مما لا تستطيع تقبله أو تصوره على الإطلاق، وويل للإنسان اذا بدأ قصته بالحسد، اذ تختل فيه كل الموازين ويخشى أنه لا يستطيع أن يحكم على شيء واحد حكماً صادقًا سليمًا، فاذا قيل لها إن إبراهيم، هو الأب، وهو الأصل، وهو الذي جاء بلوط، ولم يأت لوط به، وانه صاحب الفضل على لوط في كل شيء! فانها ترفض هذا المنطق، ولا تعترف بأصل أو فضل، بل لعلها ترى العكس، على اعتبار أن إبراهيم شيخ مسن، وأن لوط هو الأصغر، وأن أمامه الحياة والدنيا والمستقبل، وهو الأجدر بأن يأخذ كل شيء دون منازع، والحسد اذا بدأ في النفس، لا يبقي هناك وحده بل يجر وراءه كثيرًا من الرذائل والمفاسد! وقد جر إلى نفس هذه المرأة وزوجها رذيلة الطمع التي أوجدت المخاصمة بين رعاة مواشي إبراهيم ورعاة مواشي لوط، ولم تكن عين لوط وحدها هي التي رأت كل دائرة الأردن أن جميعها سقي كجنة الرب كأرض مصر، بل لعل لوطا أطل على الأرض، من خلال عيني زوجته أو على الأقل وجد منها كل تشجيع ومساعدة لنقل خيامهما إلى سدوم، بهدف الوصول إلى الثروة التي ان لم تكن أعظم من ثروة إبراهيم، فلا يمكن أن تكون أقل بحال من الأحوال، وقد صدق الكتاب عندما ربط بين الطمع وعبادة الأوثان في قول الرسول بولس : «الطمع الذي هو عبادة الأوثان» وقد كان من الصعب أو المستحيل على هذه المرأة أن تعبد الله، عبادة قوية صادقة خالصة، وتعبد في الوقت نفسه المال، أو تخدم السيدين معًا، وهي في الواقع واحدة من ذلك الصف الطويل في ركب البشرية الذي تم فيه القول : «لأن محبة المال أصل لكل الشرور الذي إذا ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة!!»... ويوم أكثرت قطعانها السارحة في أرض سدوم، قلت رؤياها لله، أو كانت هذه القطعان بمثابة الغيمة الكبيرة في سماء الشركة بينها وبين الله، والطامعون في العادة لا يقفون عند حد ولا يقبلون أن يكون المال هو الشيء الوحيد، فقد كانت المرأة تطمع في شيء آخر، المجد والشهرة والمركز العالمي، وهي لهذا لا تقبل أن تقف على أبواب سدوم، بل لابد أن تدخل داخل أسوارها، وهي لا تقف في الطرف من سدوم، بل لابد أن يكون بيتها في أفضل مكان هناك، وقد تم للمرأة ما طلبت اذ ظلت وراء زوجها تدفعه خطوة فخطوة، حتى أصبح يجلس في باب سدوم، وهذا لا يمكن أن يفعله أحد الا اذا كان عمدة سدوم أو حاكمها كما يعتقد الكثيرون من الشراح، تفسيرًا للقول الذي ذكره أهلها عنه : «جاء هذا الإنسان ليتغرب وهو يحكم حكمًا» كانت المرأة تطرب غاية الطرب، لمن يناديها بزوجة العمدة أو زوجة الحاكم في سدوم، وعلى استعداد أن تدفع الثمن الذي يدفعه الباحثون عن الشهرة والمجد العالمي، ألا ويل للإنسان من هذه الضربة القاسية التي يدفعها من حق وحياة وكرامة وسلام على قرعات كاذبة من الطبل الأجوف بين الناس، ويوم فعل الحسد والطمع والبحث عن الثروة والشهرة عمله في قلب امرأة لوط، لم تعد تفكر في مبدأ، أو تهتز لخطأ، أو تفزع لرذيلة، فلا بأس على بناتها أن يتزوجن أشر الناس ولا بأس على زوجها أن يغلب من سيرة الأردياء، ويعذب نفسه كل يوم بأعمالهم الآثمة، ولا بأس عليها أن تأكل وتشرب وتعيش في مثل هذا المجتمع، ولا يمكن أن ترجع قط إلى خيام إبراهيم على مقربة منها، وما لها وهذه الخيام البدوية، وهي تعيش حياة أكثر رفاهية، وكيف تقبل الخيمة، وقد ألفت البيت المريح، وكيف تسكن إلى حياة البادية، وقد عرفت أبهاء القصور وعظمتها،... أليس هذا ما يفعله ملايين الناس، الذين يقيسون الحياة بمقاييس مادية بحتة، ويذهبون إلى سدوم، مادام يمكن أن يملكوا بيتًا عصريًا وسيارة ورصيدًا في بنك، ويأخذوا بكل وسائل الترف والترفية، التي تخطر على بال إنسان، أما الأخلاق أو المباديء أو المثل، فلا شأن لهم بها، اذ كانت لا تملك أن تعطيهم لقمة دسمة، وفراشًا ناعمًا، وحياة وثيرة، وعيشًا هنيئًا كما يحلمون، ويحلم إنسان العالم على الدوام على هذه الأرض!!.
وهل رأيت بعد هذا كله كيف زحف الحسد، والطمع، وحب الشهرة، والمركز، وحياة الترف إلى قلب هذه المرأة، التي لم تدخل إلى سدوم لتسكن فيها فحسب، بل دخلت سدوم بأكملها في قلبها، وأصبحت هي وسدوم شيئًا واحداً في الطبيعة والمصير!!
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إعدام أول امرأة في الولايات المتحدة منذ نحو 70 عاما قتلت امرأة وسرقت جنينها
الركب الساجدة خير من الجيوش الزاحفة
بالصور حصول امرأة روسية على لقب أقوى امرأة في العالم
جدعون والتجربة الزاحفة
الزاحفة


الساعة الآن 07:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024