ومن الواضح أن القصة تكشف عن شاب كان على حظـ كبير من الثقافة والعلم، فهو لا يمكن أن يبلغ مرتبة الرئيس، إلا إذا كان قد أوتى من العلم شأنًا كبيرًا وعاليًا، والعلم في حد ذاته أقوى وأعظم وأنفع من الغنى المادي، إذ لا يمكن أن ينتهي إلا بنهاية حياة الإنسان نفسه، على العكس من المادة التي تتقلب بها الحال، والمال غاد ورائح كما يقولون، وهناك النصيحة العظيمة التي درج عليها الناس بالنسبة للأجيال الصاعدة والقائلة : «علموهم ولا تورتوهم» في مجال الأسبقية والفضل للعلم على المال، ويكفي أن نلاحظ في توزيع الثروات في الأرض، أن الكثير من الأمم المتخلفة الممتلئة أرضها بالكنوز والثروات والمناجم، لا يأخذ أولادها المتخلفون علميًا، هذه الثروات، ويأخذها، إلى حد النهب والسلب، الوافدين المستعمرون بما لديهم من معرفة وتكنولوجية متقدمة، ولعل هذا هو السبب الذي جعل المستعمرين يعمدون إلى تعطيل هذه الشعوب عن تحصيل المعارف والعلوم، ومن المعتقد أن الشاب الغني، كان من الوجهة العملية في القمة في جيله، وفي لغة العصر الحاضر كان يمكن من حمله الدرجات العملية الجامعية.