رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشفاء والأنة على أن السيد المسيح لم ينظر فقط بل أنّ أيضًا، وهل يمكن أن يرى هذا المنظر المؤلم دون أن يمتليء بالأنين، لقد رأى الرجل صورةللنقص الإنساني المروع، والعجز الجسدي الذي جلبته الخطية، هذا الرجل قد فقد حاستين أساسيتين في الإنسان : حاسة السمع، وحاسة النطق، ومن ذا الذي يدرك مدى ما كان يعانيه، وهو أصم، أعقد، يتكلم الناس فلا يسمع، يحاول أن يكلمهم فيعجز عن الكلام، هل تدرك مقدار ما كان يعاني بيتهوفن عندما فقد السمع كله في سنيه الأخيرة من الحياة، وهو الرجل الذي تعود أن يتنبه لزقزقة العصفور، ولخفيف النسيم، ولتدفق الجداول، لقد قال هو عن نفسه : إنه انتفع بالصمم حتى لا يسمع لغو الحديث بين الناس، ولكنه مع ذلك أغلق على نفسه سجنًا كبيرًا، وهو لا يسمع، ولا يستجيب لكلام الناس أو حديثهم أو منطقهم، ومع أن أديسون المخترع العظيم، انتفع إلى حد ما، بثقل سمعه، إلا أنه قال في أخريات حياته : إنه لم يسمع شدو عصفور بعد الثانية عشر من عمره، وما يقال عن السمع، يقال أيضًا عن الكلام، عندما يعجز المرء عن التعبيرعما في داخله أو عما يعانيه، فإذا كان فقد السمع والقدرة على الكلام كارثة لأي إنسان، فإن الأمر أقسى وأشنع وأشد في المجال الروحي للحياة البشرية، قال السيد المسيح : «من له أذنان للسمع فليسمع» (مت 11 : 15) وليس لكل إنسان أذن ليسمع، ولكن أقسى مآسي الإنسان أنه عاش طوال التاريخ لا يستطيع أن يسمع نداء الله والحياة والمصير والأبدية، وقد أصم أذنيه عن الحق والخير والحب والإحسان والخلاص، وها الوعاظ والمبشرين والرعاة وخدام الله يصرخون ليلاً ونهارًا، ولكن هل سمع الناس واستجابوا لمجد الله وخير نفوسهم، أن النتائج المحسوسة الملموسة تبين لماذا ضاع الإنسان رغم كل تنبيه وزجر!! لأنه أصم عن كلمة الحياة الأبدية التي أرسلها الله إليه! ومن المؤسف أنه إذا كان جهاز الاستقبال عند الرجل عاطلاً، فإن جهاز الإرسال بالمثل، لا يستطيع أن يرد على كل نداء، أو يجيب على كل حديث، لم يكن الرجل أصم فحسب بل كان أعقد أي أخرس لا يستطيع الكلام. ولعله مما تجدر ملاحظته أن مخترع الراديو ومحطات الإذاعة في كل مكان جاء اختراعه وليد اكتشاف أن في رأس الإنسان محطتي استقبال وارسال، فنحن نستقبل بأذاننا الحديث كما تستقبل محطات الإذاعة ما يأتيها من أطراف الأرض، ثم تعود لترسلها إلى كل مكان، كما نرسل بألسنتنا الكلام إلى الآخرين، لكن الأصم الأعقد تعطلت فيه محطتا الاستقبال والإرسال، ومن المؤسف جدًا أن تتعطل هاتان المحطتان روحيًا في حياة أي إنسان على الأرض! وهل يمكن أن يرى المسيح مثل هذا العطل في الحياة دون أن يئن ويرفع نظره إلى السماء!!. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما بين الخطية والموت وقوة الشفاء والحياة |
والموت ربح |
القيامة الأولى والموت الأول | القيامة الثانية والموت الثاني |
الشفاء والأنة |
والموت ليا ربح |