منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 05 - 2013, 10:19 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

أفتيخوس واللّه المعزى
أفتيخوس واللّه المعزى

وقع الشاب من الطاقة من الطابق الثالث وسقط ميتاً ، وما من شك فى أنأفكار الناس ومشاعرهم فى مثل هذه الحالات تختلف ، وتكثر التساؤلات والتفسيرات ، فأصحاب أيوب اختلفوا مع أيوب فى تفسير النكبات التى لحقت به ، والمأسى التى طوقته من كل جانب ، والذين رأوا الأفعى تنشب نابها فى يد بولس بعد خروجه ومن معه من السفينة المحطمة ، اعتقدوا فى أول الأمر أنه مذنب تطارده العدالة الإلهية ، فإن كان لم يمت غرقاً فإنه سيموت مسموماً ، ولما لم يسقط أمامهم انتقلوا من النقيض إلى النقيض وحسبوه إلهاً تسربل بجسد بشر بين الناس ، وهكذا الناس دائماً يجنحون فى تفسيراتهم ، إلى مختلف دروب الظنون والمشاعر والأحاسيس دون ربط أو ضبط على الإطلاق ، ... فى الواقعة التى أمامنا ، ربما يوجد من يلوم الشاب لأجل نومه فى أثناء الصلاة أو العبادة ، ... وما أكثر ما يسخط الساخطون سواء كانوا وعاظاً أم موعوظين من أولئك الذين ينامون فى أثناء المواعظ ، وقد « يغطون » أيضاً فى نومهم ، ... وقد يلام الشاب للمكان الذى جلس فيه ويصفونه بالحماقة والاستهتار والغباء إذ ليست الطاقة بالمكان الذى يجلس فيه الناس ، وقد يقرعه آخرون لأنه جلس فى ممر الهواء واستسلم للهواء البارد الذى ساعد على تثقله بالنوم ، ... وقد يضيق آخرون به لأنه حبس الهواء عن الآخرين فى مكان مزدحم ، ولعل اللّه عاقبه على هذا كله ، . لكن القصة تحول هؤلاء جميعاً إلى ما يشبه السؤال الذى طرحه التلاميذ على السيد تجاه المولود من بطن أمه أعمى : «أأخطا هذا أم أبواه حتى ولد أعمى » ، ولم يشف السيد فضول التلاميذ لأن هناك أسراراً متعددة تحيط بالحياة البشرية ، ولا مجال لتفسيرها على الأرض ، ... ولا نحس من سياق القصة أن بولس غضب أو قرّع الشاب الذى نام أثناء وعظه ، فأمام الكارثة لا يجوز للعواطف الرخيصة أن تشق طريقها ، أو للاتهامات أن تأخذ سبيلها ، والصمت أزاء ما فعل اللّه أجدى وأنفع ، ونحن على أية حال نرى اللّه أوسع حباً وحناناً ورحمة من الجميع ، فحتى ولو أخطأ الشاب وتصرف بحماقة ورعونة وإسفاف ، فإن اللّه لا يصنع معه حسب خطاياه أو يجازيه حسب آثامه ، ... والفرق واضح بين فعل الشاب وفعل حنانيا وسفيره ، لقد نال الزوجان عقابهما نتيجة الإصرار على الشر والرغبة فى تغطيته مما سيكون وبالا على الكنيسة وتدميراً لها وهى لا تزال زهرة تشق طريقها إلى الحياة والنور ، لكن أفتيخوس كان ضحية ضعف الجسد الذى يترفق به اللّه فى طول أناته وإحسانه وجوده ورحمته ، وأفتيخوس النائم الساقط يكفيه أن يتعلم العبرة التى تلاحقه الحياة كلها،... ولا أعلم هل نام مرة أخرى فى الكنيسة ، أم ترسبت الواقعة فى وجدانه بعد ذلك فنبهته كلماهم به الضعف أو ناله الإعياء والتعب ، على أية حال إنها لمسة الحنان من ذاك الذى أبصر تلاميذه فى جثسيمانى فقال لهم فى عتاب رقيق «أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معى ساعة واحدة ، اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا فى تجربة . أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف » .. ( مت 26 : 40 ، 41 ) . وهى لمسة الحنان أيضاً التى حولت الكارثة إلى ينبوع من الإحسان والتعزية ، كثيراً ما نسأل لماذا لا يمنع اللّه الكارثة ؟ ومع أنه سؤال جرئ ربما لا يحق لنا أن نسأله . إلا أن أعمال اللّه وأمجاده تظهر فى العادة فى خلال الكارثة وبسببها وهنا يأتى جواب المسيح لتلاميذه عندما سئل عن الأعمى إذ قال : « لا هذا أخطأ ولا أبواه لكن لتظهر أعمال اللّه فيه » (يو 9 : 3 ) ... فإذا كانت خطية الإنسان قد كشفت عن حب اللّه ، ... وإذا كانت المآسى مكروهة عند اللّه وعند الناس ... لكنها مع ذلك هى فرصة اللّه فى الكشف عن وجوده وقدرته وإحسانه للذين يتطلعون إليه !! ... فإذا نظرنا إلى أفتيخوس وهو يقطع العبادة ووعظ بولس ، ويحدث ولا شك الارتباك الذى أحاط بالجميع نتيجة الحادث ، فلنتطلع إلى عمل اللّه العجيب الذى قصد إعلانه من وراء عودة الشاب إلى الحياة ، ... ولا شك فى أن هذا قوى إيمان العابدين وإيمان بولس نفسه ، وبين كيف أن اللّه يقف مع عابديه وعبيده ولا يسلمهم إلى الضياع والبوار وفقدان الثقة واليقين والإيمان ، وكان تعزيزاً لرسالة بولس وختما لها وبرهاناً أمام الجميع على سلامتها وصدقها،... كما أنها تعلمنا أنه لا يوجد شئ اسمه متأخر أو بلا رجاء فى القدرة الإلهية، لأن « عند الرب السيد للموت مخارج » ( مز 68: 20) ، .. كانت العلية مضاءة بمصابيح كثيرة ، وقد شاء اللّه أن يعطيهم - وقد تكلم بولس إلى الفجر ، بعد الواقعة فى نصف الليل - مصباحاً جديداً وهاجاً ، وتحولت حرارة العبادة وأنوارها إلى شئ لم يسبق له مثيل عند منتصف الليل ومن ثم قيل : « وأتوا بالفتى حياً وتعزوا تعزية ليست بقليلة » ( أع 20: 12 )..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ايليا واللّه يواجه الوثن
كفاك وعظاً يا بولس فقد نام أفتيخوس...يا أفتيخوس كيف تنام وبولس هو الذى يعظ؟
أفتيخوس
أفتيخوس
أفتيخوس


الساعة الآن 01:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024