منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 05 - 2013, 08:17 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,271

استفانوس الشماس
استفانوس الشماس

إن ظهور نظام الشموسية فى الكنيسة يثير أمامنا عدة قضايا بالغة الأهمية ، ولعل أول قضية يثيرها هى التمييز بين إنجيل الخلاص والإنجيل الاجتماعى ، ... وكان إنجيل الخلاص له السبق ولا شك قبل الإنجيل الاجتماعى ، وفى الحقيقة كان الرسل على صواب عند الموازنة بين الإنجيلين حيث فضلوا " الصلاة وخدمة الكلمة " (أع 6 : 4).. على الخدمة الاجتماعية ، فاختصوا هم بالأهم ، وتركوا الخدمات الأخرى لغيرهم من المساعدين ، ... عندما جاء المسيح إلى الأرض ، كان واضحاً أنه جاء ليكون مخلصاً للعالم ، وأنه اهتم بشفاء الجسد وإطعام الناس ، وهو يفكر دائماً فى النفس ، " لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه . أو ماذا يعطى الإنسان فداء عن نفسه !! .. ( مت6 1 : 6 2 ) إذا رأينا شخصاً تشتعل فيه النار ، لا شبهة فى أن أول ما تفعله معه ، هو أن ننقذه من هذه النار قبل أن نفكر فى إطعامه أو كسائه ، والكنيسة الناجحة التى تفهم رسالتها ، هى التى تفعل ذلك ، فإذا اهتمت بكافة الاحتياجات الأخرى للإنسان من اجتماعية وصحية ومادية ، فهى لا يجوز لها أن تفعل ذلك ، إلا وعينها على احتياجاته الروحية ، وخير مثال على ذلك ما فعله المسيح مع المفلوج الذى حمله الأربعة إليه ، إذ عنى أول كل شئ ، بالجانب الذى لم يفكر فيه أحد ، ... كان غفران الخطية للمفلوج أهم عند السيد من شفاء جسده ، ... ولم يترك مع ذلك المريض بدائه العضال ، لكنه أعطاه الشفاء ، تالياً لحاجته الروحية ( مر2 : 3 – 12 ) ومريض بيت حسدا الذى عانى مرضاً مدة ثمان وثلاثين سنة ، وشفاه المسيح كانت نصيحته الهامة اللاحقة للشفاء : " ها أنت قد برئت . فلا تخطئ أيضاً لئلا يكون لك أشر " ( يو 5 : 14 ) .. هذه الحقيقة الثابتة ينبغى أن نضعها نصب عيوننا ونحن نتأمل قصة استفانوس الشماس ... عندما ذهب نعمان السريانى إلى أليشع لم يكن يفكر فى أكثر من شفاء البرص ، ولكن فكر اللّه كان أجل وأعمق وأصدق ، إذ عاد نعمان وقد شفى من برص أقسى وأشد ، وهو برص النفس الذى يلصق بالنفس الخاطئة . حسن أن تنشئ الكنيسة المستشفى والملجأ والمدرسة والنادى ، ولكنها قبل هذه جميعها ينبغى أن تنشئ اجتماعات الشباب ، ومدارس الأحد ، وحلقات الصلاة ، وخدمات العمل الفردى لربح النفوس ، والنشرات ، والنبذ والكتب التى تنادى بكلمة اللّه ، بل إن الإنجيل الاجتماعى بكافة وسائله وأساليبه ينبغى أن ينتهى فيه الطريق إلى إنجيل الخلاص ، فالخلاص أولا والخلاص أخيراً هو هدف الكنيسة ورسالتها بين الناس الذين جاء المسيح ليموت من أجلهم على هضبة الجلجثة !! ..
على أن القضية تكشف لنا أيضاً عن دور الشعب فى الكنيسة ، فالرسل لم يستأثروا بكل شئ ، بل فتحوا الباب واسعاً أمام الشعب . فالكنيسة لا يمكن أن تقتصر فى خدمتها على الوعاظ والقادة دون الشعب ، ... ومن القديم والشعب يشق الطريق إلى الخدمة الناجحة ومنهم من كان كاستفانوس الذى وهو العلمانى الذى يخدم احتياجات الكنيسة المادية كان واحداً من أعظم أبطالها فى الخدمة الروحية!!.. هل يعرف المؤمنون هذا الدور العظيم المطروح أمامهم وهل يعلمون أن فرانسس الأسيسى كان جندياً ، ويوحنا بنيان كان سمكرياً ، وجون وولمان كان ترزياً ، وتشارلس فنى كان محامياً ، ودوايت مودى كان بائعاً فى أحد المحال التجارية !! .. إن ميدان الخدمة واسع أمام الجميع ، وعلى قدر ما تعطى الكنيسة العلمانيين فرصة الخدمة فيها على قدر ما يمكن أن تكون نامية وناجحة !!
ومن الملاحظ أيضاً قوة الابتكار عند الكنيسة ، فهى الهيئة التى يلزم أن تتصرف، وتبتكر ما يمكن أن يكون للخير ولمجد اللّه ، .. لم يكن نظام الشموسية معروفاً قبل ذلك عند اليهود ، ... ولكن الأزمة النفسية التى حدثت فى الكنيسة ، كان لابد أن تعالج بصورة ما .. لما نمت الكنيسة فى أورشليم ، لم يتيسر تنظيم إطعام الجماهير المحتاجة أو خدمتهم بأسلوب منظم دقيق ، فحدث غبن للبعض وعلى وجه الخصوص أرامل اليونانيين ، ويعتقد البعض أن روح الحزبية تدخلت بهذه الصورة أو تلك فى الاهتمام بالعبرانيات أكثر من اليونانيات ، وعلق هؤلاء على أن هذه الروح بدأت فى الكنيسة ، وما تزال إلى اليوم تأخذ هذه الصورة أو تلك فى التفرقة بسبب اللون أو الجنس أو الثقافة أو الحالة الاجتماعية ، أو ما أشبه ، مما دخل عن وعى أو من غير وعى ، إلى يومنا الحاضر إلى الحياة الروحية والكنيسية ، .. على أن آخرين ينفون هذا بالنسبة للكنيسة الأولى فى أورشليم ويعللون التفرقة بأن أرامل العبرانيات ربما كن معروفات عند التلاميذ أكثر من اليونانيات ، ... ومع ذلك فقد حدث تذمر من اليونانيين إزاء هذه الحالة ، غير أن هذا التذمر كان رقيقاً هادئاً مؤدباً ، وهذا ما تعنيه الكلمة فى الأصل اليونانى ، غير أنه ما أن بلغ هذا التذمر أذان التلاميذ حتى سارعوا إلى علاجه بأسلوب ديمقراطى جميل ، فلم يأمر الرسل بفرض أشخاص معينين ، بل طلبوا من الجمهور أن ينتخبوا سبعة رجال ممن يصلحون لهذا العمل ، وقد لوحظ أن السبعة يتسمون بأسماء يونانية مما يفيد أن الكنيسة تريد فى رفق وود ولين ومحبة أن تهتم بفريق الغرباء فيها وأن تتلافى شكاوى اليونانيات !! ..
وقد آشرنا فى تحليل شخصية استفانوس إلى الشروط التى يلزم أن يتصف بها الشماس من " حسن السمعة " إذ ينبغى أن يكون مشهوداً له بالحنان والحب والرقة والاستعداد لخدمة الآخرين ، لا على أسس أدبية إنسانية ، بل على أساس " الامتلاء من روح اللّه " والحكمة التى تعطيه القدرة على التصرف السليم تجاه كافة الظروف والملابسات ، ... وهو الإنسان الذى ينبغى أن يمتلئ بالإيمان لمواجهة كافة الأزمات والمفاجآت فى المستقبل !! ..
قضى استفانوس على الأغلب ثلاث سنوات فى عمله كشماس ، وما من شك فى أن خدمته امتلأت بروح العطف والحنان من نحو الجميع ، ولا سيما الأيتام والأرامل والمحتاجين والبؤساء!! .. كان دونالد ماكلود الواعظ الاسكتلندى المشهور يسير ذات يوم فى شوارع أدنبره ، عندما اقترب منه صبى وطلب أن يمسح له حذاءه ، وكان اليوم شديد البرد ، والولد يرتعش ، .. وابتسم ماكلود فى وجه الغلام وسمح له ، ... وقال ماكلود للغلام وهو يقوم بعمله : يا بنى هل أنت بردان مقرور.. فتردد الصبى قليلا وهو يقول : لقد كنت كذلك ياسيدى إلى أن ابتسمت فى وجهى!!... من المؤكد أن استفانوس ابتسم فى وجه الكثيرين ، ولم يتركهم فى بؤسهم أو آلامهم بل تحولوا من البؤس والألم والحزن إلى الفرح والبهجة والرضا والسكينة !.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
رجم استفانوس
استفانوس «رقد» ( أع 7: 60 )
(استفانوس)
استفانوس
سهرة كيهكية - الشماس عادل ماهر الشماس / برسوم القمص اسحاق


الساعة الآن 06:08 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024