منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 05 - 2013, 10:39 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

الرقة البالغة ، والصلاة الفولاذية
إرميا والرقة البالغة ، والصلاة  الفولاذية
وإنت لا يمكن أن تراه فى استجابته لدعوة اللّه العليا ، إلا بهذه الصورة العجيبة ، لقد أصابه الهول والفزع والوجل عندما ناداه اللّه للخدمة وصاح : « آه ياسيد الرب إنى لا أعرف أن أتكلم لأنى ولد » " إر 1 : 6 " كان - على الأغلب - فى العشرين من عمره ، وهو بطبعه حيى خجول متضع ، يتلعثم أمام المشاكل والأحداث والحوادث ، وهو الرقيق إلى حد الدموع ، فكيف يمكن لهذه الطبيعة أن تواجه الدعوة بما تشتمل عليه من صعاب تبدو كالجبال الرواسى ، والأمة تندفع بجنون نحو غروبها الرهيب ، ومن الملاحظ أنه يمثل ذلك النوع من الخدام الذين يترددون قبل قبول الخدمة ، أو يحاوولون الهروب منها ما وسعتهم المحاولة ، ... وهو يقف مع موسى الذى رفض ، فى مطلع الأمر ، الدعوة ، وهو يقول للّه : « أرسل بيد من ترسل » " خر 4 : 13 " وطبيعته أقرب إلى طبيعة يونان الذى كان أشبه بالحمامة الوادعة ، وإذ يدعوه اللّه للذهاب إلى نينوى القاسية ، يهرب إلى ترشيش ، وعلى العكس تماماً من خطة اللّه لدعوته ، ... إن هذا النوع من الخدام ، لا يستجيب لنداء الدعوة فى الحال كما استمع إليها إشعياء ليقول : « ها أنذا أرسلنى " إش 6 : 8 " أو كما قال بولس » « يارب ماذا تريد أن أفعل ، » " أع 9 : 6 ".. ولكنه مع ذلك ، عندما يقبل الدعوة إذا به « مدينة حصينة وعمود حديد وسور نحاس على كل الأرض » .. " إر 1 : 18 " أو كما وصفه أحد الشراح بأنه أصح وأقوى وأشجع أنبياء العهد القديم !! ... نحن لا نعلم كيف دعاه اللّه ، وهل تكلم إليه بصوت مسموع ، أو جاءه فى رؤيا أو ظهر له بصورة ما ، إلا أن الشئ المؤكد عند إرميا أنه أيقن من هذه الدعوة ، وصدورها من اللّه بكيفية لا تقبل إبهاماً أو تردداً أو شكاً على الإطلاق !! .. وملأه اللّه بروحه فتحولت الحمامة إلى أسد ، ... وأحس الرجل فى أعماقه بأن قوة خارقة سيطرت عليه ، لم يكن يعرفها من قبل ، هى قوة روح اللّه فيه ، ولمس اللّه شفتيه ، وجعل كلامه فى فمه !! .. فإذا قيل ، وكيف يمكن أن يكون هذا وكيف نستطيع تصوره ، أجبنا أنه عين ما حدث مع بطرس ، قبل وبعد ، يوم الخمسين - وكيف أن الجبان أمام امرأة ، هو الشجاع أمام رؤساء الكهنة والكتبة ، أو كما صوره أحدهم : نراه قبل يوم الخمسين أمام التجربة ، كمن يهرب من أسد يطارده ، وبعد يوم الخمسين نراه يركب الأسد ويسيطر عليه ، ولعلك لو سألت الكثيرين من أعظم أبطال التاريخ ، كيف يمكن أن يحدث هذا اللغز لأجابوك : إنهم أكثر الناس دهشة وتعجباً إذ أنهم عندما يخلون إلى نفوسهم ، وإلى العواطف التى تملكهم ، لأدركوا أنهم أرق وأضأل من أن يقفوا أبسط المواقف التى وقفوها ، ولكنهم أمام الأحداث والحوادث ، هم أقوى وأعظم من الأسود الكواسر !! ..
وقد بدت هذه الظاهرة بوجهها الواضح فى حياة إرميا خلال السنوات الطويلة من حياته الحافلة بالتجربة ، والضيق ، والأضطهاد ، ويكفى أن نراها عندما يخلو إلى نفسه، ويسرد اعترافاته ، التى يشبه فيها بولس وأوغسطينوس ، وقد حدثنا فى الأصحاح العشرين عن أعماقه عندما فكر أن يهجر الخدمة ومركزه النبوى : « قد اقنعتنى يارب فاقتنعت وألححت على فغلبت . صرت للضحك كل النهار كل واحد استهزأ بى ... لأن كلمة الرب صارت لى للعار وللسخرة كل النهار . فقلت لا أذكره ولا أنطق بعد باسمه . فكان فى قلبى كنار محرقة محصورة فى عظامى فملك من المساك ولم أستطع » " إر 20 : 7 - 9 " ... « ملعون اليوم الذى ولدت فيه . اليوم الذى ولدتنى فيه أمى لا يكن مباركاً . ملعون الإنسان الذى بشر أبى قائلا : قد ولد لك ابن مفرحاً إياه فرحاً . وليكن ذلك الإنسان كالمدن التى قلبها الرب ولم يندم فيسمع صياحاً فى الصباح وجلبة فى وقت الظهيرة لأنه لم يقتلنى من الرحم فكانت لى أمى قبرى ورحمها حبلى إلى الأبد . لماذا خرجت من الرحم لأرى تعباً وحزناً فتغنى بالخزى أيامى » " إر 20 : 14 - 18 ".. ومن العجيب أن هذا الرقيق البالغ الرقة ، والذى تنقل من اضطهاد إلى اضطهاد ، ومن سجن إلى سجن ، وغاص فى حمأة الجب ، لم تزده هذه جميعاً إلا صلابة وجرأة وقوة شكيمة لا تقهر !! ... إن الذين عاشروا مارتن لوثر كانوا يتعجبون أشد العجب ، لأن هذا الرجل كان شاعراً رقيقاً ، يطرب للنغم الموسيقى أشد الطرب ، ويتألم أشد الألم للعصفور الصغير المهيض الجناح ، ويبكى أمام آلام الآخرين بكاء الأطفال ، ... ولكن هذا الرجل هو الذي هز أوربا ، وأرعد بصوته فزلزل الجبابرة والعتاة !! ... لأن رب الجنود سيطر عليه وغير به وجه التاريخ !! ...
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من يهبني الحنو والرقة إلا أنت يا مخلص الجميع
اتَّسم طوبيا الشاب بالفكر الناضج والرقة في التعامل
أم أربعة وأربعين البالغة
ستائر غاية في البساطة والرقة والأناقة
المعدة الفولاذية .. بالصورة : الجوع يدفع شاب لتناول مقعد حافلة !


الساعة الآن 07:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024