الشيخ آدم أبو حسان: عثــــــــرت على المجندين المختطفين فى حالة يُرثَى لها

[Mary Naeem]

الشيخ آدم أبو حسان: عثــــــــرت على المجندين المختطفين فى حالة يُرثَى لها

أوقفت لهم سيارة «ربع نقل» ولم يخبروا السائق بهويتهم

الشيخ آدم أبو حسان ربما يكون خيطا جديدا نحاول من خلاله فك طلاسم عملية إطلاق سراح الجنود المختطفين فى سيناء، فى ظل تعتيم مرسى وسلطاته على العملية برمتها. والشيخ آدم أبو حسان، هو سائق سيارة الخضراوات والفاكهة الذى عثر على المجندين المختطفين فى الطريق، حيث دارت بينهم مناقشات حول معاناتهم فى حادث الاختطاف، واضطروا جميعا إلى الانتظار بعض الوقت إلى أن أتت سيارة «ربع نقل»، نظرا لاستحالة ركوب المجندين سيارة الشيخ أبو حسان المليئة بالخضار والفاكهة، ثم انتقلوا جميعا إلى كمين بئر لحفن، غير كاشفين للسائق عن هويتهم. «التحرير» حاورت الشيخ آدم فإلى نصر الحوار:
■ حدِّثنا بالتفصيل عن كيفية عثورك على المجندين السبعة، وما الذى دفع العناصر الإرهابية إلى إطلاق سراحهم من وجهة نظرك؟
- كنت أصلّى الفجر فى العريش وكان معى أخى تاجر الخضراوات، وبعد صلاة الفجر توجهنا إلى منطقة لحفن وقمنا بالمرور من أمام كمين بئر لحفن فى اتجاه منطقة العوجة فوجدنا المجندين السبعة يستغيثون بنا وهم على بُعد ما يقرب من 2 كم عن كمين بئر لحفن وكانت هناك سيارات تمر عليهم ولم يقف لهم أحد لأن هذه المنطقة معروفة بانتشار قُطَّاع الطرق فيها.
كانت هناك تعزيزات أمنية فى المنطقة وصوت طائرات الأباتشى تجعل الجميع خائفا فكانت تحلّق ولا تفارق السماء وكان هناك ضغط من القوات المسلحة فما حدث كان يرعب الشخص الآمن قبل المجرم وكانت هناك ضغوط أمنية شديدة ولم تكن هناك بقعة فى السماء فى مناطق العريش والشيخ زويد ووسط سيناء إلا وكانت قوات الأمن تنتشر فيها.
■ ما المساعدات التى قدمتَها للمجندين عندما عثرت عليهم وتأكدت من هويتهم؟
- لا أحب الحديث عما فعلته مع المجندين لأنه واجب على كل شخص، أول شىء أخبرونى به أنهم ظلوا ليومين دون طعام أو شراب وكانت حالتهم يُرثَى لها وظاهر عليهم التعب والإجهاد ورغم ذلك كانت حالتهم النفسية جيدة، وكنا نحمل خضراوات وفواكه فقمنا بإطعامهم بعضا منها، وأكدت لهم أن المسافة قريبة جدا للوصول إلى كمين بئر لحفن وأننا سننتظر معهم حتى تقف لهم سيارة وكان ذلك لأن السيارة الخاص بنا كانت بها خضراوات وفواكه ولم يكن فيها مكان حتى يتمكنوا من الركوب معنا.
■ ما المدة التى جلستم معهم فيها وهل كنتم تشعرون بالخوف منهم قبل معرفة التفاصيل التى كانت وراء وجودهم فى هذا المكان المقطوع؟
- لم نشعر بالخوف، وقفنا لنجدتهم بعد شعورنا أنهم ليسوا من قطّاع الطرق وأنهم بحاجة فعلا إلى المساعدة وقالوا لنا «نحن لا نعرف إلى أين نذهب ولا نعلم إلى أين نتحرك يمينا أم يسارا للوصول إلى أقرب كمين»، جلسنا معهم 5 دقائق ورغم أن الإنسان بطبيعته لديه حب استطلاع وعلى الرغم من معرفتنا بهويتهم فإننا كنا نشعر بالفرحة ولم نحاول الاستفسار منهم عما جرى لهم فكان كل ما يهمنا هو سلامتهم، وأقسم بالله لم أكن أتخيل أنى أسيبهم من غير ما أعرف منهم إيه اللى حصل فيهم فى الفترة دى من الخاطفين ولم أحقق معهم نهائيا لكنهم كانوا صعبانين علينا وقدمنا لهم ما نستطيع أن نقدمه وقلنا لهم الحمد لله على سلامتكم لقيناهم بياخدونا بالأحضان، وقال لى أحد المجندين «شوف عملوا إيه فى صدرى» فوجدت المنطقة التى أظهرها لى ملتهبة جدا ولا أعلم هل كانت من أثر التعذيب والضرب أم من البهدلة التى تعرضوا لها.
■ ما الأجواء التى سيطرت على الفترة التى جمعتكم بالمجندين السبعة؟
- المنطقة التى كان فيها الجنود هى فى الأساس لا يُسمح بالمرور فيها إلا للمصريين فقط ونحن كنا نحمل بضائع فى طريقنا إلى منطقة العوجة وكانت الـ5 دقائق التى قضيناها مع المجندين مليئة بالفرح فى ظل وجود صخب أمنى رهيب وكان جميع أهالى سيناء يتمنون عودة المجندين حتى تنتهى حالة الرعب خصوصا أن طائرات الأباتشى كانت تحلق فوق المنازل.
■ لماذا لم تقوموا أنتم بتوصيلهم إلى كمين بئر لحفن؟ وما نوع السيارة التى أوصلتهم؟
- ظللنا مع المجندين حتى مر علينا سيارة «ربع نقل» وركب معهم المجندون فى الصندوق الخلفى ولم يعلم السائق الذى أوصلهم للكمين أنهم من المجندين وكان المجندون طلبوا منا أن نوصلهم إلى الكمين ونحن قلنا لهم إن الكمين على بُعد 2 كم ممكن تاخدوها مشى وإحنا هنفضل معاكم لما تركبوا سيارة أخرى لأن السيارة الخاصة بنا مليئة بالخضراوات.
■ كيف ترى ما حدث للمجندين من قبل العناصر الجهادية؟
- ما حدث للمجندين لا يمثل الدين فى شىء والدين برىء من تلك الأفعال، ونحن نرى أن الوضع السياسى يصور لك العدو صديقا والصديق عدوا ونحن لا يوجد أمامنا إلا عدو واحد هو الكيان الصهيونى والنظام السابق ترك تركة ثقيلة وكان هناك أذى واقع على المجتمع السيناوى، نحن نمتلك أسلحة بسبب صعوبة الظروف حيث يتقوى كل شخص بقبيلته حتى لا يؤكل من الشبيحة والمحرضين وهناك البعض الآخر الذى يستخدم السلاح من أجل الترهيب.