منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 05 - 2013, 10:20 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

أحشويرش وأستير
أحشويرش وأستير

تذكرنى أستير بالسؤال الذى وجهته أم كرومويل إلى ابنها ، إذ رأته يقوم بما يشبه الإقدام الجنونى على كثير من الأعمال ، وعندما سألته عن السر فى ذلك ، أجاب : توجد لحظات يا أمى لا يستطيع الإنسان فيها أن يفكر فيما يواجه ، طالما كان أمامه واجب يلزمه بذلك !! .. وكان كرومويل نفسه فى تكريسه حياته للخدمة والواجب ، هو الجواب على سؤال نهض أمامه فى مزرعته عندما أحس أن اللّه يدعوه ، وأن اللّه فى حاجة إلى رجل ، شجاع ، أمين ، بصرف النظر عما يواجه من مشقات ومتاعب وأعوال .. كان السؤال المطـــروح أمام عينيه ، هو ذات السؤال القديم : " من أرسل ومن يذهب من أجلنا ، " " إش 6 : 8 ".. وكان الجواب بدون تردد : " ها أنذا ارسلنى!! . وإذا كانت هناك امرأة بين النساء قد أجابت بشجاعة على هذا السؤال ، فقد كانت أستير واحدة من البطلات اللواتى أجبن ، بعد عمق دراسة ، غير عابئات بالنتيجة، سواء جاءت فى هذا الاتجاه أو ذاك : " فقالت أستير أن يجاوب مردخاى : اذهب اجمع جميع اليهود الموجودين فى شوشن وصوموا من جهتى ولا تأكلوا ولا تشربوا ثلاثة أيام ليلا ونهاراً ، وأنا أيضاً وجوارى نصوم كذلك ، وهكذا أدخل إلى الملك خلاف السنة ، فإذا هلكت هلكت " " إش 4 : 51 و 61 " ومن الواضح أن أستير وجدت من مردخاى تشجيعاً على ما يقال إنه مغامرة انتحارية ، ولعل المبدأ الأساسى فى أية مغامرة أو فى أية رسالة هو موازنة النتيجة ، وهل الفائدة أو الضرر أقوى وأكمل فى الإقدام عليها أو الامتناع عنها ، فإذا كان مجد اللّه معلقاً فى الميزان ، أو إذا كان مصير الكثيرين يمكن أن يرتبط بالمغامرة ، فإن أى بذل لا يمكن إلا أن يكون مكسباً أعلى وأعظم ، مهما كان الثمن الذى يدفع فيه ، ... هل سمعنا عن ذلك الرجل الذى كان يدعو نفسه : الثالث ... وعندما سئل : ومن هو الأول والثانى ... كان الجواب: اللّه أولا : الآخرون ثانيا : أنا ثالثاً !! .. وفى ضوء هذا الترتيب رأت أستير نفسها فى المركز الثالث !! .. بل إن مردخاى يؤكد لها هذا المركز من وجهة أخرى ، فهو يؤكد لها أن صاحب المركز الأول له القدرة ، بها أو بدونها ، على أن يحقق النجاج للشعب !! ... لكنه يريد أن ينبهها إلى أنه هو الذى وضعها فى المركز الذى لم يكن تحلم به على الإطلاق : " لأنك إن سكت سكوتاً فى هذا الوقت يكون الفرج والنجاة لليهود من مكان آخر وأما أنت وبيت أبيك فتبيدون ، ومن يعلم إن كنت لوقت مثل هذا وصلت إلى الملك " " إس 4 : 14 " .. إن السؤال الذى تطرحه هذه القضية علينا أجمعين ، ليس حول الشعب اليهودى فى ذلك التاريخ .. بل فى أمرنا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور : ما هى الحياة !! ؟ ما هى الحياة لأستير !! .. وما هى لى أو لك ، نحن الذين تفصلنا عن القصة القديمة : ما يقرب من ألفين وخمسمائة من الأعوام !! ؟ هل الحياة أن يتحول الإنسان من فقير يتيم إلى مركز الملوك ، وينتقل من كوخ إلى قصر ؟ .. ومن الجوع والمسغبة والمشقة إلى حياة المجد وأبهاء الملوك !! ؟ .. هل هذه هى الحياة ؟ إن الجواب بكل تأكيد : كلا !! لأن الفقير والغنى فى رحلتها الأرضية سيسوى بينهما التراب الذى سيتحولان إليه ، ولا يعود يفصل بينهما فاصل ، أو كما قال ديوجين للاسكندر الأكبر عندما أبصره يمسك بمجموعة من العظام وسأله الإسكندر : أية عظام هذه التى معك ياديوجين !!؟ .. وكان الجواب : لا أعلم ، أهى عظام أبيك أو عظام عبيده !! ؟ ... ولو صحت الرواية ، فإن عظام العبيد تختلط بعظام سادتهم ، عندما يعود الناس تراباً إلى الأرض !! ؟ .. ومن ثم فإنها ليست الثروة أو الجاه أو النفوذ أو الأكل أو الشرب الذي يفصل بين إنسان وإنسان !! ؟ ... إن الحياة فى مفهوم مردخاى - لا تزيد أو تنقص عن أنها فرصة فى مملكة الإنسان ، سواء اتسعت هذه المملكة لتصبح من الهند إلى كوش ، أو ضاقت لتصبح مملكة الإنسان فى داخل كيانه الشخص .. وكل على أية حال هو ملك على مملكة ، .. وهناك فى هذه المملكة ، الفرصة التى إذا ضاعت فلن تعود ، والمسئولية هى الحياة تجاه هذه الفرصة ، وهى بحق ما ذكره " دانيال وبستر لما سأله أحدهم عن أهم شئ يواجهه فى الحياة ، فكان جوابه : " هى مسئوليتى تجاه ابن اللّه فى الأرض " !! ... وليس من واجبى تجاه هذه الفرصة أن أسأل فى وقت الموت أو الخطر ماذا ينبغى أن أفعل !! .. لكن واجبى الوحيد أن أسير فى الطريق دون تراجع عن الشهادة أو الاستشهاد ... وهذا هو المعنى النبيل العظيم فى الحياة !! .. كان لأستير المجد العالمى إذ كان لها أعظم ما يمكن أن يصل إليه إنسان فى الأرض من إمتيازات وجوار وخدم وعبيد ، لكن أستير أدركت أن هذه كلها تذهب وتبيد ... وتبقى القصة خالدة بما يقدم الإنسان من عمل لمجد اللّه ولخير الآخرين !! ... وكم من ملكات عشن فى التاريخ وذهبن ، وذهب كل شئ فى حياتهن طعمة للدود الذى أتى على كل نعيم ، ... ولم يبق لهن إلا الخدمة إذا كن قد أدركن رسالتهن ومسئولياتهن فى الحياة !! ... والفرصة كالشعرة الدقيقة إذا أفلتت على رأى شكسبير لا يمكن أن نرجعها مرة أخرى ، ونحن نسير فى موكب لا يرجع فيه التاريخ إطلاقاً !! وسعيد ذلك الإنسان الذى يمسك بالفرصة ، مهما كانت المتاعب أو فخاخ الموت المنصوبة عن جانبيه فى الطريق !! .. إن الشعار المسيحى الذي جاء بعد مئات السنين من أستير ، يتركز فى عبارة واحدة خالدة : " لى الحياة هى المسيح والموت هو ربح " !! .. " فى 1 : 21 " وكيفما كانت الحياة أو الموت فإن لغة المسئولية الدائمة : لأننا إن عشنا فللرب نعيش ، وإن متنا فللرب نموت ، فإن عشنا وإن متنا فللرب نحن !! .." رو 14 : 8 " على أننا نلاحظ أنه إن أهملنا الفرصة - فى عرف مردخاى - فليس معنى ذلك أننا نهرب من الموت ، بل لابد أن يلاحقنا الموت هناك .. فالهاربون من الفرصة مائتون بهذا المعنى أو ذاك : " وأما أنت وبيت أبيك فتبيدون " .. وهو موت الإبادة بالمعنى المادى أو الأدبى على حد سواء ، و " من لم يمت بالسيف مات بغيره ... تنوعت الأسباب والموت واحد " ... فإذا نجا الإنسان من الموت المادى ، فإنه قد يموت أضعافاً مضاعفة الموت الأدبى أو الروحى الذى يلحقه فى الدنيا وفى الآخرة معاً ، ويل لمن يموت ويبيد أسمه أدبياً أو روحياً ، حتى ولو رآه الناس إنساناً عظيماً جالساً على عرش فى الأرض !! ... على أنه ، بالإضافة إلى هذا كله ، لا يجوز أن نمسك بالفرصة فى استقلال عن اللّه ، أو بالإندفاع الطائش بأية صورة من الصور ، لقد كانت أستير آية فى العظمة والحكمة ، عندما استندت إلى اللّه فى فرصتها، إذ دعت أصدقاءها جميعاً للصوم والصلاة ثلاثة أيام ليلا ونهاراً ، وذهبت إلى الملك ، وبعد أن التقت بملك الملوك ورب الأرباب ، وهذا واجبنا الدائم عندما نقف أمام أية مسئولية صغرت أو كبرت ... وليكن اللّه القائد والصديق والسيد والمعين على تحمل المسئوليات ، ومن المناسب أن نذكر أيضاً أنها استخدمت جمالها فى الخدمة المقدسة ، ويحسن أن نشير إلى ما قاله أحد رجال اللّه بهذا الشأن يوم قال : " لقد بدأ هذا الجمال فى قمة بهائه ، عندما توارى منه كل بحث عن الذات ، واضحى نبيلا بنبل الغاية أو المقصد الذي اتجه إليه ، ... والجمال كوزنة أو هبة إلهية ينبغى أن يعطى ويقدم للخير ، وسيبلغ الذروة ، وهو يقدم على مذبح الخدمة والتكريس ، ... وهو هناك يصبح كوجه استفانوس عندما شخص إليه جميع الجالسين فى المجمع ورأوا وجهه كأنه وجه ملاك !! ... " أع 6 : 15 " ترى هل يستطيع الجمال عند أبناء ووبنات اللّه أن يخدم السيد بهذا المعنى العظيم المرتفع الرائع ؟!!
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أحشويروش وأستير
مُردخاي وأستير
أحشويرش
أحشويرش ومردخاى
من هو أحشويرش


الساعة الآن 12:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024