رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أحشويرش وزوجاته وكان الأحرى أن نقول " أحشويرش والمرأة " ، إذ أن هذا الرجل كانت له زوجات عديدات ، كل واحدة فى نوبتها ، كما يشتهى الملك ويشاء ، وكان قصر الحريم عنده صورة رهيبة عجيبة ، يحكمها الأمر وقضيب الذهب فإذا ذهبت واحدة فى غير موعدها، أو دون أن تؤمر ، فأمرها واحد ، هو الموت البشع ، .. ولقد ذكر عنه ذات مرة ، كما تقول رواية تاريخية أو تقليدية ، إنه سمح لواحدة من الزوجات بأن تشوه منافستها أمامه ، فما كان منها إلا أن مزقت صدرها ، وأنفها ، وأذنيها وشفتيها وألقت بها للكلاب ، واجتثت لسانها من الأساس ، وأرسلت الجثة مشوهة المعالم إلى بيتها ..!! قد يجرب المرء عندما يسمع أو يقرأ عن قصر تحول إلى ما يشبه الغابة ، ممتلئاً بالحيات السامة ، والإناث من الوحوش التى تكيد الواحدة للأخرى بالضرر والموت ، إن العناية يمكن أن تبتعد أو ترفض الدخول إلى مثل هذه المجتمعات ولكن العكس صحيح ، إذ أن اللّه يحكم كل شئ بسلطانه الأبدى العظيم ، وهو يسيطر على الخطأ أو الصواب على حد سواء !! .. فإذا كان الملك يقيم حفلا تاريخياً باذخاً ، يجمع إليه جميع الشعوب ، ويقال إنه كان وقتئذ يعد لغزو اليونان ، وهو لذلك يكثر من الخمر والشراب، وأذا هو يشرب ويشرب ، ويشرب معه العظماء والسادة ، وفى لحظة يفقد فيها ميزانه العقلى ، يأمر أن تأتى الملكة فى جمالها البارع ، لكي تظهر فيما يشبه العرض على الحاضرين ، وأذا بالملكة الشجاعة النبيلة ، ترفض أن تظهر أمام العيون المبتذلة المخمورة ، وإذا هو يجرح فى كبريائه ، وييستشير المخمورين معه ، فيما يفعل تجاه الكبرياء الجريحة ، ويأمر بخلع الملكة ، ويصدر قراراً أن الرجل يحكم المرأة فى البيت، .. كأنما الحكم فى البيوت يحتاج إلى قانون ملكى ليسيطر الرجل على المرأة فيه!! .. وإذا بالملك يهدأ بعد الغضب ويحن إلى وشتى ، وهو لا يستطيع أن يرجعها ، ... وهو فى حاجة إلى من يملأ الفراغ بمن تكون أجمل وأعظم ، وإذا بمباراة تعقد بين ملكات الجمال ، لتفوز فيها فتاة يتيمة من شعب مغمور ، تستولى على مشاعر الملك ، وتفرض عليه سلطان جمالها الطاغى ، وتقف دون منازع بين مثيلاتها فى القصر الملكى ، ... فإذا كانت المؤامرة التى ستقع على الشعب ، كما هو ثابت فى الكلمة الإلهية كانت فى الثانية عشرة من حكم الملك ، فإن خلع وشتى ، لتحل محلها أستير ، كان قبل ذلك بسنوات تقترب من العشر ، وتسبق العناية الخطأ والصواب معاً ، وتجهز سبل النجاة قبل أن يقوم الخطر أو يعرفه أو يدركه إنسان على وجه الإطلاق !! ... حقاً إن اللّه يحكم ويسود فى كل العصور والأجيال ، يستوى فى ذلك عصور الديكتاتورية والطغيان ، أو أرقى العصور حيث يسود القانون ، وتأخذ العدالة مجراها بين الناس،... لقد حكم اللّه وساد أيام فرعون ، حيث لا يجد الشعب البائس ملاذاً يلوذ به من التسخير والاستعباد ، وحيث يصدر الأمر بأن يلقى كل ذكر عبرانى فى مياه النيل !! .. وقد حكم اللّه وساد فى أيام نبوخذ ناصر ، حيث يأمر الملك أن يفسر له أحد حلمه الذى ربما نسيه هو ، ويلزم أن يذكره السحرة والعرافون به ، وحيث الأتون المحمى سبعة أضعاف ليلقى فيه من يخالف أمره ، أو يعصى كلمته ، .. ولقد حكم اللّه وساد عندما جعلت روما لعبتها المفضلة أن ترمى بالقديسين لتتسلى بمنظرهم والوحوش الضارية تمزق أجسادهم ، ... وقد حكم اللّه وساد عندما حول هتلر أوربا إلى بركة من الدم ، وأطلق الحرب العالمية الثانية من عقالها !! .. وفى كل عصور تنطلق الوحوش الضارية ، يمكن أن نسمع صوتاً يقول : " إلهى أرسل ملاكه وسد أفواه الأسود فلم تضرنى " " دا 6 : 22 " .. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
وليمة أحشويرش |
الملك وزوجاته الاربعة |
أحشويرش |
من هو أحشويرش |
مرسينا وزوجاته الأربع |